فجر السادس عشر من فبراير كانت مصر على موعد الضربة الجوية على ليبيا ردا على مقتل ٢١ مصريا تم قتلهم من قبل تنظيم داعش، سبقها اجتماع لمجلس الدفاع الوطنى أعقبهما زيارة السيسى للكتدرائية لتقديم واجب العزاء أتبعهما زيارة للمنطقة الغربية العسكرية لتقديم الشكر لمن قاموا بهذة الضربة الجوية، وقام الاعلام المصرى أثناء ذلك بدق طبول الحرب وإعلان أن مصر تحارب الارهاب، وأنها اخذت بالثأر وأن حق هؤلاء المصريين الذين تم قتلهم قد رجع.
وماهى إلا سويعات حتى انكشف الغطاء وظهرت الحقيقة وتبين ان هذه الضربة الجوية قد ألمت بمصر العديد من الخسائر وهى:
أولًا: اتهام المجتمع الدولى للقاهرة بأنها تعرقل جهود الحل السياسى بليبيا، وأن القاهرة تريد بديل ذلك التدخل العسكرى، وهذا ما يرفضه المجتمع الدولى والذى يؤكد أن الحل بليبيا لن يكون إلا سياسيًا.
ثانيًا: فشل مصر دبلوماسيًا، حيث ظهر الاخفاق الدبلوماسى بمجلس الامن وخسرت مصر معركة دبلوماسية كان نتيجتها رفض الطلبات المصرية بشان ليبيا سواء تكوين تحالف دولى، أو رفع حظر بيع السلاح لحكومة طبرق، ناهيك عن قدرة الدبلوماسية المصرية الحصول على تاييد من الدول التى تصفها مصر بأن لهم علاقات استراتيجية كروسيا وفرنسا.
ثالثًا: عدم استيعاب النظام المصرى لمفهوم الامن القومى، فلا يعقل أن تقوم دولة بشن ضربات جوية أو أعمال عسكرىة على دولة أخرى دون تأمين مواطنيها الموجودون داخل الدولة المستهدفة، فمصر قامت بالضربة الجوية واغفلت تواجد اكثر من مليون ونصف مصرى داخل الاراضى الليبية دون وضع استراتيجية محددة لحماية حياتهم.
رابعًا: اتهام مصر باستخدام القوة المفرطة، مما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين خلال الضربة الجوية، وعدم اتخاذ مصر الاحتياطات الازمة لمنع سقوط مدنيين، وهذا ما أكدته منظمات حقوقية دولية كان على رأسها منظمة العفو الدولية.
خامسًا: إثارة الشكوك حول مدى كفاءة القوات الجوية ومدى قدرتها على تحقيق أهدافها فالتقارير الميدانية والحقوقية أفادت أن الضربة الجوية أصابت أهداف مدنية وليست عسكرية أو تابعة لتنظيم داعش.
سادسًا: صدور تسريب لمدير مكتب السيسى عبر قناة ليبيا بانوراما.. يؤكد أن النظام المصرى مخترق من قبل اجهزة مخابراتية أقليمية وعالمية، ناهيك عما كشفت عنه هذه التسريبات ان النظام يسعى وبكل قوة للتعاون مع بقايا نظام القذافى -احمد قذاف الدم- حتى يتم إنهاء الثورة الليبية ويعود رجال القذافى مرة أخرى إلى سدة الحكم برعاية مصرية خالصة.
سابعًا: أن القاهرة تستطيع التفرقة بين الحرب على الإرهاب والاستقطاب السياسى الدائر داخل ليبيا، فعقب الضربة الجوية أعلنت مصر أنها تدعم حكومة طبرق المنبثقة عن البرلمان الذى صدر بحقه حكم من المحكمة الدستورية العليا بليبيا بحل هذا البرلمان ،فأدت هذه الخطوة الى تاجيج الوضع الداخلى بليبيا وزيادة الانقسام داخل المجتمع الليبي.
ثامنًا: وجود نية مسبقة من قبل النظام المصرى لضرب ليبيا فقد أكد السيسى خلال لقاءة بضباط الضربة الجوية أن الأهداف التى تم ضربها كانت مرصودة منذ عدة أشهر، وأن هؤلاء الضباط على أهبة الاستعداد منذ ذلك الحين.
تاسعًا: إظهار مدى الإفلاس السياسي والأمني للنظام المصري، حيث أظهرت هذه الضربة ان الحكومة المصرية اتخذت منها غطاء تستتر خلفه بعد الاخفاقات المتتالية لهذه الحكومة واهم هذه الاخفاقات عدم نجاح تلك الحكومة فى استعادة هؤلاء المصريين المخطوفين والذى قضى على اختطافهم اكثر من خمسين يوما، فضلا عن شغل المصريين عن المذبحة التى ارتكبتها هذه الحكومة بحق الشباب المصرى باستاد الدفاع الجوى .
عاشرًا: تغير اللهجة الخليجية لمصر فعقب تلك الضربة الجوية اتهمت مصر قطر بأنها دولة داعمة للارهاب مما أدى لصدور بعض التصريحات من قيادات سياسية بالخليج بأن دول الخليج تقف مع قطر ضد اتهام مصر لها، وأعقب ذلك تصريحات صحيفة لمقربين من دوائر صنع القرار بدول الخليج وخاصة السعودية بأن هناك إجماع خليجى على الوقوف مع قطر ضد اتهامات مصر لها بالارهاب مما سيترجم الى واقع يكون به تاثير على دعم الخليج لمصر.
السيسى ونظامه أرادا ان يظهر امام المصريين والعالم بأنه حامى الاوطان من الإرهاب، ولكن أتت الرياح بما لاتشتهى السفن، فحلت الخسائر وتوالت الانتكاسات ودخلت مصر فى حسبة برما جراء هذه الضربة الجوية.