قال رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمين عوض بأن النزاعات وأعمال العنف في سوريا والعراق شردت أكثر من 13 مليون شخص، وأن المجتمع الدولي لا يتحرك لتلبية حاجات اللاجئين، الذين لا يجد الكثيرون منهم الغذاء أو المأوى.
وأشار عوض إلى أن الأغلبية الساحقة من اللاجئين السوريين توجهت إلى لبنان والأردن والعراق وتركيا، وهي بلدان تدفعنا إلى الشعور بالخجل من أنفسنا بسبب دعمها للعائلات السورية المشردة.
وأضاف المسئول بمفوضية اللاجئين أن المؤسسة تحتاج إلى 58.5 مليون دولار، لتجهيز 990 ألف شخص لاستقبال فصل الشتاء.
جدير بالذكر أن في لبنان حوالي مليوني نازح سوري يعيشون حياة متدنية بالمدارس والمباني غير المأهولة لا يجدون قوت يومهم ومن يعمل منهم فإنه يعمل بأجر متدن ،كما أن لبنان منعت استقبال نازحين جددًا أو جرحي من الجانب السوري.
"الوضع الداخلي"
داخليًا يصف ناشطون سوريون مخلفات الذخائر في محافظة الرقة بالمأساة التي تزداد يومًا بعد يوم مع ازدياد الفقر والجوع وندرة فرص العمل وشح المساعدات الإنسانية.
وبعد أكثر من شهرين من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على آخر معاقل النظام السوري في الرقة، ما زالت مخلفات الحرب والاشتباكات التي دارت في مناطق الفرقة 17 شمال الرقة ومطار الطبقة العسكري غربي الرقة موجودة وتتسبب في مقتل وجرح مدنيين.
وقال شهود عيان بحسب "الجزيرة نت" إن الأمر يزداد سوءا بعد اكتشاف وجود مخلفات ذخائر حربية وألغام في مناطق عدة من محافظة الرقة وريفها تودي بحياة مدنيين بسبب عدم اهتمام أحد بإزالتها أو تأمين المناطق التي توجد فيها، سواء تنظيم الدولة الإسلامية الذي يبسط سيطرته على كامل المحافظة أو المنظمات الإنسانية والحقوقية أو حتى الأمم المتحدة.
فيما دخلت 12 حافلة تابعة للأمم المتحدة عصر الثلاثاء حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، تحمل مساعدات إغاثية إلى سكان الحي، وهي المجموعة الأولى من أصل 23 شاحنة يتوقع وصولها في وقت لاحق بإشراف أممي.
وقال مدير مركز حمص الإعلامي الناشط أسامة أبو زيد إن الشاحنات التابعة للأمم المتحدة التي دخلت الحي محملة بمواد التنظيف والأغطية بانتظار دخول الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية.
وأضاف أن الحافلات لا تحمل المواد الطبية مثل الشاش والقطن أو أكياس الدم وغيرها من المواد التي نفدت من الحي ويمنع النظام دخولها.
ويأتي دخول هذه المساعدات إلى الحي بعد حصار خانق فرضته قوات النظام على الحي منذ نحو عام، في حين أكد ناشطون أن آخر شحنة إغاثية دخلت الحي كانت منذ أكثر من ستة أشهر، ويذكر أن عدد سكان الحي يبلغ أكثر من مائة ألف نسمة، معظمهم نزحوا من أحياء حمص الأخرى.
وبدأ منذ الاثنين تطبيق هدنة في حي الوعر بعد اتفاق تم التوصل إليه الأحد الماضي بين أهالي الحي ووفد من الأمم المتحدة يقضي بإدخال حوالي 12 ألف سلة غذائية إلى الحي.
"معارك عنيفة"
سيطرت جبهة النصرة على كامل منطقة جبل الزاوية بريف إدلب بعد معارك عنيفة ضد جبهة ثوار سوريا، وذلك في الوقت الذي رفض فيه ثوار حلب مبادرة لوقف القتال. من جهة أخرى قتل نحو ثلاثين -بينهم جرحى كانوا في طريقهم من حمص إلى تركيا- في كمين نصبته لهم القوات السورية.
واستكملت جبهة النصرة السيطرة على جبل الزاوية لتفقد بذلك جبهة ثوار سوريا -التي يقودها جمال معروف- معقلها الرئيسي شمالي سوريا. وكانت الجبهة سيطرت قبل أيام على معاقل أخرى لجبهة ثوار سوريا بينها بلدة حارم على الحدود مع سوريا.
وقال المسئول العسكري لجبهة النصرة بريف إدلب أبو سعد السوري إن مقاتلي الجبهة دخلوا في مواجهات ضد جبهة ثوار سوريا في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب قبل نحو أسبوعين بسبب ما وصفها بالانتهاكات التي ارتكبتها جبهة ثوار سوريا وقائدها بحق المدنيين، واعتداؤها على أموال الناس.
وقالت جبهة النصرة إنها انتشلت جثث عشرات من المدنيين والعسكريين -بينهم جثة أمير تنظيم جند الأقصى التابع لتنظيم القاعدة أبو عبد العزيز القطري- من آبار في جبل الزاوية, واتهمت جبهة ثوار سوريا بقتلهم. بيد أن التنظيم الذي يقوده معروف نفى في بيانات على الإنترنت مسؤوليته عن أعمال القتل تلك.
يشار إلى أن جبهة ثوار سوريا مصنفة غربيًا ضمن ما توصف بالمعارضة المعتدلة، في حين أُدرجت جبهة النصرة في لائحة "المنظمات الإرهابية" وتعرض مؤخرصا عدد من مقارها بشمال سوريا لغارات من التحالف الدولي.
"التحالف وداعش"
في الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء، إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على سوريا قتلت 865 شخصًا بينهم 50 مدنيًا منذ بدء الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" أواخر سبتمبر.
وأفاد المرصد أن غالبية القتلى أي 746 قتيلًا هم من مقاتلي "داعش"، وقال إن العدد الفعلي قد يكون أكبر كثيرًا.
وأضاف أن هناك ثمانية أطفال بين القتلى المدنيين وخمس نساء. وذكر أيضا أن 68 من أعضاء جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في سوريا قٌتلوا أيضًا في الغارات التي بدأت يوم 23 سبتمبر.