أثارت الهجمات المسلحة بسيناء جدلاً كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين السياسيين والنخبة حيث طرح العديد منهم آراء أثارت تفاعل النشطاء.
وأكثر التصريحات إثارة للجدل ما قاله هيثم محمدين – عضو حركة الاشتراكيين الثوريين – عبر تدوينة لاقت مشاركاتٍ كبيرة من الشباب عبر "فيس بوك" حيث تداولها تحت إطار (ماذا لو حمل الإخوان السلاح)؟
وقال هيثم في تدوينته المثيرة: "بضع آلاف من المسلحين في سيناء استطاعوا القيام بكل هذه العمليات ضد الجيش والشرطة في مناطق طبيعتها الجغرافية في صالح الجيوش النظامية، فكيف هو الحال والانقلاب العسكري عبر المذابح والدعاية الإعلامية يصر على دفع جماعة الإخوان المسلمين – التي تضم في عضويتها نصف مليون كادر على الأقل – إلى تبني العنف وسيلة للتغيير! كيف هو الحال إذا تم دفع هذه الإخوان إلى تبني أفكار داعش وأضحت العمليات المسلحة في القاهرة البالغ عدد سكانها ٢٠ مليون ، أو أسيوط أو المنيا أو محافظات الدلتا ؟!
وأضاف: الإرهاب انت اللي زرعته ،، ذليت الشعب وجوعته ، يا أبو دبورة ونسر وكاب، دولتكم هي الإرهاب، يسقط الانقلاب العسكري، تحيا الثورة".
ثاني تلك التدوينات ما قاله المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان محمد منتصر عبر فيس بوك ودعى إلى عودة الجيش إلى ثكناته قائلا "لماذا؟ لماذا لا نتحدث عن حق أهل #سيناء في التملك، والانتفاع من أراضيهم؟ لماذا لا نتحدث عن مقارنة ميزانية تنمية سيناء، وبنيتها التحتية ببدلات الضباط المتزايدة والمتزامنة مع تصاعد عمليات القتل والاعتقال العشوائي؟ لماذا لا نتحدث عن استصلاح أراضي سيناء؟ لماذا لا نتحدث عن المتعثرين عن سداد ديونهم، والتي بلغت عشرات الآلاف من الجنيهات ؟".
وأردف المتحدث الاعلامي للجماعة "سيناء تلخص مأساة مصر، فلا تنمية، ولا إصلاح، ولا حد أدنى من حقوق الناس وفي المقابل تصرف الأموال على بدلات القتل، والاعتقال العشوائي .المجرم لن يحمل معه إلا الإجرام، والرصاص والدم لا يصنعان نهضة.
وتابع: لن يتنازل هذا الشعب عن حقه المشروع في كرامته، وحريته وعيشه الكريم، ومحاسبة إرهاب الدولة والقتلة والمجرمين.الانقلاب العسكري وقائده يتحملون المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث في سيناء. الانقلاب يتحمل دماء الأبرياء الذين قتلوا ظلمًا .. ويتحمل دماء الجنود الذين ماتوا نتيجة أفعال السيسي، وعصابته.غدًا تنتصر الثورة، وتعود سيناء لأهلها من جديد .. طالما الثورة في الميادين".
أما تغريدات الممثل خالد أبو النجا، فقد كانت محل جدل واسع عبر تويتر سواء لدى مؤيدي الانقلاب أو معارضيه حيث قال "لا أرى نهاية النفق المظلم من إرهاب أسود من ناحية وحلول أمنية فقط من ناحية، دة غير إعلام الأمنجية، على السيسي إن أراد حقن الدماء، التنحي فورًا،الإعلام الأمنجي كل همه مهاجمة أي حد ضد السيسي حملات التشويه والتخوين فقط تكشف ضعفكم، سننتصر على إرهاب المتأسلمين وعلى إرهاب تكميم الأفواه نزيف دم جيشنا لابد أن يتوقف فورًا، مش وقت حملات تخويننا، فين أجهزة المخابرات من إرهاب وتهديد قناة رابعة".
