دعا وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إلى إقصاء المنتمين لجبهة علماء ضد الانقلاب قبل بداية العام الدراسي الجديد خاصة الموجودين في جامعة الازهر، وذلك في إطار ما أعتبره مراقبون حلقة ضمن حلقات الوزير المستمرة لتصفية معارضي الانقلاب.
وأكد جمعة – في تصريحات صحفية- أهمية مواجهة المنتمين إلى جماعة الإخوان في الأزهر الشريف- على حد تعبيره- ، مؤكداً أنه في الاجتماع الأخير بخصوص جامعة الأزهر في لجنة إصلاح التعليم بحضور القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور محمد عبد الشافي وثلاثة من النواب، تم الاتفاق على ضرورة مواجهة من انضموا إلى علماء ضد الانقلاب..الأمر الذي جعل أعضاء جبهة علماء ضد الإنقلاب يعرضون أسباب إقصاء وزير الأوقاف ومدى خوفه منهم.
مخبر جهاز أمن الدولة
من جانبه قال الشيخ عصام تليمة – عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو جبهة علماء ضد الإنقلاب، أن وزير الأوقاف يقوم بإصدار قراراته من خلال الأوامر التي تطلقها له سلطة الانقلاب.
وقال تليمة في تصريحات صحفية إن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة معروف لدى أغلب الأزهريين أنه رجل أمني يخضع لأوامر سلطة الانقلاب منذ أيام المخلوع حسني مبارك .
وفي السياق نفسه أكد الدكتور محمد الصغير – المستشار السابق لوزير الأوقاف، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب البناء والتنمية " أن وزارة الأوقاف منعت الدعاء لأهل غزة بالمساجد أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة ، قائلًا: "وزير الأوقاف منع الدعاء لأهل غزة بالمساجد، ولو طلب منه بأن يؤدي دور إبراهيم عيسي سيفعل"
وأضاف خلال حواره للجزيرة ان جهاز أمن الدولة يتحكم في تعيينات الدعاة وخطبة الجمعة، وأنه كان يتم اختيار الدعاة والخطباء الأوائل في الاختبارات وتوزيعهم على الأقاليم بعيداً عن العاصمة لأن السلطات تعلم أن أولئك الأوائل من التيار الإسلامي فأرادوا إبعادهم عن العاصمة ، مشيراً إلى أن وزير الاوقاف الحالى محمد مختار جمعة، كان يعمل لدى وزارة الداخلية كمخبر لجهاز امن الدولة داخل الجمعية الشرعية .
الرجل المتسلط الخائب
كما انتقد الدكتور أحمد قوشتي عبد الرحيم، أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى، التضييق على أهل القرآن، الذي يمارسه وزير الأوقاف الإنقلابي د.مختار جمعة، ووصفه بـ"الرجل المتسلط".
وأضاف قوشتي في تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا: "لست أدري تحديدا ما الرسالة التي يريد ذلك الرجل المتسلط الآن على وزارة الأوقاف مختار جمعة أن يوصلها لكل محب لدين الإسلام وغيور على القرآن والعلم وهو يرى هذا الشخص لا يدخر وسعا في التضييق على الدعوة والعلماء من جهة ، والترحيب والتمكين لنفر تاريخهم معروف بالعداء لكل ما هو إسلامي من جهة أخرى"، مضيفاً "أنا أقول لوزير الأوقاف خيبك الله من رجل".
وقال الشيخ سلامة عبدالقوي مساعد وزير الاوقاف السابق إن جبهة علماء ضد الانقلاب نضم 20 الف عالم ازهري ترفض الانقلاب جملة وتفصيلا رافضاً أيضاً تسيس المساجد وتسخيرها للصراعات السياسية و استخدام المساجد كمنبر لكل حزب يريد ان يوجة رسائل معينة .
وكانت جبهة "علماء ضد الانقلاب" أصدرت "قائمة سوداء أولية لعلماء الانقلاب ودعاته"، معتبرة أنهم باعوا دينهم، وخانوا عقيدتهم، وأحلوا قومهم دار البوار، بنقضهم ميثاقهم، وقولهم على الله غير الحق، وافتئاتهم على الشرع.
وضمت القائمة التي نشرتها الجبهة في بيانها كلاً من: د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعلي جمعة، مفتي مصر السابق، ومحمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وشوقي علام، مفتي الجمهورية، وأحمد كريمة وسعد الدين الهلالي وعبد الفتاح إدريس وسعاد صالح، أساتذة الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور عبد الله النجار، أستاذ القانون بالجامعة الازهر ونائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي، وعدد من الدعاة المحسوبين على السلفيين أسامة القوصي ومحمد سعيد رسلان، والداعية الشاب عمرو خالد، ومظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، والواعظ خالد الجندي.
وأفتت الجبهة بأنه "لا يجوز شرعًا الأخذ عن هؤلاء العلماء والدعاة ولا استفتاؤهم في أي أمر يتعلق بالشريعة، لأنهم أسقطوا عن أنفسهم وصف العلماء والدعاة، وكانوا كأعوان فرعون من السحرة، من الذين زينوا الباطل باسم الدين، وصوروا للجمهور الواقعَ على غير حقيقته".
