يوجد في ليبيا جالية مصرية كبيرة، يُعتقد بأن تعدادها -وفقا لمركز الجزيرة للدراسات– يزيد على مليون من العاملين في مجالات مختلفة.
قبضة الإرهاب
وفي ظل تزايد المؤشرات على دعم نظام السيسي لحكومة طبرق والجنرال حفتر؛ فقد سبق اختطاف مصريين في ليبيا أو قتلهم، سيما من المصريين الأقباط، بعد أن برز تأييد الكنيسة القبطية المصرية الكبير لنظام الحكم في مصر.
المجموعة الأخيرة التي يُعتقد بأنها أُعدمت على يد مجموعة سرت اختُطفت قبل أكثر من شهرين، على مرحلتين؛ الأولى في 30 ديسمبر 2014 حيث خُطف 7 من المصريين الأقباط وهم من مركز سمالوط بمحافظة المنيا في طريق عودتهم لمصر في مدينة (سرت) شرقي ليبيا، ثم 14 آخرون في الثالث من يناير الماضي من قلب أماكن سكناهم في نفس المدينة (سرت) أيضًا.
تجاهل الانقلاب
ولكن ليس هناك أدلة على أن السلطات المصرية بذلت جهدًا حقيقيا للتواصل مع الخاطفين ومعرفة مطالبهم، أو محاولة تأمين حياة المختطفين عبر قنوات رسمية أو غير رسمية، تفاوضية أو غير تفاوضية. المسألة الأخرى في الحادث البشع أن من الصعب التيقن مما إن كان الأفراد الذين ظهروا في الشريط جميعهم من المصريين، أو إن كانوا جميعًا من الأقباط.
وبعد الغارات المصرية على درنة التي أسفرت عن مقتل 7 بينهم 3 أطفال وامرأتان وإصابة 17 جميعهم مدنيون، قال رئيس الوزراء الليبي لحكومة طرابلس عمر الحاسي إن المصريين الموجدين في ليبيا أمانة، ولكنه طالبهم بمغادرة ليبيا لعدم قدرته على تأمين حياتهم مما وصفه بالمكائد التي تدبرها جماعات تابعة لنظام القذافي بالتنسيق مع أجهزة أمنية في مصر.
لم يمر وقت طويل على تصريحات الحاسي، حتى قُتل اليوم 45 بينهم 5 مصريين وإصابة 70 آخرين، في 3 انفجارت لسيارات ملغومة هزت مدينة “القبة” شرق ليبيا، ولم يعلن أحد مسئوليته عن التفجيرات، ولكن رئيس البرلمان الليبي المؤيد لحفتر صالح القيلة رجح بأن تكون تلك الانفجارات -التي استهدفت مقر الشرطة ومقر مجلس المدينة- هي لتنظيم “داعش” ردا على الهجمات المصرية.
لا حياة لمن تنادي
“أقول للرئيس السيسي أرسلنا لك تليغرافًا جمعنا ثمنه من بعضنا البعض لكنك لم تردّ علينا إلا بعد قتلهم”. بهذه الكلمات الممتزجة بالحسرة والألم صاح بباوي يوسف شقيق أحد الضحايا في الحادث بعد عشرات المظاهرات التي نظمها أهالي القتلى قبل الحادثة التي انتهت بمقتل ذويهم، ليشير إلى فشل السلطة التنفيذية وإهمالها في التعامل مع المشكلة.
وبعد الحادثة والقصف المصري المباشر، يبدو أن الجهود الرسمية المصرية لحماية مئات الآلاف من المصريين تتجه لما هو أخطر، فحتى الخط الساخن الذي أعلنته وزارة الخارجية لتلقي استغاثات المصريين في ليبيا اتصل عليه الإعلامي عمرو عبد الحميد على الهواء مباشراة و”لم يرد عليه أحد”، مما أثار انفعال المتحدث باسم الخارجية السفير بدرعبد العاطي الذي كان في مداخلة هاتفية مع عمرو، وقال: “رد يا ابن الكلب” عسى أن يسمعه الموظف المنوط به تلقي الاستغاثات، وكان هذا الموقف عشية مقتل 5 مصريين في انفجارات القبة اليوم.