"لن يكسروا إرادتي ولن أسمح لهم بتحقيق ذلك ، وسأستمر في إضرابي عن الطعام حتى استعيد حريتي وتستعيد مصر كلها حريتها"، كانت هذه الكلمات التي أرسلها الدكتور إبراهيم اليماني القابع في سجون الانقلاب العسكري منذ 15 شهرًا والذي دخل في إضراب عن الطعام منذ 230 يومًا.
كان اليماني أحد الأطباء في الستشفى الميداني بميدان التحرير إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بحكم المخلوع مبارك عام 2011 م ، وقد تم تكريمه مع عدد من الأطباء باعتباره أحد المشاركين في علاج الجرحى إبان الثورة حتى أطلق عليه أصدقائه "الطبيب الثائر".
وبعد الانقلاب على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي خرج اليماني ليطالب بالحرية فالتحق بالمعتصمين بميدان رابعة العدوية ليمارس عمله في علاج المصابين حتى يوم مجزرة فض الاعتصام في الرابع عشر من أغسطس من العام الماضي.
وبعد مجزرة الفض خرج اليماني مرة آخرى يوم الجمعة 16 أغسطس في المظاهرات الرافضة لمجزرة الفض بميدان رمسيس وبعد اعتداء قوات امن الانقلاب على المتظاهرين قام اليماني وأصدقاؤه بمعالجة عدد من المصابين داخل مسجد الفتح والذي تمت محاصرته من قبل الشرطة قبل أن تعتقل قوات امن الانقلاب اليماني ومن معه في المسجد.
ويأتي اليوم الأول من ديسمبر لتكون أول جلسة لمحاكمة إبراهيم اليماني و493 آخرين من رافضي الانقلاب العسكري والتي تم تأجيلها اليوم لجلسة 6 يناير المقبل.
وأسندت محكمة الاستئناف القضية رقم 8615 لـسنة 2013 جنايات الأزبكية، إلى الدائرة 21 جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار صلاح رشدي، وذلك بعد تنحي الدائرة السابقة عن نظرها لاستشعارها الحرج.
ووجهت النيابة العامة للمعتقلين تهم" أنهم دبروا تجمهرا بغرض ارتكاب جرائم القتل والتخريب والإتلاف، فقتلوا 44 وشرعوا في قتل آخرين، كما خربوا أملاكًا عامة وهي قسم شرطة الأزبكية، وشركة المقاولين العرب، ومسجد الفتح، وشركة مترو الأنفاق، وسيارات الشرطة والمطافئ والإسعاف، كما وضعوا النار عمداً في الممتلكات العامة والخاصة، واستعملوا القوة والعنف مع ضباط وأفراد قوة شرطة قسم الأزبكية وأصابوا 22 منهم، كما عطلوا وسائل النقل العامة والخاصة، وحازوا وأحرزوا أسلحة وذخائر ( بنادق آلية – وخرطوش)" ، بحسب نص اتهام النيابة.
وقد أرسلت أسرة اليماني نداء استغاثة للمطالبة بالإفراج عنه بعد تدهور حالته الصحية ، حيث قالوا أنه يتعرض لوعكه صحية شديدة ومحاولات المعتقلين معه الوصول للسجان باءت بالفشل حيث لم تستجب إدارة السجن للنداءات حتى يوم السبت 22.11.2014 صباحا وصل أمين شرطه من السجن اطلع على إبراهيم داخل الزنزانه حيث يرقد على الأرض طول الوقت بسبب أثر الإضراب ، وانصرف محاولا إبلاغ إدارة السجن "سجن طرة" لنقل إبراهيم للمستشفى كما قال للمعتقلين ، لكنه لم يعد حتى المساء، ما دفع المعتقلين مع إبراهيم للهتاف محاولين النداء طلبا للطبيب وهو مالم يحدث ، ولم يتم نقل إبراهيم للمستشفى رغم حاجته.
وحملت اسرة اليماني إدارة سجن طره المسؤوليه عن صحته وناشدت نقابة الأطباء و المجلس القومي لحقوق الإنسان التدخل والوقوف على حالته الصحية، ولسان حال اليماني ورفاقه يقول ، هل نحن نعاقب على اشتراكنا في ثورة الخامس والعشرين من يناير وهتافاتنا برحيل المخلوع والعيش والحرية والكرامة الإنسانية.