أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عن عميق صدمتها وقلقها من مقتل عدد كبير من المواطنين المصريين أثناء تواجدهم في داخل ومحيط ستاد الدفاع الجوي مساء الأحد نتيجة إطلاق قوات الأمن المصرية غازات مسيلة للدموع في أماكن شديدة الزحام.
وبينت المنظمة أن عدد الضحايا الكبير الذي سقط رغم تضارب الأنباء حول العدد الدقيق يضاف إلى سلسلة مجازر نفذتها القوات الأمنية في أماكن مختلفة لأسباب مختلفة تثبت استهتار السلطات المصرية بحق المواطنين المقدس في الحياة .
وأضافت المنظمة ما يؤكد الاستهتار هو حالة الإنكار العشوائية التي تعيشها السلطات عقب كل مجزرة على الرغم من وجود أدلة تثبت تورط أجهزة الأمن في عمليات القتل في مشهد ثأري واضح، ففي أعقاب الحادث مباشرة ترددت اتهامات تحمل روابط الألتراس المسؤولية مع الدعوة إلى حلها واعتبارها روابط إرهابية، كما وجهت اتهامات إلى تيارات سياسية بالوقوف وراء الجريمة وقامت ماكينة النائب العام بتوجيه اتهامات إلى الأشخاص الخطأ كما جرأت العادة ليفلت الجاني الحقيقي من العقاب.
وأوضحت المنظمة أن عشرات الأدلة التي جمعها باحثون ميدانيون في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تكذب رواية الداخلية وتحدد بوضوح مسؤولية قوات الأمن عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص داخل استاد الدفاع الجوي وفي محيطه ستصدر في تقرير مساء هذا اليوم.
وأبرز دليل على تورط قوات الأمن، وفق بيان المنظمة، \”حشر المواطنين بين البوابة الخارجية وبوابة أخرى مصنوعة حديثًا لأول مرة من أسلاك شائكة وقفص حديدي كالنفق ليمر منه الأشخاص إلى قوات الأمن والتي تقوم بالسماح لهم بالدخول عقب الاطلاع على التذاكر إلى الطرق المؤدية إلى المدرجات.
وبررت قوات الأمن أن الكثير من المواطنين لا يملك تذكرة لحضور المباراة رغم أنه قد سمح لهم بالعبور من البوابة الخارجية للاستاد دون تذاكر، ونتج عن الأمر انحصار آلاف المشجعين في مساحة ضيقة للغاية لا تسع هذا العدد الهائل ، ومع الضغط وزيادة العدد المستمر بعد أكثر من ساعة لم تكن قوات الأمن تسمح إلا لعدد قليل جدا بالدخول ليزداد التزاحم الخانق والضغط حتى انهار القفص الحديدي نتيجة الزحام دون أية إرادة من الجماهير لتقوم قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز بشكل مباشر رغم رؤيتها للزحام وعدم قدرة الجماهير في الصفوف الأمامية على تحمل الضغط، مما أحدث حالات تدافع عنيفة جراء الاختناق بالغاز مع عدم وجود أي مخارج وسد الأمن للطريق\”.
وخلصت المنظمة أن ظروف الحادث تؤكد أن قوات الأمن ومسؤولين في قطاعات مختلفة بيتوا النية لإيقاع أفدح الخسائر في صفوف المشجعين لأسباب يصعب فهمها وما يؤكد ذلك هو حشر عدد هائل في مكان ضيق ثم إطلاق غاز مسيل للدموع وهو ما حول المكان إلى مسرح لانفجار قنبلة أو سقوط صاروخ عليه فوفقًا لتعليمات استخدام الغاز المسيل للدموع فإنه يحظر استخدامها في الأماكن الضيقة والأماكن المغلقة فكيف الحال بوجود حشود في هذه الأماكن.
ودعت المنظمة إلى فتح تحقيق في الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها.