مظاهرة تندد بالإرهاب، في قلب فرنسا، المتورطة في مجازر مسلمي إفريقيا الوسطى، يتزعم تلك المظاهرة عدد من زعماء وممثلين عن دول عربية، الداعمين للإرهاب ضد شعوبهم، مما يدل على "شيزوفرينيا السياسة" ذلك الداء العضال الذي أصاب قادة العرب.
وإن كان من أبرز المفارقات، مشاركة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، الذي يصدق عليه مسمى "الراعي الرسمي للإرهاب في العالم" إلا أن مشاركة زعماء العرب، كان أمرًا لافتًا للنظر لا يقل دهشة عن مشاركة "نتنياهو".
صمت عربي عن المجازر
وتقدم المظاهرة وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، ووزراء خارجية مصر، والمغرب، والجزائر، ورئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة، وذلك في الوقت الذي لم يقوموا فيه بمظاهرة واحدة، تندد بالإرهاب ضد المجازر التي تقام ضد المسلمين، بعدة دول بالعالم، أو حتى عندما أسيئ للرسول لم تقم التظاهرات والتنديدات كالتي قامت في فرنسا.
ويتعرض مسلمو إفريقيا الوسطى لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ مارس 2013م برعاية فرنسا، حيث إنه أكثر من ثلاثمائة مسجد في البلاد دمرت، وتم ذبح النساء والأطفال وحرق الرجال، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، بعدما مهدت القوات الفرنسية بتجريد المسلمين من السلاح، لتأتي بعدها مليشيات الأنتي بالاكا لتقتلهم وتحرق منازلهم وتقطعهم بالسواطير.
يعاني المسلمين في العراق وافغانستان وباكستان والصومال واليمن من الاضطهاد، إذ عمل الجيش الأمريكي وتحت ذريعة الحرب على الإرهاب، على قتل بين 62 ألف-1.2 مليون مسلم مدني في العراق، غالبيتهم العظمى في المناطق السنية، 48 في المئة قتلوا جراء طلق ناري و9 في المئة قتلوا جراء القصف الجوي و6 في المئة قتلوا جراء حوادث عشوائية.
هذا بالإضافة إلى اضطهاد المسلمين في سوريا، والذي بدأ منذ فترة طويلة، ولكنه تصاعد في مارس 2011، وأسفرت حملات الإبادة ضد المسلمين إلى مقتل بين 102-150 ألف مسلم، وتهجير بين 4.5-5.1 مليون مسلم داخليًا وخارجيًا، بينما يقدر عدد المفقودين والمحتجزين لدى النظام الهجين نحو 130 ألف مسلم.
الإرهاب العسكري في مصر
يأتي ذلك في الوقت الذي وقع انقلابًا عسكريًا في مصر برعاية "الإمارات"، وغيرها من الدول، على شرعية منتخبة، لتنفيذ مصالح مشتركة داخلية وخارجية، بعد تمرير الانقلاب في مصر، ووقع ذلك تحت مسمع ومرأى باقي الدول العربية التي لم تحرك ساكنًا للتنديد بما يحدث في مصر، بل إنهم باركوا الانقلاب.
وخلال الانقلاب، نفذت العديد من المجازر على يد سلطاته، أسفرت عن استشهاد المئات واعتقال الآلاف، فضلا عن الانتهاكات التي تقع بحق مناهضي الانقلاب في الجامعات والمساجد والمنازل، وكان أبرزها مذبحة رابعة والنهضة، دون تحرك من قادة العرب، وتحت رعاية مصر والإمارات راعية الإرهاب في مصر.
أبو مازن
ولقيت مشاركة محمود عباس أبومازن، رئيس السلطة الفلسطينية، في مسيرة ضد الإرهاب حالة من الاستهجان، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، حيت استنكروا تلك المشاركة من أجل 12 فرنسيًا، في الوقت الذي لم يفكر فيه في إنقاذ الفلسطينين، أو حتى تنظيم مظاهرة تندد بما يقع لهم أو تدفع عنهم الظلم.
لقد تظاهر "أبو مازن" تنديدًا بالإرهاب، في الوقت الذي يترك فيه الآف الفلسطينين يموتون جوعًا وبردًا في مخيم اليرموك بدمشق والغوطة وماحولها، فضلا عن ما يعانيه المرابطون في المسجد الأقصى من اعتداءات يومية متكررة، من أجل دفاعهم عن القدس من اعتداءات اليهود، ومحاولات التهويد المستمرة.
وتتعرض غزة لحصار من جانب سلطات الانقلاب عقب غلق معبر رفح، وقد يزيد بعد اعتزام السلطات المصرية إزالة مدينة رفح بالكامل، فأقل القليل من أساسيات الحياة اليومية بات ممنوعًا من دخول القطاع، وحتى البيوت والوحدات السكنية التي تم هدمها، في الحرب الأخيرة، لا يستطيع مالكوها إعادة إعمارها بسبب عدم وجود المواد اللازمة للبناء.
عبد الله الثاني
وشارك من زعماء العرب أيضًا، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وقرينته الملكة رانيا، لم ينتفض أو يشارك في مسيرة لدعم الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني ولكنه قرر أن يشارك في مسيرة بجوار رئيس وزراء الاحتلال، الذي يقتل في الشعب الفلسطيني.
كما يشارك الملك عبد الله مع قوات التحالف في قصف العراق وسوريا، حيث يشارك سلاح الجو الأردني في قصف الأراضي العراقية، والسورية، لمحاربة "تنظيم الدولة"، في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من أبناء الشعب السوري من البرد بسبب خيام اللاجئين الذين يعيشون فيها داخل الأراضي الأردنية، دون تحرك من نظام الملك عبدالله لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الموت في البرد.
صحفيو مصر
ونظمت نقابة الصحفيين، وقفة صامتة، أمس الأحد، أمام مقر نقابتهم بوسط القاهرة، بمشاركة ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، رافعين لافتات كبيرة على أبواب النقابلة منها "عاشت حرية الصحافة يسقط الإرهاب".، وذلك في الوقت الذي انتهكت في مصر حقوق الصحفيين بشكل كبير منذ الانقلاب العسكري، ويتجاهل أولئك ما أصاب زملائهم ممن قتلوا أو سجنوا أو أصيبوا أو طوردوا أو فصلوا من مؤسساتهم أو صودرت أموالهم.
وعرض المرصد العربي لحرية الرأي والتعبير تقريره السنوي لأوضاع الصحفيين بالعام الماضي 2014، إذ عرض حصرًا لأكثر من 250 انتهاكًا بحق الصحفيين بمصر مابين اعتقالٍ وقتلٍ خارج إطار القانون، أو فصلٍ وكذلك التعسفات المالية.
فيما رصدت التنسيقية والمرصد العربي قرابة 100 حالة اعتقال تعسفي لصحفيين، كما شهد العام منع عدد من الإعلاميين من السفر خارج مصر، وفصل 6 من الإعلاميين البارزين بالتلفزيون المصري، وكذلك إغلاق 4 قنوات فضائية، فيما داهمت قوات أمن الانقلاب مقرات شبكة (رصد، ويقين، وجريدة الوطن، والفتح)، وأيضًا شهد العام تعطيل طبع عدد من الجرائد منها ( المصري اليوم، الوطن، المصريون، الوادى الجديد).