شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المصالحة بين مصر وقطر.. الأسباب والتداعيات والنتائج

المصالحة بين مصر وقطر.. الأسباب والتداعيات والنتائج
لأول مرة يستقبل قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، مبعوثا لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، منذ توليه...

لأول مرة يستقبل قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، مبعوثا لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، منذ توليه الحكم في يونيو الماضي، مما ينذر برأب الصدع بين البلدين، والتي تدهورت بعد الانقلاب على أول رئيس شرعي منتخب، الدكتور محمد مرسي، في يوليو من العام الماضي.

 

بوادر حل الأزمة

وتدهورت العلاقات بين مصر وقطر، بعد أن استقبلت الدوحة عددًا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، وشخصيات سياسية داعمة لهم، عقب مغادرة مصر إثر الإطاحة بالرئيس الأسبق، وهو ما أثار استياء المجلس العسكري في مصر، ليتأزم من بعدها المشهد بقطع العلاقات الدبلوماسية .

وكانت أول بوادر لإزالة التوتر بين الجانبين، تلك التي ظهرت مع مبادرة العاهل السعودي، عندما أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا في 19 نوفمبر الماضي، قال فيه إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقّاء، وأعلنت مصر وقتها أنها تؤيد اتفاقاً بين دول خليجية لإنهاء خلاف مستمر منذ ثمانية أشهر مع قطر.


وأعقب المبادرة تقارير إعلامية، تحدثت عن مساعٍ خليجية تقودها السعودية لترتيب لقاء مصري قطري لتصفية الأجواء بين الجانبين، وكان منها الجانب المصري والتي كانت كثيرا ما تلقي اللوم على قطر باعتبارها رافضة للانقلاب وحاضنة لجماعة الإخوان المسلمين، فيما كانت تبارك مساع السعودية .

وجاء إعلان الديوان الملكي السعودي، مساء أمس السبت، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية، بالقول: "نبارك الخطوات الجارية التي من شأنها توطيد العلاقات بين مصر وقطر، ومن ضمنها زيارة المبعوث الخاص لأمير دولة قطر إلى مصر".

مبادرة سعودية

وعن ما تؤكده المملكة العربية السعودية مرارا وتكرارا من حرصها على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وقطر التي رحبت أيضاً بدور المملكة، جاءت هذه المبادرة، وحدثت الاتصالات بين الجانب المصري والسعودي من ناحية، والمصري والقطرى من ناحية أخرى، حتى وقع ماتم أمس، من استقبال عبد الفتاح السيسي، لرئيس الديوان الملكي السعودي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالد بن عبد العزيز التويجري المبعوث الخاص للعاهل السعودي، ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني المبعوث الخاص للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

وتناول اللقاء سبل تفعيل المبادرة التى طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خلال مؤتمر الرياض الذي دعا إليه خادم الحرمين، وما تم التأكيد عليه في القرارات الصادرة عن المؤتمر بشأن التزام جميع دول مجلس التعاون الخليجي بسياسة المجلس الداعمة لمصر، والمساهمة فى أمنها واستقرارها، فضلاً عن دعم التوافق بين الأشقاء العرب، وخاصة بين مصر ودولة قطر– بحسب المبادرة.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن تفاصيل المصالحة، جاء الاتفاق عليها خلال لقاء وزيري الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره السعودي سعود الفيصل، في باريس قبل يومين، وهو اللقاء الذي جرت فيه مناقشة بنود بيان الملك السعودي، كما جرت مناقشة مطولة بين شكري والسيسي بعد انتهاء لقاء الأول مع الفيصل.

  

ترحيب قطري ومصري

 

من جانبه أكد عبد الفتاح السيسي، اتفاقه التام مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في طي صفحة الخلافات بين مصر وقطر، عملاً باتفاق "الرياض"، وذلك خلال استقباله رئيس الديوان الملكي السعودي ومبعوث أمير قطر.

وأوضح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، أن عبد الفتاح السيسي، ثمن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود التي وصفها بأنها رامية إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام، مضيفا أن مصر تتطلع إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي، فدقة المرحلة الراهنة تقتضي تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات الشعوب العربية.


فيما قالت الرئاسة المصرية، في بيان لها عقب اللقاء، أن السيسي استقبل في مقر الرئاسة بالقاهرة المبعوث الخاص لأمير قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، و خالد بن عبد العزيز التويجري رئيس الديوان الملكي السعودي المبعوث الخاص للملك السعودي.

