أثارت تصريحات الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية حول أن غلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين في مصلحة اهل غزة غضب النشطاء والسياسيون.
وبرر"برهامي"، في فتوى جديدة عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية "أنا سلفي"، غلق "معبر رفح" على أهل غزة، مؤكدًا أن هدفه ليس الحصار، وإنما لكي يبقى أهل غزة بأرضهم، ومنع تفريغ القطاع لصالح "إسرائيل".
وقال برهامي ب"قسم الفتاوى" بالموقع في أحدث فتوى له: "أما مسألة إغلاق الحدود والسماح بمرور الجرحى والمرضى والمساعدات فقط، فإنها مسألة فيها موازنات متعددة؛ فلربما كان مِن مصلحة غزة وفلسطين ألا يسمح لكل مَن أراد الخروج منها بالخروج تحت ضغط الحرب فإنه ربما تفرغ مِن معظم سكانها".
وأضاف: "ولكن يجب السعي لرفع الظلم والعدوان عنهم، وإعطائهم حقوقهم في الحياة الكريمة وإمدادهم بكافة احتياجاتهم، مع التزام الطرف الآخر بعدم إدخال السلاح والمقاتلين إلى مصر، لعمل أي عدوان على الجيش أو الشرطة أو منشآت الدولة".
ومن جانبه قال الدكتور "سيف عبدالفتاح"،أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "ياسر برهامي" يتخذ المواقف التي تتوافق مع مبادئه.
وأضاف خلال تدوينةٍ له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "لا أعلم لماذا انزعج البعض من تصريحات برهامي، عندما برر إغلاق المعبر في وجه غزة بأنه لصالح أهل غزة"، متسائلاً: "وهل كان ينتظر منه غير ذلك؟، راجعوا مواقفه الانقلابية لتعلموا أنه اتخذ الموقف السليم المتسق مع مبادئه عديمة المبادئ!".
وتسائل النشطاء عن أي شرع وأي دين تتحدث به برهامي؟ حيث قال الصحفي أسامة علي "كلام حق يراد به الباطل، إذا كان الهدف(كما يدعي هذا العميل والمخبر الأمني) من إغلاق المعبر هو الحرص على عدم خروج الفلسطينيين من القطاع وإفراغه من ساكنيه فلماذا يتم منع دخول الأطباء والمسعفين المصريين والأجانب الى غزة؟، ولماذا لا يتم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية من غذاء ودواء إلى القطاع؟ كلام سخيف يدرك زيفه الصغار قبل الكبار.
وسخر ناشط أخر من التصريحات قائلًا "يبقي إسرائيل تحافظ على مصالح حماس اكثر من مصر".
وقال محمد شريف "و الله لا أدري لماذا تتبعون حديث جاهل وتنشرونها على أساس أن من يتحدث عالم أو مفتي وكلنا نعلم أنه مجرد نكرة يخرج بأحاديث غير عقلانية للشهرة لا غير".
وأكد علي حسين أن برهامي لا يمثل السلفيين و حزب النور وأن شلته لا تمثلهم، بل انهم يتبرؤن من هؤلاء، وقد أجمع نحو 500 عالم من علماء الأزهر على حرمانية إغلاق معبر رفح.
ووقع العلماء على بيان مشترك يحرمون فيه إغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة, وهدم الأنفاق ومنع السلاح عن المجاهدين.
وقال العلماء في بيانهم: 'يحرم تماماً إغلاق المنافذ التي تربط الفلسطينيين بالعالم الخارجي، وعلى الأخص معبر رفح، المعبر الوحيد الذي يطل على إخوانهم المسلمين'، مضيفين:'أن إغلاقه من أكبر الكبائر، وأنه يحرم منع السلاح عن المجاهدين أو هدم الأنفاق التي يستعين بها المجاهدون في توفير حاجتهم من العتاد والسلاح وغيره تحريماً قاطعاً'.
واعتبر هؤلاء العلماء أنه لا يجوز لمسلم كائناً من كان أن يشارك في ذلك (إغلاق المعابر ومنع السلاح)، أو أن يدل على وجود مثل تلك الأنفاق، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا خير في الأمة إذا لم يؤخذ فيها للمظلوم حقه، فكيف إذا كان هذا المظلوم هو المجاهد الذي يدافع عن الأمة؟.
ودعا العلماء، الحكومة المصرية إلى فتح معبر رفح بشكل كامل، وعدم المشاركة في أي ترتيبات تضيق على أهل غزة أو منع السلاح عنهم، والقيام بدور الإسناد لجهاد الشعب الفلسطيني، قياماً بحق الأخوة والعروبة، وحماية لحدود مصر الشرقية.
ونوه علماء الأزهر الشريف إلى مواقف علماء الإسلام الكثيرة الداعمة للجهاد والداعية إلى دعم المقاومة الفلسطينية لتحرير فلسطين المباركة، متبنين القرارات الصادرة عن المؤتمر السادس لمجمع البحوث الإسلامية عام 1971م وخاصة القراران 1و14.
وينص القرار رقم 1 على مطالبة الدول والشعوب الإسلامية بدعم وتأييد الشعب العربي الفلسطيني، وسائر الشعوب العربية، والمقاومة العربية، بالعمل الجدي الدءوب لتحرير الديار، وسائر المقدسات إلى أن تعود إلى أربابها.