شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“النفط السياسي”.. الخليج يعتصر إيران وروسيا بقبضة “أوبك”

“النفط السياسي”.. الخليج يعتصر إيران وروسيا بقبضة “أوبك”
    بعد تراجع أسعار النفط بأكثر...

 

 

بعد تراجع أسعار النفط بأكثر من النصف، ومع تحليلات هنا وهناك تقول إن بعض الدول وخاصة الخليجية هي المتحكم بذلك، وبرغم أنها سجلت تضرراً كبيراً بميزانيتها، إلا أنها تهدف للعصف بدول أخرى تعتبرها معادية لها بسياستها الخارجية وأبرزها روسيا وإيران.

 

ورغم أن هذه الدول كانت متمسكة بتصريحاتها السابقة حيال الأمر اقتصرت تصريحاتها عن الخسائر التي سجّلتها ومطالبها لـ"أوبك" بخفض الإنتاج؛ لإعادة السيطرة على السوق، باتت هذه الدول اليوم أكثر شراسة مع تفاقم الخسائر في وقت وجيز وعجزها عن تدارك المخاطر وأبرزها إيران وروسيا.

 

الرئيس الإيراني حسن روحاني قال بالأمس فيما يبدو أنه هجوم على بعض الدول الخليجية إن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط العالمية ستندم على قرارها، محذراً من أن السعودية والكويت ستعانيان مثل إيران.

 

وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الحكومي: "أولئك الذين خططوا لخفض الأسعار على حساب دول أخرى سيندمون على هذا القرار"، وذلك في الوقت الذي هوت فيه أسعار الخام إلى قرب أقل مستوياتها في ستة أعوام في الأسواق العالمية.

 

وأضاف: "إذا عانت إيران من جراء انخفاض أسعار النفط، فاعلموا أن دولا أخرى منتجة للنفط مثل السعودية والكويت ستعاني أكثر من إيران."

 

وهبطت أسعار النفط 60 بالمائة من ذروتها التي بلغتها في يونيو 2014 بفعل زيادة الإنتاج، لاسيما النفط الصخري وطلب دون المتوقع من آسيا وأوروبا.

 

وتراجعت أسعار النفط واحداً بالمائة اليوم حيث تراجع سعر خام برنت تسليم فبراير 55 سنتا إلى 46.04 دولار للبرميل في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط 45.29 دولار بانخفاض 60 سنتا

 

وبحسب "رويترز" ففي وقت سابق هذا الشهر وصفت إيران إحجام السعودية عن التحرك لمواجهة هبوط الأسعار على مدى ستة أشهر بأنه خطأ استراتيجي، وأبدت أملها بأن تتحرك السعودية لتدارك الأمر.

 

وأشار "روحاني" في حديثه أمس تحديداً إلى اعتماد موازنتي الكويت والسعودية على صادرات النفط، مضيفا أن البيانات تشير إلى أن 80 بالمائة من موازنة السعودية تعتمد على مبيعات النفط، بينما تصل هذه النسبة في الكويت إلى 95 بالمائة.

 

من ناحية أخرى قال "روحاني" إن ما لا يزيد على ثلث الموازنة الإيرانية يعتمد على مبيعات النفط، بينما يرتبط ما يقدر بنسبة 60 بالمائة من صادرات البلاد بالنفط.

 

إيران بدا تضررها واضحاً، فقد عصفت التراجعات الحادة لأسعار النفط بعملات 13 دولة من بين كبار منتجي النفط في العالم، تصدرها الروبل الروسي بنسبة 39%، والبيزو الكولومبي بـ 23%، والكرون النرويجي بنسبة 18%، والريال البرازيلي بـ 15%.

 

كما خسر الريال الإيراني 5%، من قيمته، وذلك خلال الفترة من 19 يونيو من العام الجاري (أعلى نقطة لأسعار النفط)، حتى أمس.

