شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فى الذكرى الثالثة لمذبحة بورسعيد .. القاتل لا يزال مجهولاً رغم معرفته

فى الذكرى الثالثة لمذبحة بورسعيد .. القاتل لا يزال مجهولاً رغم معرفته

لا يبدو أن أحدًا من المصريين، وخاصة جماهير كرة القدم ، سينسى سريعًا الأحداث المؤسفة التي شهدها ملعب بورسعيد مساء الأول من فبراير 2012، خصوصًا وأن تداعياتها لا تزال مستمرة ما بين محاكمة قضائية واصدار حكم بالنقض على الأحكام  ومظاهرات احتجاجية يقوم بها الجانبان سواء من جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي.

أكبر الكوارث في تاريخ الرياضة المصرية، كان حدوثها في 1 فبراير 2012 أثناء فترة حكم المجلس العسكري، وبينما الجمهور البورسعيدى في المباراة كان المتهم الأساسي في القضية باستخدامه الأسلحة البيضاء ضد جمهور الأهلي، فإن الأمن اعتُبر مشاركًا بعدم الذود عمن قتلوا أو تأمينهم، وبلغ ضحايا الحادثة مئات المصابين و72شهيدًا.

وفى 26  يناير 2013 أصدرت محكمة جنايات بورسعيد التي عقدت جلساتها في القاهرة  حكمًا بإعدام 21 متهمًا في القضية وحكمت على خمسة متهمين بالسجن المؤبد وعشرة بالسجن 15 عامًا بينهم مدير أمن بورسعيد ، وستة بالسجن عشر سنوات واثنين بالسجن خمس سنوات ومتهم بالسجن سنة واحدة. وببراءة 28 متهمًا.

عقب إحالة المحكمة أوراق من صدر الحكم بإعدامهم إلى المفتي اندلعت احتجاجات في بورسعيد أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصًا.

ولكن في السادس من فبراير 2014  ألغت محكمة النقض المصرية أحكامًا بحقّ 62 متهمًا في مذبحة ملعب بورسعيد التي وقعت في فبراير 2012

قرارت تم اتخاذها بعد المذبحة

  • وقف الدوري منذ المذبحة وإعادته في 7 سبتمبر 2012
  • دعا ألتراس أهلاوي إلى اقتحام ملعب برج العرب بمدينة الإسكندرية، الذي يستضيف مباراة فريقهم مع إنبي ببطولة كأس السوبر، وذلك لرفض استئناف أي نشاط رياضي رسمي بمصر قبل القصاص لقتلى مذبحة بورسعيد.
  • قرر العامري فاروق، وزير الرياضة المصري السابق، تأجيل إقامة مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم لمدة شهر، لتقام يوم 17 من أكتوبر بدلا من 17 سبتمبر.
  • بعد مرور أكثر من عام، قرر أخيرًا إقامة الاتحاد المصري لكرة القدم إقامة الدوري بدون جمهور في الثاني من فبراير 2013، وذلك بعد توقف الدوري منذ المجزرة في الأول من فبراير 2012.

لم تمر الذكرى الأولى لأحداث بورسعيد مرور الكرام خاصة مع صدور قرارات المحكمة تزامنًا مع ذكرى أحداث بورسعيد والتي تضمنت فى 26 يناير 2013، حكم القضاء على 21 شخص من منفذي المذبحة بتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى الجمهورية، ليتم الحُكم عليهم فيما بعد بالإعدام شنقًا يوم 9 مارس 2013، كما تم الحكم بالمؤبد و15 سنة و10 سنين وسنة لبعض المتهمين والبراءة للبقية.

اندلعت أحداث العنف في أنحاء المدينة، حيث كانت ردة الفعل الأولى عدوانيًا نحو الحواجز الفاصلة بين المتظاهرين ومحيط السجن المحتجز فيه المتهمين، وقتل أكثر من 36 مواطنًا في الأحداث، منهم ضابط شرطة ومجند ولاعب بنادي المريخ، واجتاحت حالة من الغضب العارم شوارع المدينة ، وأجمع المتظاهرون على أن نصف المتهمين على الأقل أبرياء مما حدث، ولا علاقة لهم بالحادث من قريب أو من بعيد.

