حذر خطيب الجمعة في طهران محمد علي موحدي كرماني، المملكة العربية السعودية من تنفيذ حكم الإعدام، برجل الدين الشيعي نمر النمر، الصادر عن القضاء السعودية.
وقال كرماني في خطبة الجمعة: "نحذر السعودية من أن تنفيذ هذا الحكم سيكلفها ثمنا باهظا خاصة وأن ثلث سكانها من الشيعة."
وتطرق كرماني في خطبته إلى أهداف أمريكا من تشكيل ما تطلق عليه التحالف ضد الإرهاب، وقال إن الهدف من وراء ذلك هو تدمير المراكز الصناعية والعسكرية في سوريا." بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية.
وأشار إلى تمكن القوات العراقية من محاصرة عناصر تنظيم داعش "الإرهابي" قائلًا: "لقد سلم نحو 100 من عناصر التنظيم نفسهم للقوات العراقية وأن ما تقوم به عناصر "داعش" من عمليات انتحارية وباعتراف أحد الداعشيين يتم بفعل أدوية تتعاطاها هذه العناصر."
"وساطات عراقية"
وكان مصدر سياسي مطلع قد كشف لجريدة "العربي الجديد"، عن "عزم الرئيس العراقي فؤاد معصوم، التوسط لدى السلطات السعودية لمنع إعدام رجل الدين السعودي نمر باقر النمر".
ويوضح المصدر أنّ "تدخّل معصوم جاء بطلب مباشر من المرجع الديني علي السيستاني"، مرجّحاً أن "يكون تدخل معصوم له أثر كبير في حل هذه الأزمة".
ومن المقرر أن يزور معصوم السعودية خلال الأيام المقبلة، بحسب ما أعلن مكتب رئاسة الجمهورية، الذي أكّد أنّ موسم الحج أخّر موعد الزيارة.
وأثار حكم المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، بالقتل "تعزيراً" بحق النمر، بتهمة التحريض على نظام الحكم هناك والدعوة إلى التمرد، ردود فعل في الشارع العراقي، تمثّلت برفض سياسيين ووزراء للحكم واعتباره ترسيخاً للطائفية.
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد ذكر خلال مؤتمر صحافي أن العراق ينوي التحرك باتجاه السعودية في ملف حكم الإعدام بحق النمر، آملاً "أن تثمر جهودنا بهذا الصدد".
وحذّرت ميليشيات عراقية عدة ومنها "كتائب حزب الله العراقي-المجاهدون"، السعودية من مغبة إعدام النمر، وهدّدت بقتل أسرى سعوديين لديها، في حال نُفذ الحكم.
وبحسب مراقبين، فإن دعوة النمر إلى فدرلة المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية، ومطالبته بانفصالها عن المملكة هو ما دفع السلطات السعودية الى اعتقاله، ومحاكمته.
"تظاهرات رافضة"
وكان أكثر من 100 شخص في شرق السعودية قد تظاهروا –أمس الجمعة- احتجاجًا على صدور حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر وسبعة آخرين، بحسب ما أفاد ناشط.
وعقب صلاة الجمعة سار المتظاهرون في بلدة العوامية للاعتراض على "جميع الأحكام القاسية وصدور عقوبة الإعدام بحق ثمانية أشخاص"، بحسب ما أفاد الناشط لوكالة "فرانس برس".
والثلاثاء أصدرت محكمة سعودية حكم الإعدام على شيعيين اثنين بتهمة الشروع في قتل شرطي خلال أعمال شغب شهدتها بلدة شيعية في شرق المملكة.
كما حكمت على متهم ثالث بالسجن 12 عامًا في القضية نفسها.
وأدين الثلاثة بـ"الاشتراك في مسيرات وتجمعات مثيري الشغب التي وقعت ببلدة العوامية في محافظة القطيف وترديد الشعارات المناوئة للدولة بقصد الإخلال بالأمن وقلب نظام الحكم".
وقال الناشط إن المدانين كانوا مراهقين وقت مشاركتهم في التظاهرات، وكانوا بين ثمانية أشخاص حكم عليهم بالإعدام.