هل سرحت بخيالك يوما تتخيل فيه شوارع مصر المكتظه بالقمامة بدون عمال النظافة، هل تخيلت يوما حال بيتك عندما يقرر عامل النظافة عدم القدوم إليك وحمل ما به من قمامه؟
"زبال" هذا ما يطلقه مجتمعنا على عامل النظافة، دون أن يخطر ببالنا إلى أي مدى تؤثر تلك الأحرف في نفسية من يمتهنون مهنة جمع القمامة ويسعون لتنظيف الشوارع.
في برلين، أشارات دراسات إلى أن أصحاب الزي الأصفر من جامعي القمامة أطاحوا بأصحاب البالطو الأبيض من الأطباء في احتلالهم رأس قائمة الوظائف الهامة.
وأوضح استطلاع للرأي شمل الشركات المحلية والدولية العاملة في العاصمة الألمانية، الذي أجراه معهد (فورزا) لقياس مؤشرات الرأي ونشرته صحيفة (برلينر تسايتونغ)، إلى تغير في نظرة الناس للوظائف المختلفة، إذ أطاح أصحاب الزي الاصفر(عمال النظافة) بأصحاب البالطو الأبيض (الأطباء) من على رأس القائمة.
واشارت التحاليل عقب ذلك الاستطلاع إلى أن كل من أصحاب الزي الأبيض والأصفر يقوم بعمل ضروري لايستطع الفرد أن ينجزه بنفسه.
في مصر، يحتفل العمال في الاول من شهر مايو بـ"عيد العمال" تقديرا لدورهم في بناء الوطن والنهوض به.
يقول حسن السيد، أحد عمال النظافة لرصد: "أعتز ببدلتي الصفراء، وبشغلي الي محدش هيعرف يقوم بيه غيري ولا الناس هتقد تعيش من غيره".
وتابع :" الناس مش حاسة بينا احنا بننزل فى عز البرد نلم زبالة الناس وفى الاخر مش بنلاقى تقدير من الناس ولا من المدير والشركة" .
ويضيف "أنا اعرف ان في أول مايو بناخد أجازة بس ليه ما اعرفش، محدش حاول يكرمنا أو يحسسنا اننا بنقوم بشغل مهم".
يضيف زميله جمعة علي "مرتباتنا مبتوكلش عيش، ولا بتشبع عيالنا ، بشتغل طول اليوم وفي الآخر باخد 800 جنيه، لا بتكفي سكن ولا أكل ولا شرب ولا فواتير للكهربا والمايه"
وتابع "المشكله كمان في نظرة الناس لشغلنا ، والناس بتنادي علينا وبتقول الزبالين، واحنا أصا الي بنلم الزباله مش الي بنرميها"، مضيفا "رغم كل ده انا فخوه بشغلي وعارف ان من غيري الناس مش هتعرف تعيش"
وعن نظرة المواطنين لعامل النظافة ، تقول سيدة محروس لرصد شغل الدكتور مهم زيه زي عامل النضافه، احنا اصلا مش عارفين من غير العمال كنا عيشنا ازاي، الشوارع اصلا مليانه زباله والعمال مش ملاحقين"
وتابعت "المشكلة بس ان الناس بتبصلهم بصه وحشة، وده غلط، الواحد لما الزباله بتتأخر شويه من غير ما حد يجي يشيلها بنتخنق، ما بنعرفش نمشي ولا نقعد"