وتطور الأمر إلى إعلان الرئيس محمد مرسي، حالة الطوارئ بمدن القناة لمدة 30 يومًا، وعلى الرغم من ذلك، استمرت الفوضى عدة أيام ولم يلتزم أحد بحالة الطوارئ.

ويأتى إحياء الذكرى الثانية لمذبحة بورسعيد في 2014  أقل وطأة خصوصًا بعد الانقلاب العسكري الذي قيد جميع الحريات وقد شهد مقر النادي الأهلي بالجزيرة تجمع رابطة أعضاء ألتراس أهلاوي مع أهالي شهداء مجزرة بورسعيد عقب صلاة العصر للمطالبة باستكمال التحقيقات في مجزرة بورسعيد وكشف الجناة بالكامل،  ورفعوا لافتاتٍ مفادها “يا قضاة مصر استكملوا مسيرتكم للكشف عن المدبر” و” لماذا التستر” و”دم شهدائنا فى رقبتك” .

وقد هاجمت المسيرة التي انطلقت من  أمام الأهلي حسن حمدي ومجلس الإدارة بالكامل بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين بسبب موقفهم من شهداء الأهلي.وتدخلت قوات الأمن وقامت بالقبض على 85 من المنضمين لألتراس أهلاوي.

وفي الذكرى الثالثة لمذبحة بورسعيد أصدرت رابطة ألتراس أهلاوي المنتمية للنادي الأهلي بيانًا منذ قليل عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحيي فيه الذكرى السنوية للشهداء الذين سقطوا في أحداث مجزرة بورسعيد في فبراير 2012.

وأعلنت ألتراس الأهلي عن نيتها التجمع في مدرجات ملعب مختار التتش معقل القلعة الحمراء للاحتفال بذكرى الشهداء الـ 72 .

من الجاني ؟

الإعلام الرياضي المنحاز في مصر كان المصدر الدائم للوقود الذي يغذي فتنة التعصب الرياضي في مصر، ويؤكدون أن انحيازه للأهلي خصوصًا ولأندية العاصمة القاهرة بشكل عام سبّب الإحباط لأندية الأقاليم وخصوصًا منطقة القناة التي يشعر أبناؤها أنهم ضحّوا كثيرا من أجل مصر خلال حروبها ضد إسرائيل ومع ذلك يتم تهميشهم وظلمهم حتى في منافسات الكرة.

ولكن ثمة من يرى أن الأمر ليس ناتجًا عن تعصب كروي، وإنما هي مؤامرة مكتملة الأركان نفذتها عناصر تابعة للنظام السابق بمساعدة الأمن أو بتواطؤ منه، وذلك على خلفية العلاقة غير الطيبة بألتراس الأهلي الذي كان له دور بارز في أحداث ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت باالمخلوع حسني مبارك وبنظامه القمعي المعتمد على أجهزة الشرطة.

ويرى آخرون أن المجلس العسكري أراد “قرص ودن ” الألتراس ومما يدلل على ذلك الهتافات الحادة التي طالما رددتها جماهير الألتراس سواء ضد قيادات الشرطة أو قيادات المجلس العسكري الذي حكم مصر خلال الفترة الانتقالية، وخصوصًا في مباريات الأهلي ضد كيما أسوان والمقاولون العرب وغزل المحلة، علمًا بأن اللقاء الأخير كاد يشهد أحداثًا مماثلة لبورسعيد عندما اقتحمت جماهير المحلة أرض الملعب لكن الأمن منعها من العبور إلى ناحية مدرجات الأهلي.

أنس محى الدين أصغر شهداء مجزرة بورسعيد، الذى لم يتخطَ الخامسة عشر من عمره، والذى اهتزت له قلوب الملايين، فلم يكن والدا أنس -أو أنس نفسه-  يتوقعون أن يكون حبه لكرة القدم و للنادي الأهلي سببًا فى إنهاء حياته، وأن يلفظ أنفاسه الأخيرة في ستاد بورسعيد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023