انتقد خبراء في الإدارة والتنظيم والسياسة، قرار إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الانقلابي، بنقل الباعة الجائلين من منطقة وسط القاهرة، إلى جراج ترجمان، واعتبروه قرارًا فاشلًا ويسوده الضبابية والاستهتار.
الباعة الجائلين منذ زمن بعيد هم تجار صغار، وهو لفظ يطلق على كل من يشغل حيزا صغير او كبير على ارصفة الشوارع على عربات خشب او اقفاص او احيانا علب صغيره ويمارسون تجارتهم ومصدر دخلهم .
يقدر عدد الباعة الجائلين وفقا لبعض التقديرات 5 مليون بائع على الاقل على مستوى الجمهورية، واغلبهم يتحملون عبء اعالة عائلاتهم ويعمل جزء كبير من النساء كباعة جائلين كبائعات المواد الغذائية وبائعات الشاى وبائعات الخردوات ولعب الاطفال .
قامت قوات الامن بنقل الباعة الجائلين من شوارع وسط القاهرة الى جراج الترجمان وذلم حين الانتهاء من مشروع المخصص للباعة الجائلين بوبور الثلج.
وتظاهرعدد من الباعة الجائلين أمام دار القضاء العالى اعتراضًا على نقلهم إلى جراج الترجمان حتى الانتهاء من مشروع وبور الثلج، حيث أكد الباعة أنهم لم يتمكوا حتى الان من استلام أماكنهم المخصصة و يوجد تلاعب عليهم من الموظفين
وقال عدد من الباعة الجائلين إن سبب رفضهم للمكان الجديد، يرجع إلى أنه غير مناسب مع أوضاعهم، وصغير المساحة، واصفين قرار نقلهم بالفاشل، مطالبين بتقنين أوضاعهم حتى بناء مبني مول "وبور الثلج.
وردد المشاركون بالوقفة، هتافات من بينها، «الصحافة فين الغلابة أهم»، و«الترجمان فاشل»، و«عيش حرية عدالة اجتماعية»، و«عايزين نأكل»، و«مشي هنمشي .. مشى هنمشي»، الأمر الذي دفع أحد قيادات الأمن للتفاوض معهم.
رفض
بدوره رفض اللواء محمد أيمن، نائب محافظ القاهرة، طلب الباعة الجائلين النقل إلى حديقة الأزبكية بدلا من جراج الترجمان الذي قررت الحكومة نقلهم إليه لحين توفير سوق مخصص لهم، مشيراً إلى أن طلبهم ذلك لا يمكن تنفيذه.
وأضاف أيمن، خلال مداخلة هاتفية له على فضائية "سي بي سي إكسترا"، أن الحدائق ملكية عامة للدولة ولا يجوز التصرف فيها.
وقال نائب المحافظ، أنه يتم حالياً توفير أماكن بديلة للباعة الجائلين غير الملتزمين بتنفيذ قرار النقل، حتى يتم الانتهاء من السوق الرئيسي لهم.
حالة من الاستهتار
من جانبه، قال عبدالرحمن محمد، الأمين العام لنقابة الباعة الجائلين، إن هناك حالة من الاستهتار والاستهانة في التعامل مع الباعة الجائلين من قبل الدولة، مشيراً إلى أن البائع الجائل شخص محترم وجميعهم مؤهلات متوسطة وعالية.
وأضاف عبدالرحمن أن نقل الباعة من وسط القاهرة إلى جراج الترجمان سيضر بهم وسيؤدي إلى خسائر مادية للبائعين، موضحاً أن اختيار المكان الجديد جاء من قبل محافظ القاهرة دون عرضه عليهم، موضحاً أن قرار النقل "فاشل".
وأشار إلى أن جراج الترجمان غير ملائم لنا وبه أخطاء فنية تحتاج لإعادة نظر، موضحاً أن هناك معلومات خاطئة يصدرها محافظ القاهرة للإعلام، وأن الباعة الحقيقيين المقدر عددهم بـ 1750 بائعا في وسط القاهرة، رفض معظمهم الانتقال إلى المقر الموحد بالترجمان باعتبار أن المكان غير صالح لعمليات البيع والشراء، وأنه محاولة من الدولة للتخلص منهم دون إتاحة فرصة حقيقية للرزق، لافتاً إلى أن الأعداد التي توافدت على مقر جراج الترجمان أغلبهم غير مسجلين بكشوف النقابة ومحافظة القاهرة.
قوال اللواء علي الدمرداش، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إن عملية نقل الباعة الجائلين إلى جراج الترجمان جاءت فى إطار خطة الوزارة لفرض هيبة الدولة من خلال إعادة المظهر الحضاري للمحافظة وشوارع العاصمة، وتحقيق الانسيابية في حركة المرور بالشوارع، مشيراً إلى أنه تم التأكيد عليهم أكثر من مرة بميعاد النقل، ومن يخالف أو يمتنع سيضع نفسه تحت طائلة القانون.
التعامل بحذر
بينما ترى الدكتورة غادة بشر استاذ الافتصاد بالاكاديمية البحرية ان التعامل مع قضية الباعة الجائلين يجب ان يكون بحذر لانهم جزء لا يتجزء من الاقتصاد المصري القطاع الغير رسمي الذي يعتبر مصدر للعمالة ويفتح بيوت كثيرة من الاسر المصرية .
وأضافت أنه يجب تنظيم اقتصاد هؤلاء الباعة الجائلين والاستفادة من جهودهم في تعظيم حجم التجارة الداخلية ومنحهم الترخيصات اللازمة فبدلا من ان نذهب الى مكان ما لنشتري مانحتاجه سنجد من ياتي بها الينا ولكن لابد من تنظيم عمل هؤلاء الباعة ووضعهم تحت رقابة حتى لايتسببوا في اختلاق مشاكل من خلال بيع بضاعة فاسدة أو غير مطابقة للمواصفات وهذا التنظيم سيعود بالفائدة على الاقتصاد المصري بارتفاع اسهمه والباعة الجائلين بتوفير فرصة عمل لهم تمكنهم من العيش حياة كريمة خاصة انهم من الفئات المهمشة في المجتمع والتي تعيش على خط الفقر .