ولد في الشارع وعاش فيه وبه مات .. الرصيف محطة حياته ، صوته العالي وهو ينادي على بضاعته في حر الشمس يميزه عن باقي المصريين ،إنه "البائع المتجول"
كثيرًا ما عانى تجاهل الحكومات وعقاب الشرطة والإتاوة .. الكل يعمل على الضغط عليه ليجملوا شوارع سال فيها الدم من رمسيس إلى وسط البلد إلى التحرير إلى كل ميادين مصر .
مظهر حضاري .. أم تجويع
أطلقت حكومة الانقلاب اليوم شارة البدء لما اسمته إعادة المظهر الحضاري لشوارع العاصمة، وتوفير أسواق عصرية وحضارية للباعة الجائلين بمناطق وسط البلد، وشارع 26 يوليو، وميدان الأوبرا، وميدان الإسعاف، وكورنيش النيل بمنطقة بولاق أبو العلا.
وانتشرت قوات أمن الانقلاب والسيارات التابعة لهم بميدان الإسعاف وأمام جراج الترجمان وشوارع ووسط القاهرة للقيام بشن حملات أمنية مكثفة وتأمين عملية نقل الباعة الجائلين إلى الجراج.
وفرضت القوات خطة محكمة بالتنسيق مع محافظة القاهرة والأجهزة التنفيذية وشرطة المرافق للسيطرة على كافة العواقب والمخاطر التي من الممكن حدوثها خلال عمليات الإزالة والنقل.
النقل إلى الترجمان .. قرار فاشل
فيما تجمهر –ظهر اليوم- عدد من الباعة الجائلين وسط شارع قصر النيل بوسط البلد عقب إزالة الفروشات الخاصة بهم -اليوم الأحد- ونقلهم إلى جراج الترجمان.
فيما أكد أحد الباعة، أن عددا منهم لم يحصلوا على أكشاك وأماكن في أرض الترجمان.
بينما قال أحمد حسين، نقيب الباعة الجائلين، اليوم الأحد، إن نقل الباعة إلى جراج الترجمان سيضر بهم وسيؤدى إلى خسائر مادية للبائعين.
وأضاف أن اختيار جراج الترجمان للباعة الجائلين جاء من قبل محافظ القاهرة دون عرضه عليهم.
وأكد حسين خلال اتصال هاتفي لفضائية "المحور"اليوم، أنه سيثبت لأجهزة الدولة أن قرار اختيار محافظ القاهرة لنقل الباعة الجائلين إلى جراج الترجمان فاشل، مؤكدًا أن البائع الجائل شخص محترم وجميعهم مؤهلات متوسطة وعالية.
1800 أسرة في مهب الريح
من جهته أصدر اللواء إبراهيم الزيات، مدير شرطة مرافق العاصمة، وأسر كمال رئيس مباحث مرافق العاصمة، تعليمات لقوات أمن الانقلاب بالعمل على التواجد المستمر بالشوارع الرئيسية والعمل على مصادرة البضائع المخالفة والمخالفات المقامة بدون ترخيص.
وقال الزيات أن عدد الباعة الجائلين المتواجدين بكشوف الحصر، والمقرر نقلهم إلى جراج الترجمان، يقارب 1750 بائعًا، وأن هناك ما يقرب من 50 إلى 60 بائعًا لم يتم حصرهم بكشوف الحصر، سوف تقوم الأجهزة التنفيذية بأحياء غرب القاهرة والأزبكية بالعمل على توفير أماكن بديلة لهم خلال عملية النقل.
وأضاف في تصريحات لــ"اليوم السابع"، أن هؤلاء الباعة الذين تم حصرهم متواجدون بمناطق عابدين وشارع قصر النيل وعبد الخالق ثروت، ويبلغ عددهم 700 بائع، والمتواجدون بشارعي طلعت حرب و26 يوليو من اتجاه العتبة حتى الإسعاف، وعددهم 600 بائع، والمتواجدون بامتداد شارع 26 يوليو، من الإسعاف حتى الكورنيش، مشيراً إلى أن عملية النقل سوف تتم على 3 مراحل بالتوازي.
ونوه الزيات بأن قوات الأمن ستطبق القانون بشدة على كل من يرفض الانتقال لجراج الترجمان، وتابع: "لم نواجه أي اعتراضات من الباعة الجائلين أثناء إخلائهم من منطقة طلعت حرب وشارع شريف وقصر النيل و26 يوليو حتى الآن، فيما ستتم عمليات الإخلاء على مدار ثلاثة أيام".
ركود الصرافة بعد نقل الباعة الجائلين
فيما ألقت عملية نقل الباعة الجائلين من وسط القاهرة إلى جراج الترجمان بظلالها على تعاملات شركات الصرافة صباح اليوم، حيث أصابتها بالركود نتيجة تخوف العملاء، وعدم السماح للسيارات بالانتظار بشوارع وسط القاهرة، مما دفع بعض العملاء لإرجاء بيع أو شراء النقد الأجنبي للغد.
وشهدت تعاملات اليوم مواصلة المضاربين لرفع سعر الدولار ليزيد بمقدار قرش واحد عن تعاملات أمس بالسوق الموازية مسجلا 7,41 جنيه للشراء و7.42 جنيه للبيع، حيث أكد مسئولو شركات الصرافة أنه لا يوجد أي مبرر لصعود الدولار بمقدار 4 قروش خلال أسبوع، موضحين أن هناك طلب من بعض المضاربين وهو ما ساهم في رفع السعر اليوم.
وأكد مسئول بإحدى الشركات بحسب "بوابة الأهرام"، أن التعاملات رغم هدوئها اليوم، إلا أن هناك بعض المتغيرات مثل ارتفاع الدولار غير المبرر، بالإضافة إلى تراجع اليورو عالميا متأثرًا بانخفاض أسعار الذهب، حيث انخفض في السوق الرسمي ليسجل اليوم 9.50 جنيه للشراء و9.56 جنيه للبيع، فيما استقر في السوق الموازية عند 9.83 جنيه للشراء و9.88 جنيه للبيع، وأرجع استقراره بالسوق الموازية إلى قلة المعروض منه، مقابل حجم الطلب عليه.
ويأتي السؤال ماذا تريد حكومة الانقلاب من المواطن البسيط الفقير الذي يعمل على كسب عيشه ورزق أولاده بالحلال .. بينما هناك من هم في القصور ينعمون برغد العيش في المكيفات ، والباعة الجائلون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.