حالة من الطوارئ بدأت تعلنها دول العالم رسميًا بعد تقارير أصدرتها لجان طبية عالمية من احتمالية انتشار وباء "الإيبولا"Ebola""، والمعروف بـ"حمّى إيبولا النازفة" والمنتمي إلى عائلة "فيلوفيريدا"،Filoviridae، التي تسبّبت في وفاة غالبية المصابين به، منذ ظهوره في دول "الكونغو" و"السودان" و"أوغندا" و"سيراليون"و"غينيا" و"ليبيريا" و"نيجيريا"، حتى وصفه بعض الأطباء بأنه "آكل لحوم البشر" نظرًا لتآكل جسد الإنسان المصاب به بسبب النزيف الداخلي والخارجي على مدى فترة الإصابة بالوباء.
وأعلنت هيئة موانئ البحر الأحمر حالة الطوارئ، أمس الأحد، لمواجهة فيروس "الإيبولا" برفع درجة الاستعداد القصوى بالتنسيق مع إدارة الحجر الصحي بموانئ السويس وسفاجا ونويبع، والكشف الطبي على الركاب القادمين لموانيها.
وقال اللواء بحري "حسن فلاح"، رئيس الهيئة، في تصريحات صحفية، إنه تم تجهيز الاستعدادات اللازمة لمواجهة الحالات المرضية الحرجة بصفة عامة، بالتزامن مع إجراء الكشف الطبي على جميع القادمين لموانيها لمواجهة الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية أمس السبت، فرض حظر تأشيرات العمرة والحج من الدول الأفريقية التي انتشر فيها وباء "إيبولا".
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية، دكتور "خالد المرغلاني"، في بيان: "إن المملكة قامت ومنذ عدة أشهر بفرض حظر على تأشيرات العمرة والحج من تلك الدول".
وأوضح أن وزارة الصحة السعودية تقوم من جهتها بإشعار وتعريف منسوبيها في شتى منافذ وموانئ الدخول للملكة بكيفية التعرف والتعامل مع هذه الحالات بما في ذلك معايير التحكم في العدوى.
ومن جانبه أعلن وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند"، أنه سيعقد اجتماعًا حكوميًا على مستوى عالٍ لبحث تفشي فيروس "الإيبولا" شديد العدوى، في أنحاء غرب أفريقيا، محذراً من أنه يمثل تهديداً لبريطانيا.
وقال "هاموند" لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي0بي0سي): "إنه تهديد ويجب أن نتحرك".
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه من المعتقد أن "الإيبولا" هو السبب في وفاة 672 شخصًا في غينيا وليبيريا وسيراليون منذ أن بدأ في الظهور في فبراير الماضي.
وتؤكد البروفيسور "ميليسا ليش"، مدير مركز "السبل التقنية والبيئية والاجتماعية للاستدامة"، في حوار لمجلة منظمة الصحة العالمية، أنه صُوّرَ فيروس "إيبولا" في أوائل إلى منتصف التسعينيات على أنّه تهديد عالمي ومفترس رهيب، يظهر في المناطق الاستوائية من أفريقيا، وينتشر إلى بقيّة أنحاء العالم المترابطة والمتفاعلة بسرعة؛ لذا تَطلّبت حالات العدوى بفيروس "إيبولا" التبليغ الدولي والرَدّ العاجل، حسب قولها.
أما الدكتور "محمد عبدالمجيد"، أستاذ الأمراض المعدية، فيقول في تصريحات خاصة لـ"شبكة رصد"، إن "إيبولا" أصبح خطيرًا لأنه ليس له أي علاج حتى الآن، ومع انتشاره بدول غرب أفريقيا بات مصدر خطورة على العالم في حالة هجرة أي وافد من تلك الدول مصاب بذلك الوباء، حسب ما قال.
وشدد "عبد المجيد" على ضرورة أن تسارع الهيئات الطبية بجميع دول العالم في إيجاد علاج لهذا الوباء، وفي نفس الوقت اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من انتشاره.
هذا وقد أصدر مؤخرًا "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الأمريكي اليوم تحذيرًا من المستوى الثالث، لتجنب السفر غير الضروري إلى كلٍ من غينيا وليبيريا وسيراليون الواقعة في غرب أفريقيا، في إشارة إلى "تفاقم تفشي فيروس إيبولا في هذه المنطقة".
وقال مدير المركز "فريدن" في بيان: "إننا نعاني أكبر وأعقد تفش لفيروس إيبولا في التاريخ وقد فقدت الكثير من الأرواح".