بالرغم من حالة الجدل التي أثارها بتصريحاته خلال الاحتفال بمولد النبوي بالدعوة لثورة دينية، دعا عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري عدد من الفنانين المصريين كي يتولوا مسئولية تصحيح الموروثات الإسلامية المقدسة من خلال الأفلام والمسلسلات التي يقدمونها، ما يعكس تطورًا جديدًا في ظل سلطات الانقلاب، فبعد أن كانت المؤسسات الدينية والمساجد تتولى مسئولية نشر صحيح الدين، تحول الأمر في ظل نظام "السيسي" ليكون الفنانون هم من يعرفون الأمة صحيح دينهم.
إلهام شاهين وليلى علوي لتصحيح الدين:
وقالت الفنانة الهام شاهين عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك": أنها تبشر متابعيها بأن "عبد الفتاح السيسي وجه دعوة لنقابة الفنانين من أجل تغيير الموروثات المقدسة القديمة للمسلمين عن طريق الفن، وهو ما يحتاج لتفكير وتخطيط، لأن الموروثات هذه تشعبت في عقول الناس"، بحد قولها.
وأضافت قائلةً:"أحب أبشركم و وأبشر نفسي الزعيم السيسي بعتلنا دعوة لنقابة الفنانين عشان نناقش كيف نغير الموروثات المقدسة القديمة للمسلمين عن طريق الفن و وهذا يحتاج إلي تفكير و تخطيط لأن هذه الموروثات "خللت" في عقول الناس مضيفةً :"هروح انا و ليلى علوي و الفنانة سما المصرى و المخرج خالد يوسف و منة شلبى و هانى رمزى ادعولنا".
غضب رواد التواصل الاجتماعي:
هذا وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا بسبب تلك التدوينة، فمن جانبه، قال الكاتب الصحفي "قطب العربي" تعليقًا على الخبر:" بالصلاة على النبي..الفنانات إلهام شاهين وليلى علوي ومنة شلبي وسما المصري ومعهم المخرج خالد يوسف مدعوون بأمر السيسي لتغيير المقدسات الموروثة للمسلمين.".
أما محمد مؤمن فعلق قائلاً:" السيسى ينفذ خطته للقضاء على الموروث الثقافي للمسلمين وتغيير نصوص القرآن".
فيما انتقدت منى فهمي سياسة "السيسي" في ثورته التي يضمرها ضد الإسلام، قائلةً:" دي مش بس انقلاب على الشرعية .. ده انقلاب على الإسلام.. وحرب على الإسلام.. السيسي بينفذ أجندة صيهونية أمريكية.. وعلى آخر الزمن ..إلهام شاهين ومنة شلبي هيعلمونا دين!!!".
يشار إلى الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، أعلنت مؤخرًا أن عبد الفتاح السيسي طلب منها خلال لقائه بالمثقفين، بتصحيح صورة الإسلام لدى المواطنين، على حد قولها.
إذ قالت ناعوت خلال مداخلة تليفونية على "قناة صدى البلد" الفضائية الأسبوع الماضي: "هو قال علينا نحن المثقفين دورًا مهمًا جدًا .. أولاً لتصحيح صورة الإسلام لدى المواطن البسيط الذي ارتبك".
وكان عبد الفتاح السيسي قد دعا الخميس الماضي خلال كلمة له في احتفال المولد النبوي الشريف رجال الدين إلى تصحيح ما وصفها بالمفاهيم الخاطئة التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، موضحًا أن هناك بعض الأفكار تم تقديسها لمئات السنين وأصبح الخروج عليها صعبا للغاية.
وأعلنت دار الإفتاء ومؤسسة الأزهر على الفور تنفيذهما لتلك الدعوة وأعلنا بدء ما أسموه بالثورة الدينية حسبما قالوا في تصريحات صحفية لهم، إذ أعلن أحمد الطيب شيخ الأزهر عن تبنيه لدعوة السيسي والعمل على عقد جلسات عمل متواصلة لاستكمال عناصر ثورة التصحيح في الدين التي دعا لها قائد الانقلاب العسكري.
