بعد مطالبة عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري بـ"ثورة دينية" استقبل الحزب الجمهوري الأمريكي هذه الإشارة بالتقدير، وكان لهذا الموقف صدى قويا لدى المحافظين الأمريكيين المعروفين بتشددهم حيال العالم الإسلامي.
وهو التقارب الذي أولت له الصحف الأجنبية والباحثين اهتمام وثيقًا، لرصد دلالاته وتداعياته الحالية والمستقبلية، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.
في تقرير مطول تحت عنوان "الزعيم العربي الجديد المفضل للجمهورين الأمريكين" قال ستيفن كولينسون مراسل شبكة "سي إن إن" الأمريكية في البيت الأبيض: "برغم أن السيسي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر عبر انقلاب، وسحق المعارضة السياسية، وسجن الصحفيين الأجانب فقد أصبح سريعا رجل الشرق الأوسط المفضل من المحافظين الأمريكيين، والطامحين للرئاسة من الحزب الجمهوري".
ونقل عن جيب بوش، المرشح الجمهوري للرئاسة: "قدَّم السيسي خطابا ذا مصداقية حول التطرف الإسلامي"، فيما قال مايك هوكابي، المنافس الجمهوري للرئاسة "نشكر الرب على الرئيس السيسي في مصر".
وليس هذا سوى غيض من فيض إشادات الجمهوريين الأمريكيين بالسيسي، إذ أبرز موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي الدعم الذي يحظى به قائد الانقلاب العسكري في الكونجرس من الجمهوريين بسبب معركته ضد الإسلاميين في بلاده"، مشيرا إلى تهديد كاي جرانجر، نائبة الحزب الجمهوري مجلس النواب الأمريكي (المعني بالمساعدات الخارجية)، الشهر الماضي بوقف المساعدات إلى الدول الأخرى إذا لم تسمح وزارة الخارجية الأمريكية بتمويل مصر بطائرة "إف 16" المقاتلة ودبابات "إم 1" أبرامز.
كما قال النائب لويس فرانكل في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب "إن مصر كانت حليفا في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ونشرت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية تحليلا لزياد الكيلاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أوضح فيه أن أحد أهم الدروس المستفادة من اجتماع وفد الكونجرس الأمريكي مع السيسي، هو التقارب الجمهوري الأمريكي مع النظام المصري"، مشيرا إلى أن صعود تنظيم "داعش" يوفر أساسا حقيقيا للتقارب بين النظام المصري والحزب الجمهوري الأمريكي.
وأضاف الكيلاني: "كما يبدو واضحا لي رغبة النظام المصري للعمل بشكل وثيق مع أي فريق جمهوري مقبل في البيت الأبيض بعد انتخابات عام 2016، وأعتقد أن مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية واعدة جدا، خاصة عندما يفكر صناع القرار للسياسة الخارجية في واشنطن من الاستفادة من المشهد السياسي الجديد في مصر ودعم السيسي".
ونقلت شبكة "بريتبارت" الإخبارية الأمريكية عن النائب الجمهوري ستيف كينج، الذي بدا عاشقا للسيسي، ومول رحلته إلى مصر ذاتيا بعدما ألغى مجلس النواب تمويله للانضمام إلى وفد الكونجرس المتجه إلى مصر، قوله: "إن الرئيس السيسى هو القوة الأخلاقية الإسلامية الذي يمكن أن يصبح أتاتورك العصر الحديث للإسلام العالمي"، مستشهدا بكلمات السيسي: "هل من الممكن قبول فكرة أن العالم كله يجب أن يموت لكي يعيش العالم الإسلامي؟".
وتعليقًا على هذا التوجه قال الباحث علاء بيومي على "فيسبوك": "إن هناك تقارب محير بين مواقف نظام السيسي وأجندة لوبي إسرائيل والإسلاموفوبيا في أمريكا"، مشيرا إلى احتفال بعض الكتاب المعروفين بدوائر الإسلاموفوبيا الأمريكية بالسيسي وخطاباته، وخاصة خطاب "ثورة دينية"، حيث اعتبروه كنزا وهدية ينتظروها منذ سنوات، كبار كتاب لوبي الإسلاموفوبيا الأميركي تلقفوا تصريح السيسي هذا وكتبوا محتفين به".