يشتكي أهالي قرى الجمالية بالدقهلية من قيام عربات الصرف الصحي بتفريغ محتوياتها بالطرق والترع التي يستخدم الفلاحون مياهها لري الأراضي الزراعية، ما يسبب تلوثها، ويؤثر على المحصول الزراعي والثروة السمكية بالبحيرات، فضلًا عن إلقاء روث الحيوانات والفضلات على جوانب الأراضي الزراعية والترع والبحيرات.

إذ انتشرت تلك الظاهرة في قرى “الخميسي، صبح، عبدالله، عزبة الوزير، رفاعي، الأردنة، موسى، الحدادي، وكذلك المحلاوي”، التابعة لمركز الجمالية، لترتفع نسبة التلوث بالترع التي تعتبر مصدر ري الأراضي الزراعية،  فيما تتسبب الأزمة في انتشار الأمراض والأوبئة خاصةً بين الأطفال.

حيث ارتفعت نسبة الإصابة بالفشل الكلوي والالتهاب الكبدي لعدد من أهالي القرية، نتيجة لما يعانونه من تلوث وعدم وجود أي اهتمام وخاصةً من قبل مجلس المدينة.

يقول أحد فلاحي قرية المحلاوي أن  المياه المستخدمة في ري الأراضي هي بالأصل مياه صرف صحي، وتساءل قائلًا: “كيف نستخدم تلك المياه في ري الأراضي، هل نضع السم بأيدينا فيما نأكل؟، ويعتبر ما أنتجته الأرض هو مصدر رزقي الوحيد”.

وأوضح أن استخدام المياه الملوثة في الري يسبب قلة إنتاج المحصول، وضعف الإقبال عليه لسوء جودته، ما يكبد الفلاح عناء الزراعة والري، وخسارته في بيعه، وأكد أنه عند المرض بسبب المحصول يعاني أيضًا في التأمين الصحي، مضيفًا: “الهموم تحاوطنا ولا يوجد مخرج”.

ويقول “محمد جمال –  صياد بالجمالية” أن مصادر الدخل الرئيسية لأهالي المدينة تكون بالصيد أو الزراعة، وأوضح أنه عندما يتم صرف المخلفات في المياه سواء البحيرات أو الري يحدث هذا تأثيرًا سلبيًا كبيرًا عليهم.

وتابع: “على سبيل المثال أنا فرد في أسرة كل من فيها إما صياد أو فلاح، وعندما يلقى بالصرف في المياه يتسبب ذلك في موت السمك، حيث نجده بعدها يطفو على السطح ونرجع بيوتنا لا نجد من الأسماك ما يكفي حتى لإطعامنا”.

من جانبها تقول “حنان يوسف – ربة منزل”: “من إجمالي السكان حوالى 40% يعانون من الفشل الكلوي ويغسلون الكلى باستمرار، وأيضًا فيرس سي نسبة أخرى ومنهم من يصيب بتليف كبدي، نحن فى دولة لايوجد بها علاج للمريض ولا طعام للجائع ولا عمل للباطل عن العمل”، وطالبت المسؤولين بسرعة توصيل الصرف الصحي للمنازل، وقالت أنه على جميع  رؤساء المجالس المحلية مرعاة ضميرهم عند القيام بأعمالهم.