ساجدة الريشاوي.. اسم لم يسمعه قط إلا المهتمون بالشأن الدولي ،أو قضايا التفجيرات المنتشرة يمينًا ويسارًا في أرجاء الكرة الأرضية، الفتاة العراقية التي شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر 2005، لكنها نجت لأن حزامها لم ينفجر، فلجأت لمعارفها في مدينة السلط، وتم اعتقالها بعد أيام من الحادث.
ظهر اسمها على الساحة من جديد، حينما بدأت الحكومة الأردنية بإجراء مفاوضات غير مباشرة لإطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة الأسير لدى “داعش”، مقابل إطلاق سراح ساجدة، لكن الدولة الإسلامية عرضت أن تسلم الرهينة الياباني الثاني “كينجي غوتو” الذي أُعدم في نهاية يناير الماضي، وطلبت السلطات الأردنية إعطاء دليل على سلامة الطيار، لكن لم يتم ذلك، فانتهت المهلة وتم إعدام الرهينة الياباني الثاني، واستمرت المفاوضات السرية حتى اللحظة الأخيرة في 3 فبراير 2015.
سقوط الطائر الأردني
الأربعاء 24 ديسمبر 2014، في أثناء طلعة جوية لقوات التحالف ضد مواقع “داعش” كان الكساسبة قائدًا لطائرة F-16، ليُفاجئ الجندي الأردني المحلق في سماء مدينة الرقة السورية بإصطدام شيء به، ما أدى لتعطيل الموتور، فقفز بمقعده وأنقذته مظلته؛ ليهبط في منطقة تابعة للدولة، فوقع رهينة في أيدي من أراد قصفهم.
معاذ المولود في محافظة الكرك جنوبي الأردن، في 29 مايو عام 1988، والذي تخرج ظهر في فيديو قديم متطوعًا للحرب وقصف مواقع “داعش”، وبعد أن وقع رهينًا واختفى ظهر في حوار لمجلة دابق التي تصدرها الدولة قائلاً “أعلم أنهم سيقتلونني”، ثم اختفى حتى ظهر من جديد يوم أمس 3 فبراير داخل قفص حديدي، كطائٍر حبيس.
حرق الرهينة وإعدام السجينة
في نقلة نوعية لأسلوبها في القتل، قامت “داعش” بحبس معاذ داخل قفص، ومدت فتيلاً من مادة سريعة الاشتعال تم إشباع الطيار بها، ليحترق سريعًا مغادرًا الحياة بأبشع الطرق معلنًا قطع دابر المفاوضات.
السلطات الأردنية، ردت سريعًا؛ حيث قررت إعدام ساجدة فجر اليوم ،الأربعاء، 4 فبراير، ساجدة الريشاوي وآخرين، لتنتهي حياة أرملة علي الشمري، الذي نفذ تفجيرًا انتحاريًا في حفل زفاف بفندق “راديسون ساس” موقعًا 38 قتيلاً، ووجهت محكمة أمن الدولة الأردنية عام 2006 لها تهمتي “المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية” و”حيازة مواد مفرقعة دون ترخيص قانوني، بقصد استخدامها على وجه غير مشروع”، وحُكم عليها بالإعدام شنقًا.
تقول التقارير إنها شقيقة أحد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي، زعيم “تنظيم القاعدة” في العراق، ولها شقيقان آخران، قتلا في الرمادي، واعتقلت القوات الأمريكية أباها مبارك الريشاوي وتُوفي في المعتقل، وهي قريبة سعدون جوبر الدليمي وزير الدفاع العراقي السابق.
ضحايا الإرهاب أم صانعوه؟
في الفيديو الذي بثته “داعش” لحرق الطيار معاذ الكساسبة، بثت لقطات الأثار قصف قوات التحالف التي أسفرت عن ضحايا من النساء والأطفال، واعتبر “داعش” أن الأردن صانعًا للإرهاب بمشاركته قوات التخالف، وأن حرق الطيار “جزاء وفاقًا” لفعلته، وردعًا لكل من يشارك في الأمر، معتمدين على اجتهادات بشر قد تصيب وتخطئ.
أما ساجدة الريشاوي ابنة الـ50 خريفًا، هل كانت ضحية إرهاب الأمريكان في العراق؟ أم أن حزامها الناسف الذي لم ينفجر مثل حزام زوجها صنع ذلك الإرهاب؟