مواطنون جرفت بيوتهم، تبددت أحلامهم، انهارت أسقف بناياتهم على رءوسهم ، غاز يخنق أنفاسهم ويسيل دمعاتهم ، قليل من كثير تعانيه منطقة الترعة الضمرانية شمال نجع حمادي منذ أمس.
فقد شهدت المنطقة أكبر حملات إزالة لمساكن العشوائيات في تاريخها، حيث أزيل 301 منزل بمساحة 8 أفدنة.
بدأت الحملة في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء بحضور قوات مكثفة من الشرطة وتشكيلات الأمن المركزي وجرارات المحافظة للإزالة .
قبيل وصول القوات إلى منطقة ترعة الضمرانية تجمهر أهالي المنطقة وانطلقت صرخات السيدات مطالبين بوقف الإزالات، حيث تطور الوضع إلى اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن، أعقبها إطلاق غاز مسيل للدموع من قبل الأمن لتفريق المتظاهرين.
تمكنت قوات أمن الانقلاب من فض تجمهر الأهالي الرافضين للغزالة وأصيب 3 مواطنين باختناق وتم نقلهم إلي مستشفي نجع حمادي العام، وبدأت حملة الإزالات برفع الاشغالات من المنطقة بالكامل، وتستهدف 3 أيام للانتهاء.
وكانت محافظة نجع حمادي أعلنت عن الانتهاء من تجهيز عدد من العمارات السكنية قبيل عملية الإزالة؛ بهدف تسكين 214 أسرة بإيجار قيمته 50 جنيهًا شهرياً بتكلفة بلغت 27 مليون جنيه تم تموليها من صندوق تطوير العشوائيات.
إلا أن أهالي المنطقة أبدو رفضهم لقرارات الإزالة ، وتوفير شقق المحافظة التي تبعد عن أماكن عملهم، وتضمن أكثر من أسرة بنفس الشقة.
يقول سيد احمد ، أحد المتضررين من الإزالات لـ"رصد": " مساكن المحافظة بعيدة عن المدينة واحنا معيشتنا وحياتنا وشغلنا كله فنجع حمادي، والألعن من كدة ان الشقة اللي مسلمينهالنا أوضتين بس، وأسرتين و3 في الشقة الواحدة وده ما يرضيش ربنا "
ويضيف عصمت النوبي: " ادوني شقة أنا ومراتي وعيالي وابويا وامي وابن عمي ومراته وعياله كلنا في شقة واحدة، يعني 3 أسر بعيالهم في شقة واحدة، يرضي مين دة يا سيسي ، مش اخرة وقفتنا معاك ترمينا رمية الكلاب".
بينما يقول أيمن محمود ، عامل يسكن بنجع حمادي، " قرار إزالة مسكان الترعة دة قرار كويس جداً علشان دي كانت وكر للمخدرات والحشيش اللي بتتباع في نجع حمادي كلها، والسرقة والفساد وكانو بيبيعوا الأنابيب هناك أيام الأزمة ب 90 جنيهًا في الشارع وعلي عينك يا تاجر".
مضيفا :" كدة أحسن حاجة اتعملت خلي البلد تنضف".
واستنكر خالد مسعود ،موظف بمدينة نجع حمادي لرصد، "انا مع ان المناطق دي تتزال بس مش بالطريقه دي، حرام يسكنو 3 أسر في الشقة الواحدة".
تضيف عالية معوض ، "المحافظة مقعداني أنا وعيالي وجوزي وأمه في دكان في عمارة لحد ما يوفرو لنا شقه"، وتابعت: " أقول للسيسي وحكومته اعتبرنا حيوانات ووفرنا حته نضيفه نعيش فيها بعد ما هديتو بيوتنا على راسنا".