اختار الإتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، محمد أبوتريكة، نجم النادى الأهلى المعتزل، ضمن أفضل لاعبى بطولة كأس العالم للأندية على مدار تاريخها، بعدما قاد الفريق الأحمر للحصول على المركز الثالث والميدالية البرونزية فى نسخة 2006 التى أقيمت فى اليابان.
وبعدها بأيام حضر أبو تريكة في غينيا الاستوائية لسحب قرعة البطولة التي تنطلق في 2015.
تريكه دخل نادى الترسانة لأول مرة فى حياته، وكان عمره وقتها 13 عامًا، بعد أن أقنعه صديقه مجدى عابد بخوض اختبارات الناشئين، وأبدى الحملاوى مدرب الناشئين فى قلعة الشواكيش فى ذاك الوقت إعجابه بقدراته وضمه للفريق وتوقع له مستقبلا طيبا مع الكرة.
لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين من جماهير النادى الأهلى أن تتحول صفقة لاعب الترسانة المغمور التى أبرمتها إدارة الأهلى عام 2004 إلى أهم الصفقات فى تاريخ القلعة الحمراء، ولم تكن تتوقع جماهير "الأحمر" أن يصبح لاعب الشواكيش، هو نجمهم المفضل الذى ستظل إنجازاته عالقة بأذهانهم على مدار التاريخ، وقضى المجيكو فترة 10 سنوات فقط داخل جدران القلعة الحمراء ، إنه محمد أبو تريكة نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق.
ولد أبو تريكة عام 1978م في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة لأسرة متواضعة، وتخرج في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وهومتزوج ولدية ولدين توأم سيف وأحمد وبنت وحيدة اسمها رقية.
بدأ محمد أبو تريكة ممارسة كرة القدم في شوارع ناهيا وشارك في العديد من الدورات الرمضانية حتى التحق بنادي الترسانة وهو في الثالثة عشر من عمرة، ثم تم تصعيده إلى الدوري الممتاز.
انضم أبو تريكة إلى النادي الأهلي في موسم 2003/2004 وساهم في تحقيق العديد من الانجازات والألقاب كان أبرزها فوز الفريق ببطولتين متتاليتين للأندية الأفريقية أبطال الدوري، كما ساهم في حصول الفريق على برونزية أندية العالم في اليابان عام 2006 م.
أحرز أبو تريكة العديد من الأهداف المهمة والحاسمة في مسيرته الكروية سواء مع المنتخب المصري أو النادي الأهلي، منها هدفه في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الصفاقسي التونسي، كما أنه صاحب هدف الفوز بكأس الأمم الأفريقية لعام 2006م، وأيضا أحرز في بطولة الأمم الأفريقية سنة 2008م ثلاث أهداف كان من بينها هدف في مرمى منتخب الكاميرون في النهائي لتفوز مصر بالبطولة.
وحصل أبو تريكة على لقب أفضل لاعب بالدوري مرتين، ولقب هداف الدوري مرة واحدة، ولقب هداف أفريقيا مرة واحدة، وتم ترشيحه لنيل جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2008م وحصل على المركز الأول، وكان أيضا هداف كأس العالم لأندية كرة القدم عام 2006م.
تعاطفًا مع غزة
فى رد فعل متوقع من محمد أبو تريكة، نجم الأهلى المُعتزل حديثاً، رفض تلبية الدعوة للمشاركة فى مباراة ودية فى روما بدعوة من بابا الفاتيكان، من أجل السلام بين الأديان، بعد تأكد مشاركة لاعب المنتخب الصهيوني، يوسى بنايون.
ولم يكتف أبو تريكة برفض المشاركة فى الدعوة، فقد نشر نص الدعوة التى تلقاها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، مُعلقاً عليها قائلاً: "صورة من الدعوة للمباراة، ورفضى لها بسبب الكيان الصهيونى.. عفوًا نحن نربى أجيالا".
كما أعلن محمد أبو تريكة تعاطفه مع الشعب الفلسطينى، رافضا القصف العدوانى لمدينة غزة خلال الحروب الغاشمة التى شنها عليها الكيان الصهيونى فى 2008، بعدما كشف عن ارتدائه لقميص مكتوب عليه "تعاطفا مع غزة باللغتين العربية والإنجليزية، خلال مباراة المنتخب الوطنى أمام السودان فى الدور الأول من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 بغانا والتي أحرز أبو تريكة فيها هدفين.
