شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نهاية نظام الدولة العربية القُطرية «4» – أحمد منصور

نهاية نظام الدولة العربية القُطرية «4» – أحمد منصور
كان إجهاض الثورة المصرية من خلال الانقلاب الذي قام به عبد الفتاح السيسي في مصر في 3 يوليو 2013 مقدمة لإجهاض...

كان إجهاض الثورة المصرية من خلال الانقلاب الذي قام به عبد الفتاح السيسي في مصر في 3 يوليو 2013 مقدمة لإجهاض باقي الثورات العربية فترك الحبل علي الغارب لبشار الأسد ليواصل تدمير سوريا علي رؤوس من فيها، وحينما اقتربت المعارضة من تحقيق النصر تم قطع السلاح عنها بشكل متعمد.

 

ثم بث الخلافات في ما بينها ثم الترتيب لظهور ما يسمى بدولة الشام والعراق الإسلامية داعش ليشكل هؤلاء بتواطؤ أو دعم أو غض أميركي للطرف عنهم فزاعة تجهض أي انتصار في سوريا وتمهد لتقسيم العراق وتبث الرعب لدى دول الخليج وتكون مصدر تهديد مباشر من الشمال مع تشجيع النزعات الطائفية في اليمن من خلال الحوثيين وتشكيل تهديد مباشر للجزيرة والخليج من الجنوب مع تشجيع النزعات الطائفية في البحرين وشرق الجزيرة العربية لتشكيل تهديد من الشرق علاوة على التركيز الشيعي في جنوب العراق، لتصبح الجزيرة العربية محاصرة بقوى شيعية من كل الجوانب.

 

وفي ظل مخطط التفتيت تشجيع الأكراد في الاستقلال فيما الاستعداد والسيناريوهات قائمة لتقسيم سوريا ولبنان إلي كانتونات طائفية متناحرة فيما بينها، ولعل الانتصار الساحق الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس علي الكيان الصهيوني والذي توج بالنصر السياسي في اتفاق القاهرة يوم الثلاثاء الماضي يعجل بسيناريو التفتيت والتقسيم لتأمين إسرائيل من الانهيار وتركيز مواجهتها مع حماس مع تأمين كل الجبهات الأخرى وإشغالها في حروب داخلية وتحويلها إلي كانتونات طائفية في ظل الدعم الذي وجده نتانياهو من مصر وبعض الدول العربية خلال حربه الأخيرة علي غزة، أما ليبيا فقد تم إدخالها في دوامة حرب أهلية وبرلمانين وحكومتين تمهيدا لتقسيمها هي الأخرى، وربما نجحت حركة النهضة في تونس أن تقع في الفخ الذي وقع الإخوان في مصر فيه فتخلت عن السلطة بعد قراءتها للمشهد وخطورته لتجنيب تونس السيناريو المصري، لكن الغرب يخطط لتكون تونس بعيدة عن هذه التأثيرات لأنها أكثر الدول العربية وربما دول شمال إفريقيا المهيأة أن تكون بديلا آمنا لليهود بعدما أصبحت إسرائيل أخطر دولة على اليهود كما وصفتها الصحف الإسرائيلية.

 

ولم يخف الغرب مخططاته في إنهاء الدولة القطرية العربية حينما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخرا خرائط جديدة للمنطقة فيها تقسيم للسعودية والعراق وسوريا وليبيا واليمن، فيما دعا الكاتب الأميركي المقرب من دوائر صنع القرار في الإدارة الأميركية ديفيد إغناطيوس في مقال نشره في منتصف يونيو الماضي إلي مؤتمر دولي يعيد رسم خرائط الشرق الأوسط من جديد، بعد ما يقرب من مائة عام علي سايكس بيكو، وأكد إغناطيوس أن الوضع في الشرق الأوسط فوضي وأن كل من سوريا ولبنان والعراق مقسمة بشكل فعلي ودعا لمؤتمر تقوده الولايات المتحدة وتحضره السعودية ومصر وتركيا لإعادة تقسيم المنقطة.

المصدر : الوطن القطرية



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023