منذ بيان الانقلاب في 3يوليو 2013 تمر الشهور ويتساقط معه مؤيدوه الذين حصلوا على المناصب التنفيذية للدولة، تارة بتقديم الإستقالة، و تارة أخرى من خلال إطاحة الانقلاب بهم والإستغناء عن خدماتهم.
بعدما اعتمدت “جبهة الإنقاذ الوطني” على استدعاء الجيش للمشهد السياسي لمعارضة أول رئيس مدني منتخب الدكتور محمد مرسي، واستجاب لهم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو بعد مظاهرات مناهضة لحكم مرسي، تم تعيين الدكتور محمد البرادعي –ممثل جبهة الإنقاذ في بيان 3 يوليو- نائبا للشئون الدولية للرئيس المؤقت عدلي منصور، ولم يمر شهران حتى أعلن البرادعي استقالته بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، وجاء في نص استقالته:”وصلنا إلى حالة من الاستقطاب أشد قسوة وحالة من الانقسام أكثر خطورة، وأصبح النسيج المجتمعي مهددًا بالتمزق لأن العنف لا يولد إلا العنف”
وسافر البرادعي إلى الخارج وغاب عن المشهد السياسي لفترة طويلة، قبل أن يكسر صمته في 24 يناير الماضي عندما أجرى حوار مع صحيفة دي برس النمساوية أكد فيه أن “الجيش تلاعب بالموقف بعد بيان 3 يوليو”، معترفا “الجيش استخدمني كستار لإخفاء نواياه ولكني لم أكن لأقبل إراقة الدماء”.
وبالتوازي تم تكليف حازم الببلاوي-عضو جبهة الإنقاذ الوطني- لتشكيل حكومة، وتم إختيار5 من أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني في حكومته وهم:
أحمد البرعي وزيرًا للتضامن الاجتماعي وهو المتحدث السابق باسم جبهة الإنقاذ.
كمال أبو عيطة، وزيرًا للقوى العاملة والهجرة وهو قيادي يساري وقيادي بجبهة الإنقاذ ورئيس اتحاد نقابات العمال المستقل.
منير فخري عبد النور وزيرًا الصناعة والتجارة الخارجية وهو قيادي ليبرالي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد وقيادي في جبهة الإنقاذ
حسام عيسي وزيرًا للتعليم العالي وهو أكاديمي يعمل أستاذًا بكلية الحقوق بجامعة عين شمس ومن الوجوه الثورية وقيادي في جبهة الإنقاذ، ودعم قتل الداخلية للطلاب مؤكدا في أحد تصريحاته المثيرة للسخرية بعد مقتل الطالب محمد رضا:”الداخلية لم تستخدم الخارطوش واستخدمت رصاص بيلسع”
وتم تعيين زياد أحمد بهاء الدين نائبا رئيس الوزراء ووزيرا للتعاون الدولي وهو من الوجوه البارزة بالجبهة، والأخير لم يستمر طويلا فقد قدم استقالته في 27 فبارير” كي يعود إلى استئناف نشاطه الحزبي والسياسي والقانوني خارج الحكومة” على حد تعبيره آنذاك.
وبعد أقل من شهر أعلن حازم الببلاوي رئيس وزراء فض “رابعة” استقالته قائلا في بيان رسمي:”نحن أمام وضع بالغ الاختلاط، أمام هذا البلد آفاق هائلة للتقدم وفي نفس الوقت أمامنا مخاطر.”
بعد أيام قليلة شكل وزير الإسكان السابق بحكومة الببلاوي، المهندس ابراهيم محلب، وزارة جديدة، وكان من اللافت للنظر الإستغناء عن خدمات كل وزراء”جبهة الإنقاذ الوطني” عدا منير فخري عبد النور الذي ظل وزيرا للصناعة والتجارة الداخلية.
واليوم أقر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تعديلا وزاريا جديدا لـ 8 وزارات، من بينهم وزير الداخلية محمد ابراهيم رفيقه في معظم الأحداث الدموية ضد المعارضين بعد الانقلاب، وبلغ عدد القتلى في عهده 2818 بينهم نساء وأطفال وقتلى تحت التعذيب بالإضافة إلى إعتقال عشرات الآلاف.