ولم يقف أبو تريكة مكتوف الأيدى أمام الإهانات المتواصلة فى أوروبا عامة وفى الدنمارك خاصة ضد النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، والرسومات المهينة التى أعدتها عدد من الصحف الدنماركية، وحرص على ارتداء قميص مكتوب عليه "نحن فداك يا رسوال الله"، خلال مشاركته مع المنتخب الوطنى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية بالقاهرة 2006.
كما وضع الشارة السوداء التى توضع على الكتف، فوق رأسه للتأكيد على تعاطفه مع الألتراس والتضامن معهم فى قضيتهم لاستعادة حقوقهم، كما حرص على ارتداء القميص الذى يحمل الرقم 72 وهو عدد الشهداء فى حادثة بورسعيد.
ويعتبر أبو تريكة أحد أبرز اللاعبين الذين حافظ على أن تكون علاقته قوية بربه داخل الملعب مثلما هو الحال خارج الملعب، وكان محافظا على أن يكون حامدا لربه فى المسرات والأوجاع، وكان يحرص على السجود شكرا لله بعد إحراز أهداف فى مرمى الفرق المنافسة، ورفع يديه للسماء لتوجيه الشكر لمن وهبه نعمة الموهبة الكروية.
كما اهتم تريكة بمعاناة الآخرين، وكان دائما ما يحاول رسم البسمة على شفاة المحرومين والمرضى والمهمومين، وكان دائما ما يساعد الفقراء فى أزماتهم ويزور المرضى، حيث سبق له زيارة مستشفى السرطان 57357 أكثر من مرة، كما كان حريصا على زيارة أسر شهداء الأهلى والعديد من الأعمال الخيرية التى لا نعلم عنها إلا القليل.
إرهابي وعدو الدولة
اختار الوقوف ضد الوطن، ودعم جماعة الإخوان الإرهابية، واتخذ منحى إرهابيا" كانت هذه بعضًا من الكلمات التي يتلفظ بها محمد الغيطي أحد مقدمي البرامج على قناة التحرير ضد اللاعب محمد ابو تريكة بشكل متكرر.
وهاجم المذيع أحمد شوبير نجم الاهلى السابق محمد أبو تريكة المعتزل مؤخرا بشدة بسبب اعتذار الاخير عن تلبية دعوة بابا الفاتيكان للمشاركة فى مباراة خيرية تحمل عنوان "السلام" بدعوى مشاركة الاسرائيلى يوسى بن عيون فى اللقاء.
وقال شوبير عبر برنامجه الاذاعى موجها كلامه لابو تريكة: "ليس هناك وقت لاصطناع البطولات واليهودى افضل من المدرب الذى ليس له دين فى اشارة الى جوزيه الذى يرتبط به ابوتريكة بعلاقة قوية".
كما وجه أحمد حسام ميدو، لاعب نادي الزمالك السابق، انتقادا لمحمد أبو تريكة، واصفا بأنه يتبع تعليمات المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
وكتب ميدو، عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، مهاجمًا أبو تريكة بعد رفضه تسلم الميدالية من وزير الرياضة في حكومة الانقلاب طاهر أبو زيد، وأنه مازال يتبع تعليمات المرشد ويضرب بمبادئ النادي الأهلي عرض الحائط، وهذه ليست المرة الأولى".
وهو ما يقابه أبو تريكة بالصمت حيال هذه التهم التي وجهت إليه بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي الذي أعلن في وقت سابق تأييده له.
حيث أختار أبو تريكة أن يكون نصيرًا لبعض القضايا على رأسهم قضية مقتل 72 من جماهير أولتراس أهلاوي في مذبحة بورسعيد والتي يحاكم فيها عدد من القيادات الأمنية والتي حدثت في عهد المشير طنطاوي والذي رفض أبو تريكة السلام عليه في أحد اللقاءات.
ولا يزال محمد أبو تريكة هو المعشوق الأول لجماهيرالكرة المصرية.