تعيش مصر أسوأ عصورها في تاريخها الحديث كما وصفته المنظمات الحقوقية والدولية تجد فيها تعذيب ، قتل في السجون ،تعثر اقتصادي، عيش ،غلاء، ارتفاع اسعار، تكميم للأفواه.
كما تعيش مصرعصر مظلم بعد أن انتفض الملايين وخرجوا إلى ميادين الحرية فى أكثر من 10 محافظات رافعين رايات الحرية ولافتات تحمل شعارات الثورة (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية) اندلعت الثورة من أجل تلك الشعارات فى 25 يناير 2011، شعارات ابتدعها الشعب لكن لم تلاقى أي من هذه الشعارات طريقها للتنفيذ أو حتى الاحترام فى عهد العسكر سوا القتل والسجن والامتهان والتعذيب .
الآلآف يتعرضون للتعذيب
بحسب مقابلات أجرتها جريدة الجارديان البريطانية مع معتقلين سابقين ومحامين ومدافعين عن حقوق الإنسان وعائلات أشخاص مفقودين، فإن الآلآف من المصريين يتعرضون للتعذيب، ويحتجزون في أماكن لا تخضع للإشراف القضائي في السجون المصرية .
منظمة هيومان رايتس ووتش أيضاً أكدت أن هناك الآلآف المعتقلين يتعرضون للتعذيب ومحتجزين في غياب أي إشراف قضائي، في انتهاكات واسعة الانتشار الذي وصفته بـ"القمع غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث".
محاكمات مسيسه
نددت منظمات حقوقية دولية ووطنية عدة بأحكام السجن المديدة التي صدرت في حق ناشطين سياسيين وصحافيين معروفين، وأيضاً أحكام الإعدام التي صدرت بالجملة في حق المنيا .
المنظمات الدولية أكدت أن أغلب المحاكمات مسيَسةً ومشوبةً بالأخطاء، وتشكل انتهاكاً فاضحاً للحريات الأساسية، بما في ذلك حريتَا التعبير والتجمع واحترام الأصول القانونية والحق في محاكمة عادلة.
اختطاف الإرادة الشعبية
اعتبرت مجلة بريطانية أن عملية اختطاف الإرادة الشعبية للمصريين في جميع مناحي حياتهم اكتملت ، وأن مصر تتحرك بعيدًا عن الديمقراطية، بعد أن منحتها ثورة 25 يناير الفرصة لتكون نموذجًا في التحول السلمي في المنطقة وخارجها.
وذكرت مجلة “أوبن ديموكراسي” البريطانية أن “ثورة يناير لم تعزز من حرية وكرامة المصريين في الداخل فقط، بل ساعدت أيضًا في استعادة هيمنة البلاد على المستوى الإقليمي والدولي، لكن الوضع الآن يبدو أن البلاد قد فقدت طريقها نحو الديمقراطية والانتقال السلمي على المستوى العربي والإفريقي”.
ورأت المجلة أن ثورة يناير قدمت الفرصة كي تلعب مصر دورًا فاعلًا في حل النزاعات الإقليمية، وتحسين صورتها، وذلك بالاشتراك مع دول مثل ليبيا والسعودية وقطر.
وطرحت تساؤلًا قالت فيه: “أين تقف مصر الآن بعد ثلاث سنوات من الثورة؟”، لتجيب بأن عملية التحول الديمقراطي والثوار الذين انتظروا طويلًا من أجل التغيير تم دحضهم من خلال قوى داخلية، لافتة إلى أن الناشطين الشباب الذين أبهروا العالم بانتفاضتهم السلمية مستهدفون الآن من قبل الشرطة والتشهير في وسائل الإعلام بدلًا من الترويج للحرية والكرامة خاصة بعد ثورة يونيو-على حد قولها.
وخلصت إلى أن مصر تسير مع الاقتصاد المتعثر وظروف عدم الاستقرار السياسي باتت مصر أكثر اعتمادًا على القروض والمنح من دول الخليج العربي، مما يشير أيضًا إلى أن هذه الدول احتوت الثورة المصرية بنجاح باعتماد القاهرة على أموال الخليج.
لم يجد المواطن انسانيته
قال محمود حامد، مدير مؤسسة "الدفاع عن المظلومين"، إن الإنسان لا يشعر بقيمته كإنسان، ولا يشعر بوجوده كمواطن ترعى شؤونه الدولة وتهتمّ باستقراره وأمنه وكل أمور حياته.
وأضاف في تصريحات صحفية "يجد المواطن إنسانيّته حين يستقل وسيلة المواصلات المناسبة وحين يدخل أولاده مدرسة محترمة ويطمئن إلى حسن التعليم فيها، وحين يلقى احتراماً من أصحاب السلطة في إدارتهم للمصالح الحكوميّة، وحين لا يُعذَّب أو تمتهن كرامته في داخل سجن أو قسم شرطةو لكن لم نجد شيئاً تحقق، ويكفي ما نتلقاه من تقارير حول ما يحدث في السجون، خصوصاً بالنسبة إلى النساء والشابات".
وأشار إلى أن مصر ترجع إلى الخلف مع استمرار تقييد الحريات وانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم التعذيب والاغتصاب بحق المعتقلين والمعتقلات، في إطار سلسلة من جرائم وصفت بأنها ضدّ الإنسانيّة،ويكفي ما حدث من حالات اغتصاب وتعذيب لعدد من النساء اللاتي تمّ حبسهن بعد 30 يونيو الماضي"على حد قوله.