رفض أمين عام مجلس التعاون الخليجي اتهام مصر لقطر بدعم الإرهاب، بعدما أبدت الدوحة تحفظا على الضربة الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية داخل ليبيا.
وفي بيان، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف بن راشد الزياني، عن رفضه للاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية إلى قطر.
ووصف الزياني الاتهامات بأنها “باطلة تجافي الحقيقة وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف، على جميع المستويات، ودعم العمل العربي المشترك”، على حد قوله. كما اعتبر أن مثل هذه التصريحات “لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي.”
وكانت قطر قد تحفظت على قرار الجامعة العربية حول “تفهم” الجامعة لمبررات الضربة الجوية المصرية داخل ليبيا، كما تحفظت على الدعوة لتسليح حكومة عبد الله الثني في شرق ليبيا، واستدعت قطر سفيرها بالقاهرة للتشاور.
وأثار هذا البيان الأخير ردود فعل متباينة بين “الاستغراب” و”النقد” من مؤيدي تظاهرات 30 يونيو.
إذ وصف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بيان دول مجلس التعاون الخليجي، بـ”الغريب”، ويتناقض مع كل ما أصدرته دول المجلس، من بيانات سابقة تشجب تدخل قطر في شؤون مصر الداخلية، وما ترتب عليه من سحب سفرائهم من قطر، وكان مبررهم في ذلك التوقيت أن الدولة القطرية تمارس سياسة تتعارض مع دول الخليج وأمنها الداخلي.
وأوضح “نافعة”، لـ”بوابة الشروق”، الخميس، أن هذا البيان له قراءات بين السطور متعلقة بالمشهد الراهن ومفاده أن المملكة العربية السعودية غيرت سياستها تجاه مصر، مشيرًا إلى أن هذا التغيير في التوجهات الإقليمية المتغيرة للسعودية لم يكن وليد اللحظة أو بالتزامن مع تغيير القيادة السعودية، وتولي الملك سلمان بن عبد العزيز، مقاليد الحكم، بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحريمن الشريفين.
وألمح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن التغير السياسي الملحوظ في توجهات السعودية تجاه مصر قد بدأ قبل رحيل الملك عبدالله، وأكبر دليل على ذلك عودة سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى قطر، وعودة التمثيل الدبوماسي من جديد بين جميع دول التعاون الخليجي، وقد تم هذا الأمر في حياة الملك عبد الله بن عبد العزيز، العاهل السعودي السابق، لافتا إلى أن التغير الملحوظ في سياسة السعودية حدث بالفعل أثناء مرض الملك عبدالله، قبل الوفاة.
وشدد على ضرورة وحاجة ماسة إلى إقامة قمة “سعودية مصرية” على مستوى عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان، وكذلك على صعيد وزارء الخارجية لنستكشف التغيير المفاجئ الذي حدث في الموقف السعودي تجاه مصر، ومن ثم يجب على مصر أن تعتمد على نفسها.
وأشار إلى أن بيان اليوم، يعكس تأثير السعودية في منطقة الخليج، وأن مجلس التعاون الخليجي لا يستطيع أن يتخذ أي قرارات إلا بموافقة السعودية، وأن دولة الإمارات أصبحت دولة معزولة عن مجلس التعاون الخليجي، ومغلوبة على أمرها ولا تملك من القرار ما يؤثر على توطيد التعاون مع مصر من قبل دول الخليج.
من جانبه قال ياسر الهواري -العضو السابق لجبهة الإنقاذ الوطني- أن: “الديلوماسية المصرية تحولت لحالة ردح على يد الشاويش السيسي” لافتا: “مندوب مصر في جامعة الدول العربية اتهم دولة عضو في الجامعة العربية (قطر) بدعم الإرهاب بدون تقديم دليل“
وأضاف في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “الحالة اللي عملها الإعلام في مصر واللي مقصود بيها خداع الشعب خدعت كمان المسئولين الحكوميين، حد يفهمهم ميكذبوش الكذبة ويصدقوها.. أو قعدوهم مع أحمد (في إشارة للمتحدث العسكري السابق الذي ظهر في التسريب) علشان يقولهم إنه كتب الكلام ده للشعب مش علشان المسئولين يفضحونا في العالم“.
الجدير بالذكر أنه حدثت حالة من الشحن الإعلامي المصري ضد قطر، إذ هدد أحمد موسى بضربها، وطالب مؤخرا كلا من يوسف الحسيني ومحمود سعد في أكثر من مناسبة لطرد السفير القطري من مصر.