الكثير من أمهاتنا يشعرن بود كبير مع تلك القناة التي زرفت عيونهم دموعًا كثيرة مع كل مشهد لقتيل أو إطلاق نار على شاشتها، كثيرًا ما تتساءل الجدات "هو يا ابني كده مين هيغطي المظاهرات ويقول للناس الحقايق" فترد قائلًا "للثورة رب يحميها".
جمعة جديدة في مواجهة الانقلاب العسكري هي الأولى بدون قناة الجزيرة مباشر مصر التي تم إغلاقها هذا الأسبوع، هل تنجح القنوات الأخرى في القيام بدور الجزيرة؟ وهل اعتمد الثوار علي نجاح ثورتهم من خلال الجزيرة .
"انتصار وهمي"
الكاتب الصحفي وائل قنديل رئيس تحرير "العربي الجديد" قال في مقاله "جمعة يتيمة بدون الجزيرة "يتعامل معسكر الانقلاب في مصر مع موضوع إيقاف بث "الجزيرة مباشر مصر" باعتباره انتصاراً، أو عبوراً جديداً، يضاف إلى سلسلة "فانتازيا العبور" التي تغذيها ماكينات الدجل في إمبراطورية جنرالات الخرافة التي تأسست في الثلاثين من يونيو 2013.
وأضاف قنديل "على الرغم من تصدع جدران هذه الإمبراطورية، وانكشاف أكاذيبها القومية، في مناسبات عدة، إلا أن جوقة المشعوذين العاملين فيها لا يكفون عن الهتاف بأناشيد الانتصارات الوهمية، من دون وجل أو خجل، وكأنهم مطمئنون إلى أن وعياً جماهيرياً قد خرج ولم يعد ولن يعود".
ويستطرد الكاتب "وفي لحظة معبأة بغبار الانتشاء بهذه الانتصارات الأسطورية (الوهمية)، يجد رافضو الانقلاب أنفسهم، اليوم، أمام اختبار ثوري عصيب، كونها جمعتهم الأولى في ظل غياب رئتهم الإعلامية الوحيدة التي كانت تنقل فعالياتهم وتظاهراتهم للعالم، الأمر الذي يضعهم أمام سؤال مصيري: هل ثورتهم الغاضبة نتيجة للحفاوة الإعلامية، أم سبب لها؟".
"الجزيرة لم تصنع الثورة"
وفي معرض تعليقات الشباب عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، على أول جمعة بدون قناة الجزيرة، قال "محمد أحمد": لا يمكن أن ننكر أن قناة الجزيرة مباشر مصر كان لها دور مهم في إبراز الثورة والثوار في مصر ولكنها لم تكن هي الثورة فالجزيرة لا تصنع الثورة بل تدعمها.
وأضاف: أظن أن الفضائيات الأخرى إذا قدمت الثورة بنفس طريقه الجزيرة ستنجح، فالثوار بالجزيرة وبغيرها في الشوارع.
وترى "مريم مجدي"" : الثوار بدون الجزيرة لن يتغيروا فهم في الشوارع دون أي إعلام، فالإعلام الذي يريد أن ينجح سيستمد نجاحه من الشارع الانقلاب توقع أن الثورة ستنتهي بإغلاق قناة الجزيرة ولكن هذا غير صحيح فالثوار فالشوارع والإعلام الذي يريد أن ينجح هو من يسير مع الثورة."
يضيف "محمود جابر": "شكرًا للجزيرة علي ما قدمته ولكننا بدونها سننجح في ثورتنا والإعلام الآخر قادر أن ينجح إذا ثبت ذلك، وإذا أخد نهج الجزيرة في تغطية الحدث."
وقالت "إيمان سامي": "الجزيرة أخذت ثقة الجماهير قبل الثورة لذلك نجحت، أما عن الثورة فستنجح بالجزيرة أو بدونها فثبات الثوار في الشوارع هو الضمان الوحيد لنجاح الثورة."
أسامه مصطفى يقول: "سنكمل ثورتنا في الشوارع وثباتنا هو الضمان الوحيد لنجاح الثورة فقد فضوا رابعة من قبل وظنوا أنها نهاية الثورة فزادت ولم تنتهي وكذلك سيحدث بعد الجزيرة ستنجح الثورة بإذن الله."
ويبقى السؤال بعد إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر هل سيخفت الحراك وتنطفئ شعلة الغضب المتواصل منذ 18 شهرًا بإصرار نادر وصمود منقطع النظير؟