زعمت مؤسسة الأزهر الشريف، أن دعوة رفع المصاحف – التي أطلقتها الجبهة السلفية للتظاهر في 28 نوفمبر الجاري – ليست إلا إحياء لفتنة كانت أول وأقوى فتنة قصَمت ظَهرَ أمَّةِ الإسلام ومَزَّقتها، ومازالت آثارُها حتى اليوم، بحسب بيان المشيخة.
وقال بيان الأزهر: "الفتنة نائمةٌ لعَن الله مَن أيقَظَها، فهذه الدعوة ليست إلا اتجارًا بالدِّين وإمعانًا في خِداع المسلمين باسم الشريعة وباسم الدِّين، فهي دعوةٌ إلى الفوضى والهرج، ودعوةٌ إلى تدنيس المصحف، ودعوة إلى إراقة الدماء، قائمة على الخداع والكذب، وهو ما حذَّرَنا منه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منذ 14 قرنًا".
وتابع البيان: "هذه دعوةٌ إلى جهنم، ودعاتها دُعاة إلى أبواب جهنم، مَنْ أجابهم إليها قذَفُوه فيها، وقد بيَّنَهم لنا رسول الله فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عندما سأله الصحابي الجليل حُذَيفة بن اليمان عن الشر مخافة أنْ يُدرِكَه، فقال النبي: نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها، قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"،وفقًا لما نشرته بوابة الشروق.
وأضاف زاعمًا، أنَّ هذه الدعوة – في الوقت الذى تقودُ فيه مصر حربًا حقيقيَّة في مواجهة الإرهاب من جماعات مدعومة بالسلاح والتمويل والمعلومات – هي خيانةٌ للدِّين والوطن والشعب.
يُشار إلى أن أحمد الطيب منذ أول لحظة للانقلاب العسكري كان داعمًا للعسكر ولإباحة الدماء، ووصف التظاهرات المعارضة لسلطات الانقلاب بأنها فتنة، فظهر خلال كلمته المؤيدة لقائد الانقلاب العسكري وكأنه يصدق على الانقلاب على الشرعية وكأنها حق، وخرج مخاطبًا الشعب المصري ليسير في ركاب الانقلاب العسكري.
وحينما وقعت مجزرة الاعتداء على مسجد القائد إبراهيم وصفها بأنها فتنة ولم يتحرك لحرمة المساجد، وكذلك الوضع في كافة المجازر بدءًا من الحرس الجمهوري، مرورًا بمجزرة المنصة، وحتى مجزرة رابعة، لم يحرك ساكنا ولم يخرج بيان من الأزهر لإدانة عمليات القتل الجماعي للمصلين والمعتصمين.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال اﺣﺘﺪام المعارضة للرئيس محمد مرسي في اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ الأخيرين ﻗﺒﻞ اﻻﻧﻘﻼب، وﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ الإﻋﺪاد لتظاﻫﺮات ٢٠١٣/٦/٣٠ ﻹﺳﻘﺎط ﻣﺮﺳﻲ، أًصدر ﺷﻴﺦ اﻷزﻫﺮ ﺑﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻔﺎدﻩ إﺟﺎزة الخروج للتعبير ﻋﻦ اﻟﺮأي ﺑﺴﻠﻤﻴﺔ؛ وﻫﻮ اﻟﺬي ﺳﺒﻖ ﻟﻪ ﺧﻼل ثورة ٢٥ ﻳﻨﺎﻳﺮ اﻟﻔﺘﻮى ﺑﻌﺪم ﺟﻮاز الخروج ﻋﻠﻰ الحاﻛﻢ.