ما إن لبث جابر عصفور علي مقعد وزارة الثقافة وسعي إلي ما أطلق عليه “التنوير”، علي خلاف التقاليد المصرية فأصبح حديث الساعة بموافقته علي عرض مشاهد إباحية في فيلم حلاوة روح، إلا أن ذلك لم يشفع له وتمت الإطاحة به في التعديل الوزاري.
عصفور المعروف بعدائه للإسلاميين تم تعيينه في يونيو 2014 في حكومة الانقلاب الثانية برئاسة محلب بعد أن ترك نفس المنصب في 2011 في آخر حكومات نظام المخلوع حسني مبارك، وخرج في تصريحات مثيرة للجدل حول الهوية في مصر والحجاب والمشاهد الإباحية في الأفلام السينمائية وتجسيد الأنبياء.
حيث كان يؤكد أنه مع تمثيل أدوار الأنبياء وأنه لا يرى مانعًا دينيا في ذلك كما أنه يرى أن مُشاهدة “اللوحات العارية” مسألة تتوقف على التربية الفنية، مؤكدا أنها “جمال إنساني”، مُستنكراً أي ضرر في مُشاهدة الأبناء للوحات العارية.
وأدان عصفور ماوصفه بـ “منع الأعمال الفنية”، عقب منع إبراهيم محلب رئيس وزراء حكومة الانقلاب وقف عرض فيلم حلاوة روح لاحتوائه على مقاطع غير لائقة، وقال إن الثقافة في مصر تشهد عيوبًا كثيرة بسبب منع الأعمال الفنية، مؤكدًا في تصريحاتٍ نقلتها فضائية القاهرة والناس أنه ماكان يمنع عرض الفيلم لو كان القرار بيده.
حدثت مشكلة بينه وبين الأزهر بسبب رفض مشايخ الأزهر عرض الفيلم الأمريكي نوح في مصر، واتهم مشايخ الأزهر بضيق الأفق واصفًا إياهم بعدم التمتع برحابة الصدر، وكانت بعض الدول العربية منعت عرض الفيلم بسبب تجسيد شخصية النبي نوح، وكذلك للتحريف في قصة النبي عليه السلام.
كما أن رأيه حول الحجاب أيضا أثار هو الآخر ضجة وجدلًا، حيث صرح أنه عندما كان في جامعة القاهرة، في أوائل السبعينيات لم يكن هناك وجود للحجاب، أو النقاب داخل الجامعة، وكانت المرأة المصرية نموذجا للفكر المتقدم والعقل المنفتح ، وأضاف عصفور أن ذلك كان أمر جيد، وهو ما أثار ضجة ضده من بعض رجال الدين في الأزهر معتبرين أن هذه التصريحات لا تليق بأن تخرج من وزير الثقافة.
كذلك اتهم عصفور بالتستر على الفساد داخل أروقة الوزارة من قبل الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الذي أقيل عقب اشتباك إعلامي مع عصفور.
وفي الأوانة الاخيرة أصبح عصفور مصدر قلق للسيسي نتيجة تصريحاته المستفزة وحراكه داخل الوزارة الذي يشوبه الفساد، في وقت تعاني منه حكومة الانقلاب من هجوم حاد من كافة الاتجاهات، وفي موجة امتصاص الغضب الذي تسير بها حكومة الانقلاب هذه الأيام بعد إثبات فشلها في ملفات عدة أقالت بعض من فاحت رائحتهم فكان على رأسهم جابر عصفور وزير الثقافة في العهود البائدة.