وعود أطلقها مسئولو قناة النيل للأخبار من أجل تطويرها، وبدأ قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري العد التنازلى لإعادة إطلاق قناة النيل الإخبارية، بعد مشروع التطوير والتحديث الشامل، والتجهيز لتكون القناة الجديدة موجهة للمنطقة العربية، وأنها ستحمل وجهة النظر المصرية فيما تشهده المنطقة من أحداث سياسية مهمة.
وداخل قطاع الأخبار أجريت اجتماعات بشكل يومي بين رئيس قطاع الأخبار والخبراء الأجانب للوقوف على الشكل النهائى لقناة الأخبار المصرية، وكانت الشركة الألمانية المتخصصة قد انتهت من تطوير وتجهيز استوديو 5 بأحدث الوسائل البصرية والأجهزة، التي تستخدم لأول مرة في مصر والمنطقة كلها، وعلى مساحة 800 متر تم إعداد ديكورات لبرامج التوك شو ، إضافة إلى استوديو للنشرات الإخبارية، غرفة أخبار على أعلى مستوى.
وحسب إحصائيات رسمية فقد كلف تطوير القناة الميزانية مايقارب 200 مليون جنية ، ولم تؤت هذه التكاليف الباهظة ثمارها على الإطلاق، فمستوى القناة يهبط من سىء لأسوأ وتراجع مؤشرها كثيرًا خلال الفترة الأخيرة عن مواكبة الأحداث ونقل الحدث لحظة وقوعه كما كانت فى الفترة الأولى من عملها .
نتيجة لذلك تقدم العاملون بالقناة لتقديم مذكرة للحكومة للوقوف ضد ما أسموه جبروت وتسلط رئيسة القطاع صفاء حجازى، ويكفى أن نشير إلى بعض الفقرات التى وردت فى مذكرة العاملين بالقناة، كما نشرتها صحيفة المصري اليوم :
أكد العاملون " ان القناة تواجه حربا ممنهجة تسعى لتخريبها ، والحط من قدرها ، ووضع العراقيل تلو الأخرى أمام تطورها وسعيها للقيام بدورها المنوط بها ، ويعد ذلك أمراً طبيعياً بعد أن ساقتنا الظروف إلى أن نوضع تحت هيكل إداري ( قطاع الأخبار ) يتحكم في مقدراتنا في نفس الوقت الذي يعتبر نفسه منافساً لنا ، ويخص نفسه بكل عوامل الإنتاج والتميز دوننا ، وقد حاولنا وعلى مدار الشهور السابقة ، الحصول على الحد الأدنى اللازم لتقديم إعلام يليق بحجم التحديات التي يتعرض لها الوطن"
كما وصف العاملون ما يتعرضون له بالارهاب الادارى قائلين " الارهاب الادارى الذي يضع أمامنا مئات من علامات , ويعيدنا إلى ما طرحناه منذ البداية ونتساءل من خلاله : هل نحن إزاء مخطط ممنهج لتخريب إعلام الدولة.
وتقدموا بمخاطبة رئيس الانقلاب بقولهم: "سيادة الرئيس ما نواجهه من مشاكل وأزمات هو كثير، وكثير جداً نسرد منه على سبيل المثال لا الحصر، إهدار استوديو القناة الذي تكلف ما يقرب من مائتي مليون جنيه بعدم صيانته وحل المشاكل الفنية المتراكمة التي تعوق العمل به".
فى هذا السياق فقد تم تقديم نفس المذكرة من قبل والتى تضمنت الاعتراف بوجود صفقات الفساد فى تنفيذ ستديو5 ، إذ كشف العاملون بالقناة عن إهدار استوديو القناة الذي تكلف مايقرب من مائتي مليون جنيه بعدم صيانته وحل المشاكل الفنية المتراكمة التي تعوق العمل .
وكشفت المذكرة عن المشاكل المتكررة فى سيرفر فيديو وكالات الأنباء بما أثر بشكل كبير على شكل الخدمات الإخبارية التي تقدم على مدار أربع وعشرين ساعة والتي بدت مهلهلة في الفترة الأخيرة .
وكشف العاملون بالقناة عن الانحراف بالسلطة إلى حد يهدد السلام الاجتماعي داخل العمل – حسب نص ما جاء بالمذكرة حرفيا – بإزاحة الكفاءات من العاملين في القناة الحاصلين على العديد من الجوائز الدولية وخريجي كليات الاعلام والاقتصاد والعلوم السياسية والجامعة الامريكية وافساح الطريق لأحد المقربين من خارج القناة والأقل فى المؤهلات العلمية والأكاديمية .
وتابعوا فى مذكرتهم : "مطالبنا ليست فئوية كزيادة الرواتب أو المخصصات المالية، ولكن كل ما نطلبه أن تدعم مطلبنا في خلق بيئة نستطيع من خلالها تطوير قناة أخبار الدولة، بالشكل الذي يتناسب مع حجم التحديات الملقاة على عاتق الإعلام الرسمي، الذي نعرف أنكم غير راضين عن أدائه وكذلك نحن، ولن يتأتى ذلك سوى بإلغاء تبعية قناة النيل للأخبار لقطاع الأخبار ( ولدينا رؤية كاملة لمستقبل القناة ) ولكل هذه الأسباب نرجو أن يتسع وقت سيادتكم للقاء مجموعة من شباب القناة لعرض رؤيتهم لإنقاذ هذا المكان وحل المشكلات التي تواجهنا في ضوء الإمكانيات المتاحة واعتبارات الأمن القومي المصري".
وفى تصريح سابق له قال أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري الأسبق إن عدد العاملين بصورة حقيقية في التليفزيون من 4 إلى 5 آلاف.
وأضاف الشيخ، "الباقي لابسين مزيكا، وبيمثلوا إنهم بيشتغلوا، البرنامج الواحد له مخرجين كتير، والبرنامج اللي يتعاد يتاخد عليه فلوس".
وتابع: "من 3 سنين عينوا مخرجين من الكتبة والسكرتارية غير الجامعيين، لأول مرة في التاريخ، وعندما تم اكتشاف الحكاية دي سموهم فني إخراج، رغم أنه لا يوجد حاجة اسمها فني إخراج".
هذه المذكرة – حسب اراء البعض – لن تكون الأخيرة مادام الفساد داخل ماسبيرو لم يتوقف فى ظل غياب الاجهزة الرقابية التى لاتقوم بواجبها فالصفقات تعقد هنا وهناك بالملايين ولا أحد يدرى أين تذهب أموال الشعب الذى قليلا ما يتابع المواد الاعلامية التى يقدمها ماسبيرو، والتى لا تتميز الا بكونها معبرة عن حالة التراخى والرداءة الاعلامية المقدمة خلال الفترة الاخيرة.