“لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين”.. مثل شهير، لكن يبدو أن سلطات الانقلاب العسكري تبتعد كل البعد عن تطبيقه، بل إنها تجاوزت ذلك لدرجة إدمان لدغ الجحور، فبعد ساعات قليلة من الهجوم بفنطاس مياه مفخخ على معسكر تابع للجيش بحي المساعيد فجر أمس الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة نحو 40 مجندًا ووفاة ضابط وسائق، سرق تنظيم “ولاية سيناء” التابع لداعش فنطاس مياه جديد.
الفنطاس الأول
في مطلع يناير الماضي قام ملثمون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء بسرقة فنطاس مياه تابع لشركة توزيع المياه؛ وفُخخ الفنطاس في 29 يناير وتم استخدامه في الهجوم على الكتيبة 101.
الفنطاس الثاني
ومع مطلع الشهر الجاري، سرق مسلحون فنطاس مياه آخر، وتم إبلاغ الجهات الأمنية بسرقة الفنطاس الثاني وتخوفات من استخدامه في تفجير جديد.
لكن قوات الجيش لم تتخذ أي تدبير لحماية الجنود، وسمحت للفنطاس الثاني الاقتراب من الكتيبة واقتحامها لينفجر بداخله.
وفي تعليق على ذلك قال أ.م، محرر عسكري، إن “التدابير التي اتخذتها القوات المسلحة هو التجاهل، كأنها تتعمد سقوط ضحايا”.
وفي تصريح لـ”رصد” قال الصحفي العسكري، الذي فضل عدم ذكر اسمه: “الإصرار الغريب على تجاهل البلاغ هو إصرار على الفشل وإصرار على قتل الدولة لأبناءها، فليس هناك تواطئ على أبنائنا أكثر من الإهمال”.
الفنطاس الثالث
سرق المسلحون الفنطاس الثالث عصر أمس الثلاثاء، وتقدم العاملون بشركة توزيع المياه ببلاغ يؤكد فيه سرقة سيارة فنطاس المياه تحت تهديد السلاح.
وفي انتظار التحرك الأمثل، أوضح المحرر العسكري أنه “لو استمرت قوات الأمن في التجاهل ربما نرى انفجار الفنطاس داخل تجمع الدول الضيوف في المؤتمر الاقتصادي”.
السبب وراء “الفناطيس”
وحول استخدام المسلحين لفناطيس المياه المفخخة في تنفيذ الانفجارات، أكد مصدر أمني في تصريحات نشرتها جريدة التحرير أمس الثلاثاء أن “فناطيس المياه أسهل من السيارات القادرة على الاقتراب من المعسكرات في سيناء دون الشك فيها وحتى دون ملاحظة أي انتحاري بداخلها؛ لهذا يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ عملياتهم دون كشفها”.