جددت مصر، مساء أمس الخميس، دعوتها لكافة الأطراف بالقبول "الفوري وغير المشروط" لمبادرتها التي دعت إليها الاثنين الماضي لوقف إطلاق النار في غزة، محملة الكيان الصهيوني مسؤولية حماية أرواح المدنيين.
وقالت خارجية الانقلاب، في بيان لها ليلة الخميس، إنها تتابع "بقلق عميق واهتمام بالغ التطورات الخطيرة على الساحة الفلسطينية وتدين التصعيد الأخير في العمليات العسكرية في قطاع غزة من قبل اسرائيل".بحسب البيان
وجددت مصر دعوتها لكافة الأطراف المعنية بالقبول "الفوري وغير المشروط للمبادرة المصرية لما تتيحه من توفير للحماية للشعب الفلسطيني، وباعتبارها السبيل الوحيد لوقف الاعتداءات وصيانة أرواح المدنيين، وحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني"، طبقا للبيان
وطالب البيان بتوخي أقصى درجات ضبط النفس؛ من خلال وقف أعمال القصف والاجتياحات البرية "التي لا تزيد الموقف إلا اشتعالاً ولا توفر لها الأمن"
وقال البيان إن مصر تؤكد مسئولية الكيان القانونية كقوة احتلال بضرورة حماية أرواح المدنيي،ن والامتناع عن أساليب العقاب الجماعي والاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة، والذى يتنافى مع قواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف (خاصة بحماية المدنيين خلال الحروب).
ودعت مصر المجتمع الدولي "لتحمل مسئولياته الكاملة في مواجهة هذا التصعيد الخطير، والحيلولة دون استمراره لما يمثله من تهديد للاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها، والعمل على سرعة تقديم المساعدات الإنسانية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني"
كما طالبت مصر، حسب البيان، المجتمع الدولي بدعوة الأطراف المعنية لقبول المبادرة المصرية دون إبطاء أو شروط مُسبقة، وأن يبذل جهوداً محددة وعاجلة لإحلال سلام شامل وعادل؛ استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمرجعيات الدولية والمبادرة العربية للسلام.
كان سامح شكري وزير خارجية الانقلاب، أكد في وقت سابق أمس الخميس أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والعدوان على الشعب الفلسطيني، تندرج في إطار الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وعدم إراقة الدماء الفلسطينية أو إزهاق أرواح الأبرياء من الفلسطينيين.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) الرسمية عن شكري قوله، خلال مأدبة إفطار أقامها لرؤساء تحرير الصحف أمس الخميس بمقر وزارة الخارجية، إنه "إذا ما كانت حماس قد قبلت المبادرة المصرية؛ لكان قد تم إنقاذ أرواح أربعين فلسطينيا على الأقل. "
واتهم وزير الخارجية ما أسماه "محور حماس- قطر- تركيا"، حسب الوكالة، بمحاولة إفشال الدور المصري الذى يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامي لتفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة، مستشهدا على ذلك بما يحدث في ليبيا والعراق وسوريا والسودان.
وأضاف شكري أن هذا المحور يستهدف أن ينزع عن مصر وضعها كطرف فاعل قادر على التأثير على الموقف الإسرائيلي، الذى يدرك جيدا دور مصر وأهمية دورها بالمنطقة.
وحول علاقة مصر بحركة حماس قال وزير خارجية الانقلاب: إن بها قدرا عاليا من التوتر والصعوبة نتيجة التوجه العقائدي لحماس، قائلا: "إن المشكلة إن سياسة حماس ترتبط بفكر عقائدي يجعل نقطة الاتصال، والتلاقي مع مصر شبه مستحيلة."
واستطرد شكري قائلا "ولكن ومع ذلك فإن مصر تتعامل مع حماس في إطار حماية المصالح الفلسطينية وفى إطار يصب أيضا في مصلحة مصر، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن لمصر أن تقبلها أو تقبل بتجاوزها".
وبدأ الجيش الصهيوني، مساء أمس الخميس، تطوير عمليته العسكرية ضد قطاع غزة التي بداها قبل 11 يوما، وذلك من خلال عملية توغل بري شمال قطاع غزة، قال إن هدفها هو ضرب الأنفاق "الإرهابية" في غزة، بينما توعدت حركة حماس بأن إسرائيل "سوف تدفع ثمن العملية البرية غاليا".
وأسفرت العملية الصهيونية، التي بدأتها في السابع من يوليو الجاري وأطلقت عليها "الجرف الصامد"، عن سقوط أكثر من 240 قتيلا، وأكثر من 1800 مصاب، بعضهم بجروح خطيرة، حتى مساء الخميس، حسب مصادر طبية فلسطينية