رغم الهجوم الكبير من النشطاء وطلاب وأساتذة جامعة القاهرة علي قرار رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار بالتبرع لصندوق "تحيا يا مصر" في ظل الأزمة التي يعاني منها التعليم الجامعي ونقص الموارد وتدني مستوي التعليم، أنهت جامعة القاهرة إجراءات إيداع مبلغ الـ 20 مليون جنيه التبرع المقدم منها لدعم صندوق "تحيا مصر" فى حساب الصندوق بالبنك الأهلي المصرى _ فرع جامعة القاهرة، وذلك وفقاً لبيان صادر عن الجامعة.
وكان مجلس جامعة القاهرة قرر في اجتماعه يوم الاثنين الماضي برئاسة الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة مشاركة جامعة القاهرة فى دعم مبادرة تحيا مصر بالتبرع بــ20 مليون جنيه لحساب صندوق تحيا مصر.
وفي نفس الوقت الذي تبرعت فيه جامعة القاهرة في ظل تدهور التعليم بمبلغ 20 مليون جنية لدعم صندوق تحيا يا مصر، أطلق معهد الأورام التابع للجامعة، حملة تبرعات تم تدشينها عبر القنوات التلفزيونية وعدد من وسائل الإعلام لجمع تبرعات لمعهد الأورام بسبب ضعف الإمكانيات، وعدم قدرة الجامعة الصرف علي المعهد.
وتحث الجامعة من خلال إعلاناتها على وسائل الإعلام المواطنين للتبرع له حتى ولو بجنيه، والذي يبلغ تكلفته حسب الدكتور علاء حداد، عميد معهد الأورام، نحو مليار ونصف المليار جنيه، ويأتى أهمية المشروع بسبب التكدس الذي يعانى منه المعهد الجديد، الذي يعانى من تصدعات في المبنى الجنوبي وتم ترميمه مؤخراً.
وشن الطلاب علي مواقع التواصل الاجتماعي هجوم علي جابر نصار متسائلين، أليس المعهد أولى بهذه الأموال المتبرع بها؟ كم يحتاج هذا المعهد من تبرعات؟ وما دور جامعة القاهرة فى الأمر برمته؟
وأكد أحد المسئولين بمعهد الأورام أن الحملة الإعلانية خاصة بمعهد الأورام بقصر العينى لعلاج المرضى بالمجان، وكذلك معهد الأورام بالشيخ زايد والذى لم يُبن بعد، مشيرا إلى أن تكلفة علاج المرضى سنويا تجاوز مبلغ الـ90 مليون جنيه، وذلك بخلاف الأجهزة والمعدات.
وأوضح المصدر أن المستشفى أيضا عليه بعض المديونيات بالأدوية، ويحتاج إلى ما يزيد على 300 مليون ليستكمل علاجه للمرضى، فيما يحتاج المعهد الجديد بالشيخ زايد لأكثر من 600 مليون جنيه لبدء العمل به.
واضاف أن هناك العديد من المشروعات المهمة المفتوحة في الجامعة دون تمويل كاف لإنجازها، وتبحث الجامعة منذ فترة طويلة عن ممول لها، بل طالب رئيس الجامعة من وزارة التعاون الدولي إدراج أحد المشروعات ضمن الدعم الخارجي.
كما أن من المشروعات المفتوحة وتحتاج إلى تمويل ، تنفيذ مشروع معهد ومستشفى الأمراض المتوطنة والأوبئة "ثابت ثابت" بشارع الهرم، ليكون أول معهد بحثي وعلاجي في مصر والشرق الأوسط، يقدم خدمة صحية عالية المستوى في مجال مكافحة وتشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة في مصر، والذى تحتاج نحو 120 مليون جنيه لإنهاء المرحلة الأولى فقط.
ومن أبرز المشروعات المعطلة منذ وقت طويل إنشاءات الجامعة الجديدة في أرض بين السرايات، والتي من المقرر وفقا لمخطط الجامعة بناء مدرجات، ومراكز بحثية تابعة للجامعة، لتخفيف الضغط على الحرم الجامعي، وتبلغ مساحتها 33 ألف متر مكعب، وكانت تابعة للشركة القابضة للسياحة، قبل أن تحصل عليها محافظة الجيزة وتعطيها للجامعة بحق الانتفاع لمدة 25 عاما قابلة للتجديد.
من جانبه، قال هاني الحسيني، أحد قيادات حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، إن قرار جامعة القاهرة بالتبرع بـ20 مليون جنيه لصندوق "تحيا مصر"، هو قرار "مشين"، مؤكدا أنه من الواجب أن تصرف هذه الأموال على تطوير العملية التعليمية في الجامعة.
وأضاف أنه لا يمكن أن نستقطع من الموازنة الخاصة للجامعة لأي أغراض أخرى، موضحا أن هذا يعبر عن اختلاط في الأولويات والمفاهيم، مشيراً إلى أنه من المؤكد أن هذا القرار لم يكن يقر إذا كان اختيار القيادات الجامعية بالانتخاب وليس بالتعيين، لأنه في الوضع الراهن يعتبر "عربون محبة" من قيادات الجامعة للسلطة، لضمان الاستمرار في مناصبهم.
ورغم إعلان وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب رفض رئاسة الانقلاب تبرع جامعة القاهرة لأنة مال عام، استنكر السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الانقلاب، ما نشرته بعض الصحف عن رفض السيسي تبرعات جامعة القاهرة لصندوق ''تحيا مصر''، قائلا:'' الخبر لا أساس له من الصحة وعلى الجميع تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار''.
