من المرتقب أن تشهد اليمن خلال الساعات المقبلة نشوب معارك تحديد المصير، بين الحوثيين واللجان الشعبية بعد توقف جلسات الحوار، ومغادرة جمال بنعمر مبعوث الأمم المتحدة بشكل مفاجئ، وإعلان كل من الرئيس اليمني والحوثيين بدء المواجهة الحاسمة.
الأزمة لن تنتهي إلا بدماء
قال اللواء حمدي سهيل الخبير العسكري، إن الحوثيين يصرون على الاستيلاء والسيطرة على حكم اليمن، إذ يرفضون كل سبل الحوار من البداية، مؤكدًا أن قضية اليمن لن تنتهي إلا بدماء.
وأضاف سهيل لـ"رصد" أن مغادرة جمال بنعمر مؤشر لبدء نشوب معركة غير عادية في اليمن، نظرًا لقربه الشديد من الحوثيين، مشيرًا إلى أن اللجان الشعبية والقاعدة أصبح بينهما خطة واحدة وهي القضاء على الحوثيين، وما أعلنه هادي والحوثيون اليوم بمثابة حرب تقرير المصير بينهما.
انسحاب القوات الأمريكية
وكانت الولايات المتحدة أمس الجمعة أجلت نحو 100 جندي من قواتها الخاصة العاملة في اليمن، بسبب تردي الأوضاع الأمنية.
ونقلت شبكة "سي.إن.إن" عن مصادر مطلعة قولها إن هؤلاء الجنود، والذين يشكلون آخر دفعة للقوات الأمريكية جرى نشرها في اليمن في وقت سابق، غادروا قاعدة "العند" الجوية، في محافظة لحج، جنوب البلاد.
وكانت واشنطن أغلقت سفارتها في صنعاء، خلال الشهر الجاري، بعد سيطرة المسلحين الحوثيين على المؤسسات الحكومية، وفرار الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن.
هادي يتعهد برفع علم اليمن في معقل الحوثيين
وتعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برفع العلم الوطني لبلده على جبال مرّان في صعدة، معقل الحركة الحوثية التي سيطرت على السلطة والعاصمة صنعاء.
وفي أول خطاب تليفزيوني منذ انتقاله إلى مدينة عدن جنوبي اليمن، قال هادي إنه سيضمن أن "يرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران في صعدة (شمالي اليمن) بدلا من العلم الإيراني".
وأضاف أن "التجربة الإيرانية الاثنا عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني زيدي وشافعي".
وخير الرئيس هادي الحوثيين ما بين القبول بتحقيق عدة مطالب أو مواجهة موقف رئاسي وشعبي وصفه بالحازم.
التعبئة العامة
وأعلنت اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي، التعبئة العامة، موجهة المؤسستين الأمنية والعسكرية بالقيام بواجباتهما في التصدي لما سمتها بـ"الحرب القذرة".
وجاء في بيان الحوثيين أن اللجنة ناقشت في اجتماعها المشترك مع اللجنة الأمنية العليا في دار الرئاسة بصنعاء، أهم المستجدات وتداعياتها وما ارتكبته "التنظيمات الإرهابية من جرائم" في العاصمة صنعاء وفي محافظتي عدن ولحج.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر الماضي، ثم حاصروا مقر إقامة هادي ووضعوه رهن الإقامة الجبرية في منزله في يناير، لكنه فر إلى عدن.
وسيطر هادي والحوثيون منذ ذلك الحين على مراكز قوة متنافسة في شمال وجنوب البلاد مما أثار مخاوف من حرب شاملة، وأفسح مجالا أكبر أمام نشاط جماعات جهادية كالقاعدة.
