في الوقت الذي تلتزم فيه نقابة الصحفيين بالصمت الطويل تجاه اعتقالات الصحفيين المتكررة، نظّم أعضاء نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية أمام مقر النقابة بوسط البلد اليوم الأحد، للتنديد بما أسموه بـ” الإرهاب”، لاسيما بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها سيناء.
وشارك في الوقفة، كلٍ من نقيب الصحفيين ضياء رشوان، وجمال فهمي، وكيل أول مجلس النقابة، وحنان فكري، خالد البلشي، أسامة داوود، خالد ميري، فضلاً عن عدد من أعضاء مجالس إدارات الصحف القومية المنتخبين، وبعض الرموز السياسية والصحفية، مثل الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل – رئيس تحرير جريدة صوت الأمة- والناشطة السياسية كريمة الحفناوي.
اللافت أن أعضاء مجلس النقابة الذين خرجوا للتنديد اليوم بما أسموه بـ” الإرهاب”، لم يُسمع لهم حسًا طِيلة الفترة الماضية، حين انتُهكت حقوق الصحفيين، وقتلوا بالشوارع أثناء ممارسات أعمالهم.
ولم يُصدر أيضًا أي بيان من قٍبل النقابة منذ الانقلاب العسكري في الـ من يوليو وحتى الآن، يُدان فيه أعمال الاعتقال المتواصلة لكل صحفي حر يعارض النظام العسكري الحاكم.
وتجدر الإشارة إلى أن لجنة حماية الصحفيين حول العالم، قالت: “إن عام 2014 هو الأسوأ من حيث حرية الصحافة”، مؤكدةً “أن هناك 220 صحفيًّا معتقلاً، بفارق 9 صحفيين عن عام 2013”.
ورغم ذلك، لم يصدر النقيب ولا مجلس النقابة، أي بيان يستنكر أو حتى ينفي ما تُدلي به تلك التقارير من تراجع في حريات الصحفيين، وانتهاك لحقوقهم.
لم يكن تقرير لجنة حماية الصحفيين فحسب من يدين النقابة على صمتها، بل أصدر “المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير” تقريرًا حول حريات الإعلام والصحافة لعام 2014، وتبين أنه العام الأسوأ في مجال انتهاكات حقوق الصحفيين والإعلاميين في مصر، وقال: “إن 10 صحفيين قُتلوا منذ انقلاب 3 يوليو، إضافة إلى توثيق 250 انتهاكًا ميدانيًا ذا طابع سياسي ضد الصحفيين ،والإعلاميين من جانب السلطات، وتعرض الإعلاميين أثناء أداء عملهم للاعتداءات البدنية واللفظية والاحتجاز، وتحطيم المعدات أو مصادرتها، وارتفاع أعداد السجناء من الإعلاميين، حيث ووصل عددهم إلى 100 صحفي وإعلامي، وإغلاق صحيفتين و4 قنوات، ومداهمة شبكات إعلامية ووقف ،أو تعطيل صحف، وأحكام بالسجن والحبس والغرامات المالية الباهظة ضد إعلاميين، منها تغريم صحفي ب 3.5مليون دولار وآخر بمبلغ 50 مليون جنيهًا”.
وقد دعت أسر العشرات من معتقلي الصحافة نقيب الصحفيين بأن يتدخل لمنع اعتقال الصحفيين، والإفراج عنهم لأنه لا يوجد صحفي يُعاقب على ممارسة مهنته، ولكن كان لسان حال ضياء رشوان “أذن من طين وأخرى من عجين”.