تفتقر محافظة أسيوط للخدمات الأساسية للمواطن، في ظل إهمالٍ حكومي وانشغالٍ بالسياسة، ليظل المواطن المتضرر الوحيد من الإهمال وسوء الخدمات المقدمة له.
فتعاني المحافظة بكافة قراها ومدنها من أزمة نقص أسطوانات الغاز، منذ أكثر من شهرين، و سط تزايد أعداد الطوابير أمام المستودعات بالأمتار، وتقاعس من المسؤلين، وتجاهل الحكومة لحل الأزمة، فبعد إقرار الحكومة نظام البون وأصبح لكل أسرة نصيب اسطوانتين فقط في الشهر، إن استطاعوا الحصول عليها.
وأصبح الحصول على إنبوبة الغاز حلم يراود المواطن، في ظل تهريبها على مرأى ومسمع المسؤولين إلى السوق السوداء لبيعها بأضعاف الأسعار، إذ وصل السعر إلى 50 للأنبوبة، وتكذلك زايد أعداد الطوابير والمشاحنات فيها، مع تعنت أصحاب محال التموين في صرف الأنابيب.
استشرت الأزمة في مراكز الفتح والقوصية ومنفلوط وأبوتيج والبداري، لتظهر بوادرها في مركز ديروط، إذ يعاني الأهالي نقصًا في الأنابيب منذ أكثر من شهرين.
يعاني أصحاب المخابز والمطاعم، وكذا الأهالي من الأزمة، فيقول حمدين صاحب أحد أفران العيش بالمدينة: “إنعاني منذ شهرين من أزمة أنبايب، نتذلل لأصحاب المستودعات لإعطائنا أنبوبة ،الأمر الذي أدي لوقف حالنا وإغلاق كافة المخابز التي حولنا“.
وأضاف “حسنين”: “عدنا مجددا لإستخدام “الكانون” والطهي عليه، لأننا لا نستطيع شراء الأنبوبة بسعر 35 جنيها“
فيما حمل علي بكر المسؤلية لحكومة الانقلاب قائلًا: “الحكومة عايشة على الغاز الطبيعي وتترك الشعب يموت في طوابير الأنابيب”
وبسؤال صاحب أحد بقالات التموين يدعى فرغلي حامد عن أصل هذة الأزمة قال: “ليس لي علاقة، فقط أقوم بصرف البونات التي تصلني من الوزارةن فإذا وصلني 20 بون من أصل 50 بون أقوم بتوزيعهم على ال20، وليس لي علاقة بالـ 30 الآخريين، مشكلتهم مع الحكومة أنا مجرد تاجر“.
ومن حلم المواطن بالحصول على اسطوانة غاز، إلى سوء البنية التحتية، ليظل المواطن بين شقي الرحى،فقامت إدارة مجلس مدينة ديروط برصف مزلقان أبو جبل والذي لا يحتاج إلي الرصف نهائي بينما يعاني أهالي مدينة ديروط منذ أكثر من ثلاثة أشهر من مشكلة عدم رصف الطريق وانتشار الزلط في الشوارع الرئيسية بالمدينة كما هو الحال في شارع القرشية وميدان المحطة وشارع المعلمين وشارع الصعايدة ، والتي أثرت عليهم بالسلب في حياتهم وأعمالهم .
حيث وعد رئيس مجلس المدينة أبو العيون العزتل الأهالي برصف الطرق بعد أن ألقى بها الزلط والرمل وأصبح الطريق غير صالح للسير علية نهائي وأصبح عائقًا كبيرًا في المدينة، كما كبد أصحاب المحلات الكثير من الخسائر بتكسير زجاج ومحتويات محلاتهم بهذا الزلط وتكسير السيارات، بعدما قدم المواطنون عدة شكاوى بالمشكلة ليتلقوا وعودًا مع إيقاف التنفيذ حتى اللحظة.
وباستطلاع آراء الأهالي، قال أحمد جمال صاحب أحد فون للإتصالات: “أنا بقالي 3شهور برسل شكاوي لمجلس المدينة علشان يرحمونا ويرصفوا الطريق،أنا غيرت زجاج المحل بتاعي ب 100 جنية مرتين ع الأقل وكل ما أركبة يتكسر بسبب الزلط اللي بيترمي من الارض على محلاتنا ومافيش رد من رئيس مجلس المدينة ولا حياة لمن تنادي”.
وأضافت السيدة سهير قائلةً: “إحنا مش بنعرف نمشي في الطريق دي اللي كلها زلط ورملة وأنا مش موظفة يعني مش معايا فلوس أركب توتوك ب 4 جنيه في كل مشوار إرحمونا بقى يعني لا طريق كويسة نمشي عليها ولا حتى أسعار المواصلات كويسة”.
وأكد الشاب حمادة من سكان شارع الصعايدة أن المزلقان رصف فقط لمرور المحافظ، وعبر عن ضجره من عدم اهتمام الحكومة بمتطلبات الأهالي، وأردف السائق مرسي قائلً: ” أنا راجل سواق واحنا السواقين أكتر ناس متضررة من الزلط والرملة اللي في الطريق دة ، عربياتنا أتكسرت ومش عارفين نمشي في البلد دي قرفونا في عيشتنا لولا حرام الواحد كان أنتحر من اللي إحنا شايفينة من الظلم والأفتراء على الغلابة حسبي الله ونعم الوكيل”.
أما السيد حازم فقد طرح سؤالا تهكميًا موجهًا لرئيس مجلس المدينة قائلًا: “عايز تقنعني يا عيون يا عزتلي إن 6 مليار جنية أتصرفت في رصف المزلقان بس طويب إزاي إذا كان اللي بيتكلم مجنون فالمستمع عاقل ارحمونا بقى من الغباء دة”.
ليظل المواطن يتجرع المعاناة بالأزمات المختلفة، في المقابل ينعم المسؤولين في مكاتبهم دون النظر إلى معاناة الأهالي.