توقع دكتور "يهودا بلنجا" المحاضر والباحث في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بر- إيلان الإسرائيلية استمرار الصراع في مصر بين جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الانقلاب العسكرى بقيادة عبدالفتاح السيسي .
وفي مقاله المنشور بصحيفة" معاريف" اعتبر الباحث أن الوضع في مصر يمكن أن تنزلق إلى حرب أهلية طاحنة خلال وقت قصير، معتبرًا أن السعودية سوف تلعب دورًا كبيرًا على حساب مصر في الشرق الأوسط.
وقال: "بعد صعود قوى المعسكر الإسلامي في مصر، اندلع في يوليو الماضي انقلاب عسكري بهدف إعادة بلاد النيل إلى المسار العلماني الذي ينحاز إليه قادة النظام القديم والجيش".
الانقلاب العسكري في مصر وضعها أمام خطر مواجهة داخلية، يمكن حال تصاعدت ووفقًا لعدد من التقديرات أن تقودها لحرب أهلية".
فقد أشعل عدد من البلطجية الوالين لداخلية الانقلاب النيران في عدد من منازل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في كل من محافظات كفر الشيخ والشرقية ومركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية.
وجاء ذلك بعد يوم واحد من حادث سيناء الذي أسفر عن وقوع عشرات القتلى من جنود وضباط الجيش، وعلى الرغم من تبني جماعة أنصار بيت المقدس لهذه العملية إلا أن عددًا من البلطجية المدعومين من الداخلية قاموا بمحاصرة عدد من منازل قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحرقها فى عدد من المحافظات وبرر الإعلام الموالي للانقلاب ذلك قائلا " الأهالي وجههوا هذه الضربة انتقامًا من العمليات التي نفذتها عناصر الإخوان في المطرية، كاستهداف القطارات والاتصال بالجهات الأجنبية، وللثأر عقب استشهاد وإصابة العشرات في حادث العريش الإرهابي "
كما دشن مجموعة من مؤيدى الانقلاب بمحافظة الفيوم، اليوم، مجموعة أطلقت على نفسها "كتيبة الردع الشعبي بالفيوم".
وأصدرت بيان قالت فيه "إن دورها هو حصر جميع المنشآت التجارية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وتوزيع منشورات على ملاك العقارات التي يوجد بها منشآت تجارية مملوكة لأعضاء أو منتمين للتنظيم، ومطالبتهم بغلق تلك المنشآت خلال أسبوع."
كما حرض الإعلام الموالي للانقلاب على تلك الخطوة فقد طالب عدد من مذيعي القنوات الفضائية المؤيدة للانقلاب على "محاصرة مالك أي عقار به منشأة إخوانية، وحذرت أي مالك لعقار التستر على منشأة إخوانية، بأنه سيتم التعامل معه على أنه عضو بالتنظيم، وأشارت إلى أنه بعد مهلة الأسبوع سيتم التعامل مع المنشأة الإخوانية عن طريق الحرق أو التفجير".
كما استخدم الإعلام المؤيد للانقلاب لهجمات التوعد والترهيب للمسيرات التابعة للإخوان .
وأكد فى خطابه المحرض على أنه سيتم ملاحقة المشاركين فيها بالرصاص الحي ومساعدة قوات الأمن في ملاحقتهم على حد قولها.
وقد قالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن القمع الدموي الذي يمارسه الجيش والشرطة المصرية ضد أنصار الرئيس محمد مرسى يتطلب من المجتمع الدولي ما هو أكثر من مجرد الشجب والتنديد، وحذرت في افتتاحيتها من أن انقلاب العسكر على أول رئيس مصري منتخب قد يؤدي بالبلاد إلى حرب أهلية
.
من جانبها حذرت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية -في مقال نشرته للباحثة شاشانك جوشي- من انهيار الدولة المصرية في ظل ما وصفتها بالقسوة والوحشية التي يمارسها الجيش المصري في البلاد.
وقد علق محمد البرادعي – المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية – على وضع جماعة الإخوان في مصر بالقول: "الإسلاميون لن يتبخروا في الهواء ومن الخطأ دفع الإخوان المسلمين للعمل تحت الأرض .. وللتقدم يجب إدماج الإسلام السياسي."
وحض البرادعي على "الوحدة الوطنية والاحتواء كما هو الحال في تونس" التي قال إن الإسلاميين فيها موجودون في البرلمان "عكس التشوية الذي نراه للإسلاميين في مصر اليوم" على حد تعبيره.
مضيفًا أنه لم يكن يعارض خوض الرئيس، محمد مرسي، الانتخابات من جديد لو كان استقال خلال المظاهرات المطالبة بتنحيه، مؤكدًا أنه قبل منصب نائب الرئيس بعهد الرئيس المعين من قبل الانقلاب، عدلي منصور، لأنه كان يريد "منع حرب أهلية" متهما الجيش بـ"التلاعب بالموقف" وإطلاق النار على معتصمي الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة.
وقد قال الكاتب والسيناريست بلال فضل -في مقالٍ له – إنه لم يعد أمام قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وأذرعه في القضاء والأمن والإعلام، إلا تحمل مسؤولية خطاياهم بشجاعة، "إن لم يكن لإنقاذ البلاد، فلإنقاذ أنفسهم من مصير لن يستثني الكل من تبعاته"