خمسون يوما هى مدة الحرب التى خاضتها المقاومة الفلسطينية بمفردها و لوحدها بعد تخاذل عربى و تغافل إسلامى و صمت دولى ،
بعد هذه المدة أعلنت المقاومة إنهاء هذه الحرب ، انتهت هذه الجولة و لكن المعركة لم تنتهى بعد ،
و لكن هل حققت هذه الجولة إنجازات أو مكاسب للمقاومة و للشعب الفلسطينى ؟
بكل تأكيد تحقق الكثير سنذكر بعض منها على سبيل المثال لا الحصر :-
* حققت المقاومة شروطها
فقد أعلنت منذ اليوم الأول للحرب أنها هى التى ستنهى الحرب و ليس لأحد غيرها و عندما استجيب لمطالبها أوقفت الحرب و قالت لأبناء المحتل عودوا إلى بيوتكم بأمر حماس و المقاومة .
* عدم تمكين المحتل من تحقيق أهدافه
فلقد أعلن الكيان الصهيونى منذ بدء المعركة أن هدف الجرف الصامد هو تدمير البنية التحتية الأساسية لحماس و نزع سلاح المقاومة و قد فشل فى تحقيق ذلك .
* الكشف عن هلامة تسمى الإستخبارات الإسرائيلية ،
فإسرائيل دخلت الحرب و هى لا تعلم من تحارب و لا تعرف عنه شيئا و ما هى إمكانيات المقاومة و ما هى خططها أو أدواتها و تعاملت مع الحرب على أنها فسحة لجنود الإحتلال .
* فرأت ما لا تتصوره من قوة المقاومة
و كان كل يوم يمر كان لا بد أن يحدث فيه جديد فرأت فرقة كوماندز تظهر لأول مرة و صواريخ تصل إلى تل أبيب و أنفاق تصل إلى مستوطنات الجنوب .
* كشفت المقاومة دور الدول العربية و موقفها من العدوان على غزة و التى كان بعضها يعمل من أجل انتصار الكيان الصهيونى على المقاومة بأى ثمن ،
فقد كشفت المقاومة الدور الذى كانت تمارسه جمعية الهلال الأحمر الإماراتى ،
كما رفضت المقاومة المبادرة المصرية و التى لم تعلم عنها إلا فى الإعلام مما اضطر القاهرة إلى الإستجابة لمطالب المقاومة و التى كان على رأسها رفع الحصار عن القطاع .
* أظهرت هذه الجولة الضعف الشديد الذى يعانيه جيش الكيان الصهيونى
و الذى كان يوهم نفسه دائما بأنه أقوى جيوش المنطقة بل العالم ،
فقد أخفق هذا الجيش فى شن هجوم برى على القطاع بفضل باسلة المقاومة و كانت خسائر محاولة الهجوم البرى فادحة كان على رأسها قتل قائد لواء جولانى و النجاح فى أسر جندى إسرائيلى .
* أكدت المقاومة بأن قرارها بيدها لا بيد غيرها و أنه لا يتحكم فيها أحد مهما بلغ قوة دعمه لها
فقد رفضت المقاومة المبادرة المصرية عندما كانت لا تلبى طموحاتها و قبلتها و دعمتها بعد ذلك بعد أن لبت جميع المطالب ،
و فى نهاية المعركة أصدرت حماس بيان شكرت فيه مصر على دورها فى وقت تعتبر مصر حركة حماس جماعة إرهابية بحكم محكمة غير متخصصة .
* زيادة التأييد المجتمعى – الظهير الشعبى – للمقاومة الفلسطينية ،
فبعيد الإعلان عن وقف الحرب اكتظت شوارع و ميادين القطاع بالفلسطينيين لتأييد المقاومة التى كانت و مازالت تعمل من أجل فلسطين .
* قوة الجهاز المعلوماتى للمقاومة
فقد استطاعت المقاومة الحفاظ على قادة الصف الأول من المقاومة سواء السياسيين أو العسكريين و كانت عملية فشل إغتيال محمد الضيف نجاح للمقاومة ،
كما استطاعت المقاومة الكشف عن عملاء الكيان الصهيونى و عقد محاكمة ثورية لهم و التى قضت بإعدامهم .
* أعادت هذه الحرب الدعم الشعبى للمقاومة و تحركاتها
بل امتد ذلك إلى دعم حكومى فى بعض الأحيان ليس ذلك على المستوى العربى فحسب بل على المستوى الدولى
فنجد أن دول أمريكا اللاتينية تقوم بطرد سفير إسرائيل من بلدانهم ،
كما أن تونس فتحت خطوط الإتصال الدولى مع قطاع غزة حتى يتمكن التونسيون من دعم فلسطين و القطاع ،
كما أن إيران و حزب الله أعلنا دعمهما للمقاومة بعد أن فرقت الثورة السورية بينهما فى وقت سابق ،
كل ذلك كان له أثر فى إحياء روح المقاومة من جديد و العمل على دعمها خاصة أنها هى الطريقة الوحيدة التى مازالت تحقق مكاسب على الأرض .
* أكدت المقاومة خلال هذه الحرب أنها تعمل وفقا لمبادئ وطنية و ليس لإحراز مكاسب سياسية ،
فعندما أعلن الوسيط المصرى عن تعديل مبادرته لتشمل المطالب العشرة للمقاومة و جميع المطالب من أجل الشعب الفلسطينى .
استجابت للوسيط المصرى لأنه استجاب لمطالب الشعب الفلسطينى الذى فوض المقاومة لكى تعمل على تنفيذ هذه المطالب .
كل هذه الإنجازات هى جزء من مكاسب حققتها المقاومة على مدار خمسون يومًا ،
كل يوم يمر كانت الإنجازات تكثر و المكاسب تزيد و فرص المقاومة تتعاظم و يزداد معها صمود الشعب الفلسطينى
و سيبقى هذا الشعب و من خلفه شعوب الأمة العربية و الإسلامية و أحرار العالم فى دعم هذه المقاومة حتى تتمكن من تحرير فلسطين من البحر إلى النهر .