 

وبحسب "رويترز" فقد هوت العملة الروسية الروبل بشدة تحت ضغط من تراجع أسعار النفط والمخاوف أن تقدم وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد أند بورز بخفض تصنيفها لروسيا إلى درجة عالية المخاطر في الأيام القادمة، وتراجع سعر الروبل 2.3 بالمئة مقابل العملة الأمريكية إلى 62.97 روبل للدولار، ونزلت بنسبة 3.1 في المائة مقابل اليورو إلى 74.48 روبل.

 

وكانت تقارير صحفية سابقة أشارت إلى أن قرار "أوبك" في نوفمبر الماضي بإبقاء سقف الإنتاج الحالي على ما هو عليه برغم تراجع أسعار النفط أتى بسبب ضغط خليجي يتصدره السعودية والكويت والإمارات، بينما عارضت الأمر الدول الأكثر تضررا إيران وفنزويلا وروسيا التي هي خارج "أوبك" ولكنها أكبر منتج للنفط بالعالم.

 

وأشارت التقارير ذاتها إلى أن الضغط الخليجي أتى لمعارضة هذه الدول لسياسة إيران وروسيا الداعمين للنظام السوري الحالي، بالإضافة لبعض الخلافات الإقليمية مثل تلك القائمة بين الإمارات وإيران حول بعض الجزر.

 

وكان الرد الخليجي أكثر وضوحا أمس علي التصريحات الإيرانية فقد قال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي إن انخفاض أسعار النفط غير مبرر، مضيفا أنه ما زال واثقا من أن قرار "أوبك" في نوفمبر الماضي أن عدم خفض الإنتاج كان القرار الصحيح، وأن المنظمة كانت ستندم اليوم لو أنها قررت خفض الإنتاج.

 

وقال إن "أوبك" لا تنوي عقد اجتماع قبل يونيو الماضي، وأكد أنه لن يكون ثمة خفض للإنتاج.

 

وأضاف المزروعي في تصريحات أكثر حدة أن "أوبك" لن تخفض إنتاج النفط لدعم الأسعار، لكنها تتوقع أن يتخذ المنتجون ذوو التكلفة المرتفعة هذه الخطوة في وقت اقتربت فيه أسعار النفط من أقل مستوى في ستة أعوام.

 

وأثناء حديث المزروعي نزل سعر مزيج برنت الخام أربعة بالمائة عن 46 دولارا للبرميل، بعد أن تهاوى خمسة بالمائة يوم الاثنين، مواصلا موجة الهبوط التي نزلت به لأقل من النصف في الأشهر الستة الأخيرة.

 

وأضاف: "الاستراتيجية لن تتغير…" مضيفا أن عدم تغيير الإنتاج "يبعث برسالة إلى السوق وإلى المنتجين الآخرين بأنه يتعين عليهم أن يتحلوا بالعقلانية وأن عليهم الاقتداء بأوبك في التطلع إلى تنمية سوق النفط العالمية وأن تتواءم زيادة الإنتاج مع ذلك النمو."

 

وعن باقي أعضاء "أوبك" الاكثر تضررا حاولت فنزويلا إقناع دول أخرى لمحاولة إثناء "أوبك" عن قرارها بعد تفاقم الأضرار لديها، حيث أجرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس محادثات بشأن أسعار النفط مع السلطات الجزائرية في أحدث محطة من جولة دبلوماسية لإقناع دول "أوبك" بالعمل لدعم الأسعار المتهاوية.

 

ويأتي هذا الاجتماع بعد فشله في كسب التأييد من السعودية وقطر لمبادرته لدعم الأسعار خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، وتعتمد فنزويلا على النفط في الحصول على 96 في المائة من عائداتها من النقد الأجنبي، الأمر الذي يجعل اقتصاد هذا البلد تحت رحمة سوق شهد هبوط الأسعار 60 في المائة منذ يونيو إلى أقل من 46 دولاراً للبرميل.

 

ومع استمرار مسلسل هبوط الأسعار تبدو الأسباب الحقيقية وراء التراجع أكثر وضوحاً أن السياسة تدخلت بشكل واضح لتفرض تمسك دول حققت ضررا واضحا بموازنتها بالأمر، لكنها تستطيع التماسك لسنوات على حساب دول أخرى تنهار اقتصاديا، وتعجز عن تحمل التراجعات بهذا المستوى.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023