تعددت الإدانات الدولية من دول الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا على مقتل الصحفي الياباني كينجي غوتو وقطع رأسه على يد تنظيم الدولة الإسلامية المعروغ بـ”داعش”.
وكان تسجيل مصور، بثته مواقع محسوبة على تنظيم الدولة، مساء أمس السبت، أظهر قيام التنظيم بذبح الرهينة الياباني الثاني “كينجي غوتو”، بعد أسبوع على قيامه بذبح الرهينة الأول هارونا يوكاوا.
فقد أدان رئيس الوزراء الياباني، “شينزو آبيه”، قتل الصحفي الياباني، “كينجي غوتو” كما أعرب عن أسفه العميق، وغضبه الشديد إزاء ذلك، حيث أضاف قائلاً، في تصريح صحفي، عقب اجتماع للحكومة اليابانية صباح اليوم، أن “اليابان لن تنحني أبدًا أمام الإرهاب، وستوسع دعمها الإنساني بما فيه المساعدات الغذائية والدوائية”.
وأوضح “آبيه” أنه لا يجد الكلمات المناسبة لوصف “الألم الذي تشعر به أسرة غوتو الآن”، مشيرًا أنه “لن يغفر أبدًا للإرهابيين”.
ولفت “آبيه” أن الحكومة اليابانية بذلت أقصى ما بوسعها لإنقاذ “غوتو”، مشددًا على أن بلاده ستعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي “لجعل الإرهابيين يدفعون ثمن جريمتهم”.
من جهتها قالت “جونكو إيشيدو”، والدة “غوتو”، :إنها تشعر بالحزن الشديد، وأن لسانها يعجز عن التعبير، مشيرة أنها “تذرف دموع الحزن، ولكنها لا تريد أن يؤجج هذا الحزن مشاعر الكراهية”.
وأضافت “إيشيدو”، في تصريح صحفي اليوم، أن ابنها “كان يحلم بمجتمع بلا حروب، وعمل من أجل حماية الأطفال من الصراعات والفقر”، موضحةً أنها تريد “نقل ما كان يؤمن به إلى جميع أنحاء العالم”.
كما أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قتل تنظيم الدولة للرهينة الياباني كينجي غوتو بقطع رأسه. فقال أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض، يوم السبت: “تدين الولايات المتحدة القتل المريع للمواطن اليابني والصحفي كينجي غوتو من قبل جماعة داعش الإرهابية”. معربًا عن تعازيه إلى عائلة الضحية ومحبيه.
وأضاف بيان الرئيس الأمريكي: “إننا نقف اليوم تضامنًا مع رئيس الوزراء (الياباني شينزو) آبي، والشعب الياباني في شجبه لهذا العمل البربري”.
وأثنى أوباما على “التزام اليابان الراسخ لدعم السلام والرخاء في الشرق الأوسط والعالم، بما في ذلك مساعدتها الكريمة للأناس الأبرياء الذين تضرروا من الصراعات في المنطقة”. مؤكدًا على أن بلاده تقف إلى جانب شركائها وحلفائها “في اتخاذ قرارات حاسمة بشكل مستمر في إضعاف ومحاربة داعش”.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء يوم السبت في بيان أصدره المتحدث باسمه، إن “موت كينجي غوتو يؤكد مدى العنف الذي يتعرض له الكثيرون في سوريا والعراق”.
وجدد بان كي مون دعوته لتنظيم الدولة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط لكل الرهائن الذين يحتفظ بهم التنظيم، معربًا عن أعمق تعازيه لأسرة السيد غوت، ولشعب وحكومة اليابان.
أما الأردن فقد أدان بشدة اليوم الأحد قتل رهينة ياباني ثان كان يحتجزه تنظيم الدولة الإسلامية، وقال: إن التنظيم المتشدد رفض كل مساعي المملكة الأردنية للإفراج عنه.
وقال المتحدث باسم الحكومة محمد المومني لوسائل الإعلام الرسمية: إن الحكومة الأردنية تدين بشدة إقدام “تنظيم داعش الإرهابي” على قتل الرهينة الياباني الصحفي كينجي غوتو مستخدمًا الاسم الشائع للتنظيم.
وفي بريطانيا أدان رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون”، في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر، مقتل “كينجي غوتو” ، واصفًا إياه بـ”دنيء”، و”مرعب”، قائلًا: “إن حادثة القتل تذكر مرة أخرى بأن داعش هو تجسيد للشر”.
بدوره أدان وزير الخارجية البريطاني “فيليب هاموند”، مقتل غوتو، وقدم تعازيه لعائلة الصحفي القتيل وأصدقائه وللشعب الياباني، قائلًا: “إننا متحدون في وجه الإرهاب، ولا يمكن السماح بنجاح وحشية داعش”.
وأشار “هاموند” إلى ما قدمته اليابان على مدى فترة طويلة من دعم للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، خاصة عبر تقديم المساعدات الإنسانية.
كما أدان نائب رئيس الوزراء التركي “يالتشين آقدوغان”، حيث أعرب في بيان صادر عنه اليوم الأحد، عن حزنه العميق لإعدام “كينجي غوتو” من قبل داعش، وقدم تعازيه إلى عائلته، وأقاربه، قائلًا: “تدين حكومة تركيا القتل المريع للمواطن الياباني، والصحفي كينجي غوتو، من قبل داعش، وتقدم التعازي إلى الحكومة والشعب اليابانيين”.
وأضاف نائب رئيس الوزراء أن استهداف صحفي ما هو إلا جريمة وحشية تضاف فوق عشرات المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري يوميًا، مشددًا أن الصحفي يحتاج إلى حرية ليمارس مهنته في أي مكان بالعالم.
وأشار “آقدوغان” إلى استهداف العشرات من الصحفيين منذ بدء الأزمة السورية أثناء ممارستهم المهنة، مضيفًا: “حكومة تركيا ترفض العنف ضد الصحفيين، وتأمل في لقاء الصحفيين المفقودين بعائلاتهم، وتعتبر الوقوف في وجه الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء واجبًا لاحترام الكرامة الإنسانية”.
وكان تسجيل مصور، بثته مواقع محسوبة على تنظيم الدولة، مساء أمس السبت، قد أظهر قيام التنظيم بذبح الرهينة الياباني الثاني “كينجي غوتو”، بعد أسبوع على قيامه بذبح الرهينة الأول هارونا يوكاوا.
وظهر في التسجيل الذي بثه التنظيم، أحد عناصرها، يرجح أنه الملثم نفسه الذي نفذ خلال الفترة الماضية عمليات إعدام بحق رهائن غربيين، وبجانبه الرهينة غوتو وهو جاثي على ركبتيه في مكان مكشوف ومرتد الزي البرتقالي، ليقوم الملثم بوضع سكينة على رقبة الرهينة ويقطع المشهد، ليظهر لاحقًا مشهد آخر بدا فيه جثمان “غوتو” وهو مقطوع الرأس.
ووجه عنصر التنظيم رسائل تهديد للحكومة اليابانية ورئيسها شينزو آبي لمشاركتها في التحالف الدولي ضد التنظيم وقال إن “كابوس اليابان قد بدأ”.
وانتهت الخميس الماضي، المهلة التي حددها تنظيم الدولة موعدًا نهائيًا لإتمام صفقة تبادل ساجدة الريشاوي المعتقلة العراقية في الأردن مقابل إطلاق سراح الرهينة الياباني لديه كينجي غوتو والحفاظ على حياة الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، قبل أن يقدم التنظيم أمس السبت على ذبح غوتو، بحسب التسجيل المصور، فيما بقي مصير الكساسبة مجهولاً