"بينما أكتب إليك هذه الكلمات، وحيدًا، على سرير، تفيض دموعي، دموع دافئة، لكنها دموع الألم الحزن، والغضب والخوف، اليائسة، التي بلا جدوى"، كلماتٌ في رسالة إلى الرئيس الأمريكي"باراك أوباما"، كتبها "مادس جلبرت"، الطبيب النرويجي الذي يسعف مصابي العدوان على "غزة".
"جلبرت" هو واحد من الأطباء الذين يتحركون سريعًا بين غرف مجمع "الشفاء" الطبي في "غزة"، سعيًا لإنقاذ الضحايا الذين يتوالى وصولهم إلى المجمع، جراء العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، في العملية المسماه بـ"الجرف الصامد"، وبرغم إطباق الاحتلال على الغزيين، انتصر الطبيب والناشط الشيوعي النرويجي، "مادس جلبرت"، على هذا الحصار ودخل إلي "غزة" عبر معبر "رفح"، بعد أن منعته سلطات الاحتلال من الدخول عبر معبر "بيت حانون".
ولد "جلبرت" يوم الثاني من يونيو عام 1947، في مدينة "بورسجرون" النرويجية، وهو الآن لا يُغادر "الشفاء"، أكبر مستشفيات "غزة"، وبرغم أنه يرأس قسم طب الطوارئ في مستشفى جامعة "شمال النرويج"، لا يتواني عن الهرولة لمساعدة الفلسطينيين منذ السبعينيات، ويعد بمثابة كنز كبير للقطاع الصحي الفلسطيني، الذي يعاني الويلات بسبب حصار "غزة"؛ فخبراته الدولية الواسعة تساعده أن ينقذ العديد من الجرحى الفلسطينيين، خاصةً أنها ليست تجربته الأولى مع آلة الحرب الإسرائيلية المحرمة دوليًا.
وخلال المؤتمر، الذي أقامه تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا "بالميد" مع الطبيب النرويجي "مادس جلبرت"، العائد من قطاع "غزة" في العاصمة النرويجية "أوسلو"، سلـط "جلبرت" الضوء على تجاوزات "الإسرائيليين" في استهداف الأبرياء والمدنيين، وتحدث عن الصعوبات التي تـواجه الطواقم الطبية في قطاع غزة.
واثناء سؤاله من أحد الصحفيين عن أعداد المسلحين، قال كلهم مدنيين فقط رأيت مقاتلان اثنان جرحى.
كما بعث الرئيس "أبو مازن"، عبر القنصل الفلسطيني، رسالة شكر وتقدير للطبيب، و قدم مندوب الجامعة العربية هدية تقديرًا له.
