ونظرًا لقلة المعلومات الواردة إلينا من قبل سلطات الانقلاب فإن ذلك يفتح باب الشك والإشاعات ويثير الكثير من التساؤلات .. وبغض النظر عن ذلك فإن الإ نقلابيين أرادوا أن يخرجوا من هذه العملية بالعديد من المكاسب التى تلبي مصالحهم الشخصية وسنتطرق إلى بعض هذه المكاسب وعلى رأسها:
– زيادة حالة الاستقطاب داخل المجتمع المصري ، فبعيد الإعلان عن العملية شنّ خبراء عسكريون سابقون هجومًا حادًا على الإخوان ، وأشاعوا أن جماعة الإخوان هى التى تقف خلف هذه العملية ، بل إن سحرة فرعون من الانقلابيين ظلّوا يمارسون مهنة التضليل وزيادة الانقسام داخل المجتمع بكيل الاتهامات على جماعة الإخوان دون أن ينتظروا أي تحقيق ؛ومن ثم استغلال هذه العملية إعلاميًا وسياسيًا فى زيادة الاستقطاب الحاد الموجود فى المجتمع .
– من أفضل المكاسب التى يسعى الانقلاب الى الحصول عليها من خلال هذة العملية هو اكتساب أكبر دعم دولي للسلطات الانقلابية .. خاصة ان هذة السلطات و على مدار خمسة عشر شهرا اخفقت فى الحصول على هذا الدعم و قد حاولت ان تحصل عليه بطرق شتى و بكل السبل و لكنها باءت بالفشل ،ونظرًا لأن العالم الدولي الآن يوجه أنظاره إلى محاربة الإرهاب المتمثل فى داعش ، فقد رأت السلطات فى مصر ان تعلن للعالم بأسره أن الإرهاب الذى تواجهه مصر لايقل خطورة عن مواجهة داعش ، و تم استدعاء السفراء الموجودين فى مصر و إرسال سفراء مصر بالخارج للحكومات الموجودين بها لايصال هذة الرسالة لهم خاصة أن هذة العملية جاءت فى وقت كانت تقارير صحفية بريطانية أكدت أن الحكومة البريطانية على قناعة أن الاخوان جماعة لا تتبنى العنف و هى بريئة منه .
-أولى القرارات التى اتخذتها السلطات الانقلاببة عقب العملية هى إغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى .. وهذا يدل على أن الحكومة رأت أنها ستحقق مكاسب من خلال تشديد الحصار على قطاع غزة و هذا سيزيد التعاون مع إسرائيل -العدو الأول للشعب المصري – وهذا ما اتضح أيضًا فى قرار إعلان الطوارئ وفرض حظر التجوال فى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة فقط مما يدل على أن هناك تنسيق مع إسرائيل لمواجهة القطاع بعد الخسارة الفادحة التى لحقت بها فى الحرب الأخيرة على غزة .
– منذ عدة أشهر وسلطات الانقلاب تتهرب من إجراء الانتخابات البرلمانية، فالانقلابيون يخشون من البرلمان القادم والذى يتمتع ببعض الصلاحيات فوجدت سلطات الانقلاب الفرصة سانحة لأن تعلن تأجيل الانتخابات فى الفترة المقبلة ، نظرًا لنا تواجهه الدولة من مخاطر فى سيناء .
– هناك مكاسب حصلت عليها سلطات الانقلاب فى أعقاب هذة العملية فعهدت هذة السلطات إلى اتخاذ قرارات استثنائية مثل إحالة المدنيين إلى القضاءالعسكري و فرض حالة الطوارئ و هذا ستجد الحكومة المصرية مبررًا لانتهاكات حقوق الإنسان و ستمارس مزيدًا من التنكيل ضد الطلاب فى الجامعات بحجة مواجهة الإرهاب .
-إن المشاريع الاستراتيجية التى تعلن عنها سلطات الانقلاب كل يوم مثل مشروع قناة السويس و استصلاح مليون فدان و غيرها ،هى مشاريع تحتاج الكثير من الوقت حتى نرى ثمارها وتطلب مناخ سياسى مستقر حتى يكون لها ناتج ، ونظرًا لان السلطات الانقلابية تبيع الوهم للشعب فكان لابد أن تجد حجة قوية تقنع الشعب بها بانها لم تحقق المشاريع المطلوبة فى الأوقات التى صدرتها فالتحجج بمحاربة الإرهاب ونزول الجيش لحماية المؤسسات والتواجد فى الشارع بجانب الشرطة ، أدى ذلك الى عدم استكمال هذه المشاريع .
إن هذا الانقلاب سيظل يمارس كذبة وتضليله على الشعب المصرى ، وسيعمل دائمًا على زيادة الاستقطاب داخل المجتمع لأن القائمين على أمر هذا الشعب لا يهمهم سوى أنفسهم ومصالحهم الضيقة ، وبالتالي لا يرون أي مشكلة أن يحققوا أي مكاسب لهم حتى وان كانت على حساب هذا الشعب .