"تبدأ القوات المسلحة، بعد شهر من الآن، فى مرحلة علاج مرضى فيروس سى والإيدز بمستشفياتها، بواسطة الجهاز الذى تم اختراعه فى القوات المسلحة، وتصنيعه بالهيئة الهندسية"، كان هذا خبرًا في إحدى الصحف المؤيدة للانقلاب في الأول من يونيو هذا العام قبل أن يتم تأجيل الاختراع إلى نهاية هذا الشهر كمرحلة أولى وتأجيله للمرة الثانية ولمدة 6 أشهر ليمر أكثر من عام ونصف على بدء إعلان الاختراع والضحية هو المريض.
"هزمنا الإيدز ، وقهرنا مرض التهاب الكبد الوبائي ، ولن تجدوا أحدًا يعاني من هذا المرض ، وهناخد الإيدز ونحطه في صباع كفتة ونغذي بيه المريض"، كانت هذه أيضًا كلمات مخترع جهاز الكفتة كما أطلق عليه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد،أكد أن الالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس C) من أخطر الأمراض التي تواجه مصر، حيث تحتل المركز الأول على مستوى العالم في انتشار الفيروس، وذلك حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية الأخيرة، والتي أكدت أن نسبة انتشار الفيروس بلغت 22%، بما يعادل 15 مليون مواطن، مضيفًا: لكننا نسعى إلى تقليل النسبة من 12% إلى 14% وأغلب الإصابات ناتجة عن إصابات فى المستشفيات نتيجة عدم تطبيق سياسات التعقيم الجيد لمنع العدوى.
كما أوضح أن معدل الإصابة السنوية بفيروس سي، وصل ما بين 200 ألف إلى 300 ألف حالة، وهذه النسبة تعد مرتفعة، رغم الجهود المبذولة من جانب وزارة الصحة، وهو ما يدعونا إلى مراجعة البرامج الوقائية المتبعة من قبل اللجنة القومية للفيروسات الكبدية.
كما أعلنت وزارة الصحة والسكان، أن عدد المصابين بمرض الإيدز في مصر بلغ 3477 مصابًا، منهم 79% من الرجال، و21% من السيدات، و90% في الفئة العمرية من 15 إلى 50 سنة.
فيما بدأت عدد من الصحف في تناول أن عقار "سوفالدي" هو العلاج القادم لعلاج فيرس سي.
وتعاقدت وزارة الصحة المصرية في حكومة الانقلاب مع شركة جلياد الأميركية المنتجة لعقار سوفالدي المذكور ضمن صفقة سرية تثير المخاوف والقلق، فالشركة المنتجة تشترط توقيع المريض بالموافقة على استخدام العقار رغم أعراضه الجانبية، وموافقته على حصول الشركة على تحاليله في تجاهل تام لاختراع القوات المسلحة.
كما اشترطت الشركة على الوزارة أن تعهد بتوزيع الدواء إلى واحدة من شركتي "فارما" أو "فرسيز" وهما شركتا قطاع خاص، ولم تعهد الوزارة به إلى شركة الأدوية المصرية المنوط بها استيراد وتوزيع الأدوية المستوردة.
وقال أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام في المعهد القومي للكبد الدكتور محمد عز العرب في تصريحات صحفية، إن المفاوضات بين وزارة الصحة وشركة جلياد قد تحولت إلى "بزنس"، فلم تشترط الوزارة على الشركة منحها تصريحا لإنتاج دواء محلي مماثل، وهو ما نجحت فيه الهند مع الشركة نفسها.
وعن إسناد التوزيع واستيراد الدواء إلى شركة خاصة، تحدث أستاذ الكبد في معهد تيودور بلهارس الدكتور علاء عوض إلى الصحف قائلا، إن هذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها لشركة خاصة باستيراد دواء بهذه القيمة الإستراتيجية، وهذا قد يؤدي إلى احتكار وسيطرة الشركة المنتجة والموزعة على سوق الدواء المصري. وطالب عوض بنشر العقد المبرم بين وزارة الصحة والشركة المنتجة للعقار.
ويختلف الأطباء حول فاعلية هذا الدواء الجديد، وقد أشار عوض إلى أنه لا يمكن لأحد أن يجزم أن العلاج فعال 100% فالأمر لا يزال قيد البحث. بينما تؤكد بعض الجهات الرسمية النتائج الإيجابية للدواء، وأنه الأمل الأقوى لعلاج التهاب الكبد الوبائي من النوع "سي"من جهتها، أكدت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية الدكتورة سهام عبد الرحيم، أن عقار سوفالدي آمن ونسبة الشفاء فيه 80% بشرط أن يؤخذ معه دواء آخر مثل الإنترفيرون أو ربيفايرين، مضيفة أن تناول عقار سوفالدي بمفرده يهدد صحة المريض.
كما أكَّد عز العرب، أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا في معدلات الإصابة بفيروس سي والتي تتراوح ما بين 12 إلى 15 مليون مصاب.
وكشف أن 8 ملايين مريض لن يتمكنوا من الحصول على عقار سوفالدي بالمرحلة الأولى خلال 5 أعوام، نظرًا لأن أولوية العلاج ستكون لـ4 ملايين مريض فقط وفقًا لحالتهم المرضية.
وبحسب مصادر في نقابة الصيادلة، أعلنت وزارة الصحة أنها ستطرح الدواء بسعر عشرة آلاف جنيه مصري للعلبة، وأمام إصرار نقابة الصيدلة تم خفض السعر إلى 3700 جنيه (517 دولارا)، بما يعني أن تكلفة العلاج للمريض تبلغ نصف مليون جنيه (69900 دولار) وهذا فوق طاقة مرضى الكبد الفقراء البالغ عددهم في مصر 12 مليون ونصف مليون مريض بحسب إحصائية وزارة الصحة ومعاهد الكبد.
وقال رئيس لجنة الصيادلة الحكوميين بنقابة الصيادلة الدكتور هيثم عبد العزيز إن الجرعات القادمة لا تكفي إلا لعلاج ستين ألف مريض.
ويطالب اقتصاديون بإسناد إنتاج العقار إلى شركة محلية أو شركة قطاع أعمال لتقليل التكلفة على المرضى والدولة وزيادة أعداد المستفيدين من الدواء وتقليل العبء على الدولة، حسبما يرى الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب الذي قال للجزيرة نت إن الدولة لن تستطيع -في ظل التكلفة المرتفعة- أن توفر الدواء لكل المرضى في ظل موازنة الدولة الحالية.
وكان الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، ذكر عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، " أن اللجنه التى شكلها وزير الدفاع لتقييم نتائج العلاج أجلت تقييم المرضى الذين خضعوا للعلاج لمدة 6 أشهر أخرى تنتهي آخر مايو 2015 وبعدها تعلن النتائج النهائية من قبل اللجنة وإدارة الخدمات الطبية".
وأثار تصريح هاني الناظر، جدلاً كبيراً بين رواد "فيسبوك" حيث قال مناسبة ما يُثار هذه الايام من تساؤلات حول علاج القوات المسلحة لڤيروس سي فإنني أود أن أُذكر الجميع بأنه في ٢٩ يونيوالماضي عقدت إدارة الخدمات الطبية مؤتمراً حضره أعضاء اللجنة الطبية التي شكلها وزير الدفاع لتقيم نتائج العلاج والتي تضم أساتذة الكبد من أعضاء اللجنة القومية للكبد وهم بالمناسبة المسئولين عن دخول علاج السوفالدي مصر وبدء مشروع علاج المرضي المصريين به.