لمح الكيان الصهيوني إلى استعداده الآني إنهاء الحرب على غزة من طرف واحد، في الوقت الذي قال فيه إنه من جانبه لن يرسل وفدًا للقاهرة لحضور مفاوضات وقف إطلاق النار، وفي نفس الوقت أعلنت قوات الاحتلال السماح لأهالي شمالي قطاع غزة بالعودة لمنازلهم بعد أن كانوا قد هربوا جراء القصف المدفعي والغارات الجوية التي كانت تشنها قوات الاحتلال.
ومن جانبها كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد حذّرت في تصريحات لقيادييها من "انسحاب من طرف واحد"، ومغبات ذلك على الجهود الدولية والعربية لوقف إطلاق النار، فيما قال القيادي بالحركة بـ"غزة"، "مشير المصري"، في تصريحٍ نقلته وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ": "المقاومة سيكون لها اليود الطويلة في مواجهة أي انسحاب إسرائيلي أحادي دون الاستجابة للمطالب الفلسطينية".
وقال "موسى أبو مرزوق"، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" للأنباء: "إن الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة المخول لها الحديث عن شروط وقف إطلاق النار وليس إسرائيل"، وذلك في تعليق منه على تصريحٍ لـ"أميرة أورون"، المتحدثة باسم خارجية الكيان الصهيوني، كانت قد قالت فيه إنه ليس هناك أي قرار بشأن المشاركة في مفاوضات القاهرة، إلا أنها أشارت إلى إمكانية حدوث "تغيير في الموقف" في حال إذا كان هناك "تغيير في الوضع على الأرض وعندما نرى إمكانية حقيقية لوقف إطلاق النار، وقتها يمكن أن يتغير موقفنا"، حسب قولها.
وكان نائب وزير خارجية الكيان الصهيوني "تساحي هانجبي"، قال قال في تصريحات للقناة الثانية العبرية، إنه "لا يمكن الثقة بأن حماس سيكونون عند كلمتهم، ولا يمكن وقف القصف لأن أي وقف لإطلاق النار في هذه المرحلة سيكون أسوأ هزينة ممكنة بالنسبة لهم سواء تم التوصل إليه بترتيب أو دون ترتيب"
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه "غسان عليان"، قائد لواء "جولاني" البري، أحد ألوية النخبة في جيش الاحتلال الصهيوني، في تغريدة له نشرت على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "بعد 3 أسابيع من العمل في القسم الشمالي لقطاع غزة، فقد استكملنا الآن المهمة التي أوكلت إلينا".
وفي الوقت ذاته أكدت عدة مصادر عسكرية صهيونية نقلتها وسائل إعلامية عبرية، بدء انسحاب جزئي لوحدات من جيش الاحتلال لمئات الأمتار من داخل "غزة".
وحسب "رويترز" قال أيضًا "بيتر ليرنر" المتحدث باسم جيش الاحتلال: "نرى أن أهدافنا وعلى رأسها تدمير الأنفاق اقتربت من التحقق"، وهو ما أشارت إليه أيضًا صحيفة "هآرتس" العبرية، حين قالت إن جيش الاحتلال هدم عددًا من الأنفاق خلال اليومين الماضيين، والمزيد من الأنفاق سيتم هدمها خلال الساعات القادمة".
أما حركة "حماس" فقد رفضت التعليق على الأمر قبل "صدور إعلان رسمي من الجانب الإسرائيلي"، حسب ما نقلته "الأناضول" عن "أسامة حمدان" قيادي الحركة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد منذ قليل، أعلن كلًا من رئيس وزراء الكيان الصهيوني "بنيامين نتنياهو"، ووزير الجيش الصهيوني "موشيه يعلون" استمرار العملية العسكرية ضد قطاع غزة حتى "تحقيق أهدافها بتدمير أنفاق غزة".
هذا وقد بدأت قوات الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية ضد قطاع غزة منذ 8 يوليو الماضي، أسمتها "الجرف الصامد"، بدأت بغارات جوية، لتوسعها بتدخل بري، فيما أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 1669 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 9000 آخرين، بحسب ما قالته وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
ووفقًا للوراية الصهيونية فقد قتل 63 عسكريًا صهيونيًا، و3 مدنيين، فيما أصيب أكثر من 530 أغلبهم مدنيين، فيما تؤكد كتائب "الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أن قتلى الجانب الصهيوني يزيد عن 161 عسكريًا، فضلًا عن أسرها آخر، وإصابات بالمئات في صفوف العسكريين والمدنيين المحتليين.
