حمل على كتفيه مشروعا فنيا ثريا، وصوتا شديد الخصوصية والتميز، كان حاضر في التحرير بأغانيه التي هزت الميدان، محرضة على الثورة على الظلم والطغيان، مال وميّل الملايين على إيقاع "إزاي"، بكائيته في "حدوته مصرية"، جعلت الكثير من المصريين يعتبره "جيفارا" صوت الثورة.
لكن، كالعادة لم يبق في مصر قناع لم يسقط، ولا حنجرة كانت بالظن مسكونة بالرفض لم تفضح، ففضح من يعزف أجنداته السامة علي أوتارها، ولا دم لم يعرف من أراقه، ولا مؤامرة لم يتعرّ من نسجها، كل سر يشتعل الآن كفضيحة.
محمد منير أثار منذ بداية مشواره الفني، جدلا حول مواقفه السياسية، فالشخص الذي ذاب عشقا في الثورة، هو من غنى بكلمات ركيكة ترويجا للحزب الوطني المنحل في العام السابق للثورة.
أتت رياح التغيير مسرعة في 2011، فاعتلى منير منبر مطرب الثورة، لتصبح "إزاي" هي صوت الجموع طوال ثمانية عشر يوما من الاعتصام، ولم تصمت الأغنية طوال هذه الفترة، كأنها جاءت عربون مصالحة على سقطة أغنية الحزب المنحل، لكن منير كعادته مع كل موجة تغيير، ثورة كانت أم حكم عسكر يعتلي الأمواج، فغنى مؤخرا في أوبريت "مصر قريبة"، الذي أدرجه المصريون ضمن "أوبريتات الشحاتة".
منذ أيام، المطرب محمد منير يظهر فرحا مع مقدم البرامج الأكثر جدلا توفيق عكاشة، لتنهال عليه لعنات المحبين "المنايرة".
لكن الرجل لم يتوقف عن إهانته لتاريخه الفني، ليثير جمهوره بتصرفاته العفوية الغريبة خلال المؤتمر الاقتصادي الذي أحيا حفل ختامه في شرم الشيخ، وكان من أبرزها اقتحامه لاستوديو برنامج "على مسئوليتي" لمخبر أمن الدولة أحمد موسى، من أجل إلقاء التحية على رئيس الوزراء إبراهيم محلب.
كما تغزل منير في "شاهندة"، ابنة إعلامي الثورة المضادة عبد الرحيم علي، بعد وصلة الرقص التي قدمتها على أنغام إحدى أغنياته في حفل المؤتمر الاقتصادي.
وبعدما فرغ "منير" من تقديم الأغنية، نظر إلى الفتاة وقال لها: "إيه الرقص ده! أنت لوحدك مشروع، ونحن في أرض المشاريع".