وأعرب السيسي عن اتفاقه التام مع خادم الحرمين الشريفين في مناشدته كافة المفكرين والإعلاميين بالتجاوب مع المبادرة ودعمها من أجل المضيّ قدمًا في تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه خاص، والعلاقات العربية بوجه عام".

من جهتها أعلنت قطر ترحيبها بالبيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي وبمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مؤكدة في بيان لها- "وقوفها التام إلى جانب مصر الشقيقة، كما كانت دائماً"، مشيرةً إلى أن "أمن مصر من أمن قطر، التي تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية، وقوة مصر قوة للعرب كافة".

وأضاف البيان أنه "لذلك بادر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد، بإيفاد ممثل عنه للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي نقدر له ما لقيه منه من حفاوة وحسن استقبال".

وقال جابر الحرمى، رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، إن الدوحة تجاوبت مع مبادرة خادم الحرمين، وأوفدت موفدا شخصيا وهو الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان، مساعد وزير الخارجية القطرى، والمبعوث الخاص للشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمير دولة قطر، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى للتطلع أن تشهد المرحلة المقبلة تعاونا مشتركا بين القاهرة والدوحة.

 

العلاقات المصرية القطرية

 

بدأت العلاقات بين مصر وقطر تتصدر المشهد منذ ثورة 25 يناير 2011، وكانت قطر من أبرز الدول العربية تفاهما مع مصر، عقب ثورة يناير، لا سيما الدور الذي كانت تقوم به قناة الجزيرة، في تغطيتها لأحداث الثورة والانتهاكات التي قامت بها الشرطة آنذاك،   في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام المصرية، تواكب الحدث بتكتيم إعلامي شديد.

 

وبعد تولى الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية، أستقبل الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر، على رأس وفد فى زيارة لمصر هى الأولى له بعد ثورة يناير، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية وسبل دعمها خاصة فى المجال التجارى والاستثمارى، كما تتناول المحادثات القضايا العربية والإقليمية، خاصة الأزمة السورية.

 

وحتى أن جاء انقلاب 3 يوليو 2013، توترت تلك العلاقات بين البلدين، ووصلت إلى القطيعة في بادئ الأمر، بعد أناستقبلت الدوحة عددًا من قيادات جماعة الإخوانالمسلمينالتي ينتمي إليها مرسي، وشخصيات سياسية داعمة لهم، عقب مغادرة مصر إثر الإطاحة بالرئيس الأسبق.

 

ظل الوضع هكذا متوترا، ناهيك عن الدور الذي قامت به وسائل الإعلام المصرية في تأجيج الخلافات وتعميق الأزمة، حتى أعلنت قطر مؤخرًا ترحيل 7 قيادات من جماعة الإخوان المسلمين عن أراضيها، تلك الخطوة رآها البعض أنها مناورة قطرية نتيجة للضغوط الأمريكية عليها، كما رآها البعض أنها خطوة إيجابية قد تغير شكل العلاقات بينها وبين باقي الدول العربية.

 

وأخيرا ظهرت المبادرة السعودية، حيث أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا في 19 نوفمبر الماضي، قال فيه إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، حتى انتهى الأمر بلقاء الأمس والذى لافى ترحيبا من الجانبين.

 

ترقب حذر 

وأعلنت مصادر ان هناك لقاء مرتقبا سيجمع بين قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي وأمير قطر في الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإنهاء الخلاف بين القاهرة والدوحة.

 

وبحسب المصادر، فإن اللقاء سيناقش الملفات العالقة بين البلدين، ومن أهمها موقف قطر من انقلاب 3 يوليو، ودعم جماعة الإخوان المسلمين.

وعن الترحيب والقبول الذي ظهر من الجانبين المصري والقطري، إلا أن المبادرة لازالت حتى الآن حبرا على ورق، أما التطبيق على أرض الوقع فهو الذي ستفصح عنه الأيام القادمة، من إن كانت مصر قد غالت فى الشروط التي تم وضعها، التي جاءت على لسان عدد سياسين مصرين مؤيدين لانقلاب 3 يوليو، حيث طالبوا قطر بوقف السياسة الإعلامية التي تنتهجها قناة الجزيرة، وعدم احتضان أي أفراد لجماعة الإخوان المسلمين.

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023