وجه ذو ملامح بريئة هادئة غير مفتعلة، دخل قلوب الملايين ممن ربطتهم بها صلات عبر شاشات السينما والتليفزيون، قد تكون من أميز الممثلات في جيلها فيكفيك أن تراها في دور "آمنة" في دعاء الكروان لتتعاطف معها، أو دور الأم في "امبراطورية ميم " الدور الذي كان تغييرًا كبيرًا لها آنذاك، ودور المربية في "ضمير أبلة حكمت"، ودور الإنسانة الفلاحة الذكية في "أفواه وأرانب" أو دورالزوجة المحبة المحافظة على بيتها في "سيدة القصر".
فجّرت أيضًا "فاتن" عددًا من القضايا الاجتماعية المهمة كدورها في فيلم "أريد حلا".. وغيرها .
مسيرتها الفنية
قبل أن تكمل العاشرة من عمرها، بدأت الفنانة المصرية الراحلة فاتن حمامة مسيرتها الفنية، وحققت نجاحًا غير مسبوق للمرأة في عالم الفن إلى أن لقبت بـ"سيدة الشاشة العربية".
وُلدت فاتن أحمد حمامة في السابع من مايو 1931 وبدأت رحلة التمثيل في السينما بعمر 9 سنوات حين اشتركت بدور قصير عام 1940 في فيلم "يوم سعيد" الذي قام ببطولته المطرب محمد عبد الوهاب، وقد اختارها لهذا الدور المخرج محمد كريم بعد فوزها بجائزة أجمل طفلة في مصر.
كما وقفت أمام معظم نجوم التمثيل والغناء في مصر ابتداءً من يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وانتهاء بمحمود ياسين ومحمد منير ويحيى الفخراني.
وفي استفتاء حول أفضل مائة فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما عام 1996، جاءت فاتن حمامة في المرتبة الأولى حيث تضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها متقدمة غيرها من الممثلات المصريات في القرن العشرين.
ولم تخرج حمامة كثيرًا في اختياراتها السينمائية عن أدوار الفتاة المظلومة أو السيدة الجادة التي تواجه الاضطهاد بالصبر. وحين جربت أن تقوم بدور مختلف في فيلم "لا أنام" الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام1957 فشل الفيلم تجاريًا فملامحها البريئة لم تتناسب مع الشخصية المطلوبة للفيلم.
زيجاتها
تزوجت فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار الذي أخرج لها بعض الأعمال.
وبعد طلاقهما وزواجها من الممثل عمر الشريف، أخرج لها ذو الفقار أفلاما منها "موعد مع السعادة" وشاركتها في بطولته ابنتهما نادية عز الدين ذو الفقار و"طريق الأمل" و"بين الأطلال" و"نهر الحب" وقام عمر الشريف ببطولة الفيلم الأخير.
وتزوج الشريف وفاتن عام 1955 ولهما ابن واحد هو طارق عمر الشريف.
وقامت حمامة ببطولة عدد محدود من المسلسلات التلفزيونية ومن بينها "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر" الذي عادت فيه إلى الشاشة بعد انقطاع طويل.
جوائز
في عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما مُنحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.
وفي عام 2007، اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة ثمانية من الأفلام التي ظهرت فيها فاتن حمامة فيها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
وكرمت عن مشوارها الفني في بعض المهرجانات العربية وآخرها المهرجان الدولي الأول لفيلم المرأة بالمغرب عام 2004.
علاقاتها بالرؤساء
قال الناقد الفني طارق الشناوي -فى أحد تصريحاته الصحفية- بأن أغلب النجمات تعرضن في عهد صلاح نصر لمحاولات الاستقطاب أو التجنيد باستثناء فنانة واحدة كما يقول وهي هند رستم التي أشارت وبوضوح إلى أنه لم يسع أحد لاستقطابها أو الضغط عليها، ويتشابه كلامها هذا مع ما قالته فنانات أخريات مثل نيللي التي كانت في أوج جمالها وشبابها في حقبة الستينيات إلا أنها كما قالت لم تتعرض لأية ضغوط من أي نوع بخلاف ما حدث مع سيدة الشاشة فاتن حمامة التي حاولوا معها تماما كما قال زوجها الأسبق الفنان العالمي عمر الشريف في أكثر من حوار ما دفعها للهروب لبيروت وأعادها جمال عبد الناصر بنفسه عن طريق الكاتب الراحل سعد الدين وهبة رئيس اتحاد الفنانين العرب.
جمال عبد الناصر
استنادًا إلى مقابلة صحفية لها أجرتها منذ فترة، أعلنت أنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا على الضغوط السياسية التي تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن.
وقالت في اللقاء: "ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلمًا للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية"، وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها "التعاون معهم".
وأدى رأيها هذا إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.
أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها "ثروة قومية". وكان عبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.
محمد أنور السادات
ألقت الفنانة الراحلة الشعر بحضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعميد المسرح العربى يوسف وهبي، وزكي طليمات، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
كما جمعت علاقة صداقة قوية بين فاتن حمامة وزوجة الراحل السيدة جيهان السادات، وكانا تتبادلان المكالمات الهاتفية على فترات، كما جمعتهما عشرات المناسبات واللقاءات الخاصة والعامة التي جمعتهما سويا خلال سنوات ابتعاد سيدة الشاشة عن الأضواء.
حسني مبارك
أما عن علاقتها بالمخلوع محمد حسني مبارك، فهي أكدت أنها تحبه وتجده "رجل طيب".
محمد مرسي
لم ترحب الممثلة القديرة بوصول الرئيس محمد مرسي للحكم، كما لم تحضر اجتماع الفنانين مع الرئيس مرسي، وتحججت وقتها بأنها مصابة بـ"نزلة برد".
كان لها آراؤها السياسية في ثورة 25 يناير وتأييدها لـ"السيسي"
ومن بين آرائها أيضًا بعد ثورة 25 يناير أن الشباب تم خداعهم وإغواؤهم من خلال الأموال الكثيرة التي تم ضخها من أجل إغواء الشباب العاطل غير الفاهم، مؤكدة وجود تمويل خارجي.
أيدت قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي ورحبت بوصوله للرئاسة، وعبّرت عن ذلك في أكثر من لقاء وتصريح خاص لها.