زار رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، العاصمة القطرية الدوحة أول أمس، في زيارة رسمية أولى يجريها إلى قطر عقب توليه رئاسة الجمهورية.
وكشفت وكالة الأنباء القطرية عن اتفاق زعيما تركيا وقطر، خلال جلسة المباحثات الرسمية، التي عقدت بالديوان الأميري في الدوحة، على إنشاء مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي، برئاسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؛ لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
كما حققت الزيارة توقيع اتفاقية بين قطر وتركيا من خلالها ستتسلم تركيا مجموعه 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، عبر 9 ناقلات نفط، خلال فصل الشتاء 2014-2015. وهو ما سيغطي جزءاً بسيطاً من احتياجات تركيا السنوية من الغاز الطبيعي التي تبلغ 45 مليار متر مكعب، إلا أنه يصب في صالح تنويع مصادر الإمداد بالغاز.
كما وضع حجر الأساس للقرية التركية في الدوحة،والتي تعد أول زيارة يقوم بها لدولة عربية منذ تسلمه رئاسة الجمهورية في 28 أغسطس الماضي .
وشهدا الرئيس التركي وأمير قطر حسب ماذكرته وكالة الأنباء القطرية، عرض فيلم تعريفي عن ما تتضمنه القرية التركية، وسير مراحل التشييد، و الرسومات والتصاميم الهندسية للقرية.
ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستقبال القيادات البارزة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية المحظورة بعدما طلبت منهم قطر مغادرة أراضيها تحت ضغوط من دول الخليج العربية الأخرى.
وقال سياسيون إن تطور العلاقات التركية القطرية لم يتوقف على الجانب السياسي فحسب، لكن شهدت العلاقات الاقتصادية والثقافية تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث باتت عشرات الشركة التركية تعمل في السوق القطري في مجالات البناء والبنى التحتية، لاسيما المشاريع التي تبنيها قطر تحضيراً لتنظيم فعاليات كأس العالم سنة 2022.
وتوجد حالياً نحو 60 شركة تركية في قطر، قيمة المشاريع التي تحملتها 35 شركة تركية منها بلغت 35 مليار دولار.
وحسب وكالة الأناضول شهد عدد السياح القطريين إلى تركيا زيادة مضطردة، ففي سنة 2011 استقبلت تركيا 7600 سائح قطري، ازداد ذلك في 2012 بنسبة 85 بالمئة ليصل إلى 14 ألف سائح قطري.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اعتبر خلال زيارته الأخيرة إلى قطر، ، إن زيارة الرئيس التركي تظهر حجم العلاقات الأخوية بين البلدين، منوهاً إلى وجود تعاون في عدة مجالات بين تركيا وقطر، مثل الصناعة والتجارة والصناعات الدفاعية، وأن البلدين عملا معاً في العديد من قضايا المنطقة، من أجل السلام والعدالة.
قال أحمد ديميروك، سفير تركيا لدى الدوحة وفي تصريح له إن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا كبيرا، وتسجل نموا كبيرا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والبشرية، وتركيا وقطر بلدان صديقان تربطهما علاقات متميزة، وهما ينحدران من ثقافة وعلاقات تاريخية وطيدة.
وفي سياق آخر قال تمام سلام، ﺭﺋﻴﺲ الوزراء اللبناني، أن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى "الدوحة" أثمرت عن نتائج هائلة في ملف العسكريين اللبنانين المحتجزين هناك، مؤكدًا ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺎﺱ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، سيظل ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ.
ﻭقال "سلام": إﻧﻨﺎ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﻨﺎ ﺍلأﻭﺿﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺟﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻣﻦ أﺑﺰﺭﻫﺎ ﻣﺎ ﻧﻌﺎﻧﻴﻪ وﻧﺘﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻛﻤﺎ ﺗﺪﺍﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ ﻭﺍﻟدﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﺣﺘﺠﺎﺯ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻨﺎ.
وﺃﺿﺎﻑ: "ﻟﻘﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﻤﻌﻨﺎ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ ﻛﻼﻡ ﻣﺸﺠﻊ ﻟﻨﺎ إﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ أﻥ ﺍلأﻣﻴﺮ ﺗﻤﻴﻢ أﻋﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺘﺒﺮ أﻥ ﻋﻠﻴﻪ أﻥ ﻳﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺩﻋﻤﻪ ﻟﻨﺎ، ﻭﻧﺤﻦ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ".
ﻭﺗﺎﺑﻊ "سلام": "ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻻ ﺑﺪ أﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ، ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻣﺎ ﻧﻤﺮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ أﻭﺿﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻋﺐﺀ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ.
ورحب علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزيارة رجب طيب أردوغان لتركيا .
و طالب القره داغي باحترام الإعلام الحر ، وكافة العاملين في المجال الصحفي والإعلامي بشكل عام ، وعلى المستوى العالمي ، وبخاصة على أرض فلسطين المكلومة .