أدانت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" اختطاف "منة الله جمال منصور" الطالبة بكلية اللغات والترجمة بجامعة السادس من أكتوبر، قبل يومين من بداية العام الدراسي الجامعي.
وقالت التنسيقية المصرية للحقوق فى بيان لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن "المتتبع للواقعة يجد فيها أكثر من ظاهرة شديدة الخطورة من ذلك مثلا استخدام الأمن لعناصر داخل الجامعة مهمتها مراقبة الطلاب وتتبعهم ومن ثم اختطاف بعضا منهم بناء علي وجهات نظر هؤلاء الموظفين الشخصية، وهو ما يفتح الباب لتصفية الحسابات الخاصة، وتحويل الجامعات إلي أماكن لممارسة الجريمة بشتي أشكالها، بدلا من أن تكون أماكن للتعليم والتحصيل الدراسي".
وأضافت أن قضية "منة"تحولت إلي قضية اختطاف وتعذيب وإخفاء قسري مكتملة الأركان، حيث تم تغييب الطالبة في مكان غير معلوم ومعها طالب آخر كان قد تدخل لمحاولة إنقاذها فاختطفوه معها، ومن ثم تعريضهما للتعذيب الشديد وصل إلي حد الضرب الشديد في البطن حتي نزفت دما وغابت عن الوعي حتي ظن مختطفوها أنها قد فارقت الحياة، وعندئذ تم إلقاؤها في الصحراء وهي في حالة شديدة من الإعياء وفقد الوعي، ما يجعل القضية تتحول أيضا إلي شروع في قتل، لأن الحالة الصحية شديدة السوء للطالبة كان من الممكن أن تودي بحياتها، وهو ما يجعلنا أمام نوع خاص من الجريمة المنظمة التي تمارس عن طريق أجهزة رسمية في الدولة، ما يعني أننا أمام إرهاب الدولة بكل ما تعنيه الكلمة.
وحذرت التنسيقية من أن تكرار هذا النوع من الجرائم يعني استمرار حالة الفوضى والارتباك في البلاد، كما أن التعرض للطالبات بوجه خاص يعد تعديا مباشرا علي كافة الخطوط الحمراء التي لم يكن من الممكن تجاوزها من قبل، ومن ثم فالنظام القائم يفصح عن نياته في عدم الاستقرار وفي القضاء علي المؤسسات والصروح الرصينة مثل الجامعات والمؤسسات التعليمية وتحويلها إلي أماكن لاحتضان إرهاب الدولة لا أكثر.
وأهابت "التنسيقية" بكل مؤسسات حقوق الإنسان وحقوق المرأة بوجه خاص وكذلك مؤسسات التربية والتعليم والمهتمين بتلك القضايا في العالم كله، مؤسسات وأفراد بأن يعلو صوت استنكارهم لما يحدث في مصر من تجاوز شديد، وهو ما يجب تصنيفه تصنيفا حقيقيا فهو جريمة منظمة تتخذ من الدولة وأجهزتها أيادٍ لتلك الممارسات المرفوضة قانونا وعرفا.
وطالبت "التنسيقية" بفتح تحقيق سريع وعاجل في واقعة اختطاف الطالبة "منة" ومن ثم معاقبة المسؤول فيها مهما كان حجمه أو وظيفته.