تصعيد ونفق مظلم
ويأتي رابع تلك التعليقات ما طالب به أيمن نور -زعيم حزب غد الثورة- من تصعيد لم يوضح طبيعته أو أطرافه، حيث قال عبر صفحة الجزيرة على تويتر "ما حدث أمس في سيناء هو اقتحام وضرب لوحدة عسكرية، وهو أمر في غاية الخطورة، يجب أن تكون هناك مواجهة حقيقية في #سيناء ضد الإرهاب، ولكن مع البحث عن أسباب هذا التصعيد".
ياسر الزعاترة الكاتب والمحلل السياسي قال أيضًا تعقيبًا على تفجيرات سيناء: "الوضع في سيناء مختلف، وله سياقه الخاص الذي يدركه السيسي، لكنه يفضل تجارة الإرهاب، كما يلبي شروطًا إسرائيلية بمزيد من الحصار على قطاع غزة".
وغرد المحلل السياسي د. نازك رحباني"استمرارية استنزاف الجيش المصري في الميادين وداخل المدن المصرية سيجعله يواجه خطر الانهيار والانشقاق قريبًا ، #السيسي يدخل #مصر نفق مظلم "!
الحلول الأمنية غير موفقة
أما حركة شباب 6 أبريل فقالت عبر سلسلة من التغريدات: " تعلن تعليق فعالياتها اليوم حدادًا على أرواح جنودنا الذين استشهدوا نتيجة الحوادث الإرهابية في #سيناء، على جميع المصريين احترام الدماء وعدم تصنيفها، فإن الدماء المصرية كلها غالية ولابد من إيقاف نزيفها المستمر، لابد من عدم تكرار سياسات العقاب الجماعي لأهالي #سيناء ودفع فاتورة الحلول الأمنية الفاشلة والعقيمة والتي تزيد الوضع تفاقمًا، ضرورة مكافحة الإرهاب وانتشاره بإيجاد حلول مجتمعية وسياسية شاملة، على الجميع تحمل مسئولياته وأن يتم محاسبة المقصرين ".
بينما تساءل ياسر الأزهري: " أتساءل لماذا #سيناء ؟؟؟!!! ، والجيش منتشر في كل أنحاء الجمهورية مش بس سيناء، واللي موجود هناك ليه مش وجود في بقية المحافظات، وليه اللي في باقي المحافظات مش موجود في سيناء!!! وما الفرق بين الصعيد وسيناء والسلوم ؟؟".
أكثر التعليقات إثارة للجدل والتعجب
المتحدث العسكري باسم الجيش، اتهم جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن الهجوم، وقال إن الهجوم أتى"نتيجة للضربات الناجحة إلى العناصر والبؤر الإجرامية في سيناء" فيما تساءل النشطاء "كيف تكون الضربات ناجحة ضد تلك البؤر وقدتم الهجوم على معسكرات الجيش وقواته؟".
وجاء تصريح المتحدث في بيان له عبر صفحته حيث قال "نتيجة للضربات الناجحة التى وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة (25 يناير) المجيدة … قامت عناصر إرهابية مساء اليوم 29 / 1 / 2015 بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون… وجاري تبادل إطلاق النيران والتعامل معهم".
وكانت عدة مدن في شمال سيناء، قد شهدت سلسلة تفجيرات وهجمات مسلحة عنيفة، استهدفت مقارًا أمنية وعسكرية، مساء الخميس، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، بحسب تقديرات غير رسمية.
وهذا الحادث – الذي أسفر عن مقتل 54 عسكريًا وإصابة 74 طبقًا للجزيرة – يعد الأكبر منذ نحو 90 يومًا من تفجيراتٍ مماثلة في منطقة عسكرية في شمال سيناء تعرف بـ"كرم القواديس"والذي أسفر عن مقتل 31 عسكريًا.
وقد وقع الهجوم بعد انطلاق موعد الحظر الرسمي الذي يبدأ في تمام الساعة السابعة، مساء أمس الخميس، وأثناء إذاعة المباراة الأهم لدى المصريين بين قطبي الكرة الأهلي والزمالك، وهو وقت غالبًا ما يأخذ اهتمام نسبة كبيرة من المصريين لمتابعة المباراة.