خرج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس السبت، من منزله في صنعاء إلى عدن، بعد أن وُضع تحت الإقامة الجبرية لنحو شهر من قِبل الحوثيين، الذين باتوا يبسطون سيطرتهم على مفاصل الدولة اليمنية.
واستمرت اليمن تحت حكم علي عبدالله صالح، منذ قيام وإعلان الجمهورية اليمنية (عام 1989) وحتى 23 نوفمبر 2011، يوم تنحي “صالح” عن السلطة، في ضوء توقيعه على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن. وفي 21 فبراير 2012 انتخب اليمنيون رئيسًا جديدًا لليمن، هو المشير الركن عبدربه منصور هادي، والذي كان، وإلى قبل يوم من هذا التاريخ، نائبًا للرئيس.
ولد أول رئيس لليمن بعد الثورة، في الأول من سبتمبر عام 1945، في قرية ذكين بمديرية الوضيع في محافظة أبين بجنوب البلاد، وتلقى تعليمه الأولي هناك، قبل أن ينتقل إلى عدن التي تخرج في مدرسة محميتها البريطانية عام 1964، وهي مدرسة عسكرية خاصة بأبناء ضباط الجيش الاتحادي للجنوب العربي، كما كان يسمى، ثم درس في المملكة المتحدة، قبل أن يلتحق بالدراسة في القاهرة التي تخرج فيها في مجال سلاح الدبابات عام 1970.
وفي 1994، عين وزيرًا للدفاع وهو برتبة لواء. وقبلها بأسابيع قليلة رُقيَ من قبل “صالح” إلى رتبة مشير ركن، وهي أعلى رتبة عسكرية في اليمن، ولا يحوزها سوى الرئيسين علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي وقبلهما الرئيس اليمني الأسبق عبد الله السلال.
عين “هادي” نائبًا للرئيس حتى انتقلت إليه صلاحيات الرئيس كاملة في 23 من نوفمبر 2011، بتوقيع “صالح” على المبادرة الخليجية التي تنحى بموجبها.
ويعد “هادي”، اليوم، في اليمن؛ الرجل الأول، والذي حظي بشرف أن يكون مرشح توافق وطني من قبل القوى السياسية في الساحة، في ضوء المبادرة الخليجية، كما أنه حظي بدعم كبير من قبل القوى الإقليمية والدولية.
جاء هادي من مدرسة التيار اليساري، إلا أن التطورات السياسية في اليمن جرفته نحو حزب المؤتمر الشعبي العام الليبرالي، فيما لم يعرف اسم عبدربه منصور هادي في اليمن إلا بعد أحداث يناير 1986 في جنوب اليمن.
وأخيرًا عُزل “هادي” من منصبة بعد سيطرة قوات الحوثيين على صنعاء، ومحاصرة القصر الرئاسي، في 20 يناير الماضي (2015)، ليقدم “هادي” استقالته في 22 يناير إلى مجلس النواب، بعد استقالة الحكومة برئاسة خالد بحاح، فيما لم يعقد البرلمان جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها، في الوقت الذي أعلن الحوثيين فيه عن إعلان دستوري قضى بحل البرلمان وبتولي اللجنة الثورية برئاسة محمد علي الحوثي، رئاسة البلاد.
وظل “هادي” قيد الإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون منذ استقالته، إلى أن فر من صنعاء، متجهًا إلى عدن في 21 فبراير الحالي، مصدرًا منها بيانًا ختمه بتوقيع “رئيس الجمهورية”، قال فيه، إنه “جميع القرارات التي اتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها”، وهو نفسه تاريخ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
من جانبهم اعتبر اليمنيون كسر “هادي” للحصار المفروض عليه بصنعاء، خطوة جيدة لإنهاء ما يسمونه بالانقلاب الحوثي، إذ أرسلت كثير من الأحزاب والشخصيات والقبائل، التهاني لعبدربه منصور هادي، على سلامة وصوله إلى عدن، معتبرين خروجه بارقة أمل لكسر الانقلاب.