التحرش والأفعال الفاضحة في الطرقات والأماكن العامة أصبحت هس سيدة الموقف في الأعياد والمناسبات العامة، في زمن الانقلاب العسكري، وهو الأمر الذي ظهر جليلا بعد انقلاب 30يونيو، كما قال الكاتب الصحي سليم عزوز، فشهدت أيام عيد الفطر عددا كبيرا من حالات التحرش الجنسى الذي بات مظهرًا أساسيا من مظاهر العيد خلال الفترة الماضية ،ولا تزال الفتيات والبنات يعانين من التحرش في الشوارع والطرقات بالرغم من صدور قوانين لمواجهة الظاهرة.
ورصدت الحملات والمبادرات المناهضة للتحرش الجنسى عددا كبيرا في العيد الماضي اعتبروه اكبر نسبة تحرش حدثت في مصر، مؤكدين أن التحرش أصبح داء لا علاج له في ظل الاوضاع الإقتصادية والسياسية والمعيشية للمصريين .
الأعياد أكثر تحرشاً
ومن جانبه، أكد كريم كمال الدين منسق عام حملة وطن بلا تحرش، أن أول أيام عيد الفطر شهدت أكبر نسبة تحرش على مدار الأعياد السابقة، حيث تم رصد ما يقرب من 62 حالة تحرش جسدى جنسى و128 حالة تحرش لفظى، وفي ثانى أيام العيد كان دورهم هو التأمين المستمر لشوارع وسط البلد وذلك في ظل غياب الداخلية، وتم رصد 28 حالة تحرش بكورنيش النيل خلال الفترة من الساعة الواحدة ظهرًا حتى السادسة مساءً، مشيرًا إلى إنقاذ مبادرة "شفت تحرش" سيدتين أجنبيتين بالكورنيش.
معقل التحرش
ووصف كمال الدين، حديقة الفسطاط بمعقل التحرش الجنسى في مصر، وكذلك المنطقة بداية من ميدان الجيزة والشوارع المؤدية إلى حديقة الحيوان وحديقة الأورمان وبداخلها، مضيفًا أن اليوم الثالث شهد أقل نسبة تحرش وهي 16حاله فقط.
35أول العيد
أما مبادرة "شفت تحرش"، فأعلنت عن منعها وإنقاذها لما يقرب من 35 حالة تحرش جنسي خلال أيام العيد.
وقال فتحى فريد، المتحدث باسم مبادرة «شفت تحرش»، إن الشباب المشاركين تدخلوا لمنع وإنقاذ 35 واقعة تحرش جنسي بوسط القاهرة خلال أيام عيد الفطر، مشيرًا إلى أن عناصر الشرطة تحتاج إلى تدريب وتأهيل لمكافحة جرائم التحرش التي انتشرت بصورة كبيرة.
وأضاف «فريد» أن قانون تجريم التحرش متأخر في تجريم ما هو مجرم دوليًا، معربًا عن استيائه من المواطنين الذين يمرون بجوار حالات تحرش، ويغضون الطرف عنها أو المواطنين الذين يقنعون بناتهم بعدم التوجه إلى أقسام الشرطة، وتحرير محاضر ضد المتحرشين خوفاً من الفضائح، لافتًا إلى أن هذه النوعية من المواطنين السلبيين أخطر على الفتاة من المتحرش نفسه.
33حالة للمراهقين
وقال شادى حسين، عضو حملة «التحرش بالمتحرشين»، إن الحملة رصدت 33 حالة تحرش جنسى «جسدى» لأعمار ما بين 16 و22 عاما، وأكثر من 50 حالة تحرش جنسى «لفظى» في ثاني أيام عيد الفطر، أثناء تواجدهم الميداني في محيط كوبري قصر النيل ودار الأوبرا من الخامسة مساء إلى العاشرة ليلا.
في كل مكان
من جهتها، قالت عضو منظمة المرأة الجديدة نيفين عبيد، إن “التحرش أصبح في كل مكان في مصر، ولكنه يزيد في الأماكن المزدحمة والمكتظة بالسكان، في وسط العاصمة و كورنيش النيل والمحافظات أيضاً” 33
عنوان الإنقلاب
وقال الكاتب الصحفي سليم عزوز، إن التحرش عنوان لمرحلة الانقلاب العسكري التي ظهرت بظهور عبد الفتاح السيسي
وأضاف في مقال له اليوم أن الفضائيات التي نقلت وقائع ما جرى يوم 30 يونيه2013، لم تنقل للناس خطب الخطباء على المنصة، ولا يوجد في مكتبة أي فضائية فيديو لخطبة واحدة، لسبب معلوم وهو أن الخطب كان يتم قطعها بفواصل تنبه النساء بعدم الذهاب إلى المكان الفلاني في ميدان التحرير لأن هناك شبابا يتحرش بالنساء، والمناداة بالابتعاد عن ذاك المكان لذهاب المتحرشين إليه.
ضياع المستقبل
الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, تري أن ما حدث يجب عدم تهويله أو تهوينه, فهو سلوك منحرف من شباب يشعرون بالفراغ والملل والاحباط وضياع المستقبل, ولأن هؤلاء الشباب لديهم طاقة لم توجه في الاتجاه الصحيح، ففجروا هذه الطاقة في سلوكيات عشوائية للتسلية ولتفريغ الاحباط, وهذا السلوك يزداد في الاجازات لأنهم يتجمعون بشكل عشوائي ويحكمهم سلوك جمعي عقلي منحرف للتسلية والانتقام من المجتمع الذي لم يعيطهم حقوقهم المشروعة في فرص عمل وزواج وسكن,وغيره.